كشفت مصادر عراقية كردية في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، عن بدء قوات الأمن الكردية (الأسايش) بحملة إغلاق مكاتب ومقرات تابعة لحزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، في أول إجراء من نوعه منذ بدء حزب العمال بالتواجد في مدن الإقليم عقب حرب الخليج 1991.
وقال مسؤول أمن كردي رفيع لـ"العربي الجديد"، إن جهاز "الأسايش" أخطر قبل يومين عددا من مكاتب ومقرات العمال الكردستاني في السليمانية ورانية وحلبجة أيضا، بناء على قرار من قوباد الطالباني، نائب رئيس وزراء الإقليم، مبينا أنه صباح الخميس تم إغلاق عدة مقرات فعلا، وأخطر العاملون فيها بأن أي نشاط لهم سيتسبب في اعتقالهم.
وأوضحت مصادر من حزب الاتحاد الكردستاني في السليمانية أن "الخطوة المفاجئة وغير المسبوقة جاءت لإرضاء الجانب التركي، الذي يفرض عقوبات على السليمانية، من بينها منع هبوط أو استقبال طائرات من مطار السليمانية، وكذلك وقف التبادل التجاري مع شركاتها"، مضيفا أن الخطوة "كانت بدعم من الرئيس العراقي الجديد برهم صالح، الذي أجل زيارة متوقعة له إلى تركيا إلى أجل مسمى".
وأشارت المصادر إلى وجود مقابل لتخلي الاتحاد الكردستاني عن دعم حزب العمال وتوفير ملاذات له.
ووفقا للمصادر ذاتها لـ"العربي الجديد"، فقد تم إغلاق مقر حركة "حرية المجتمع الكردستاني"، جناح حزب العمال الكردستاني في السليمانية وفي بلدة كويسنجق، التابعة للسليمانية، كما جرى إغلاق مقر حركة نسوية تتبع حزب العمال، فضلا عن ستة مقرات أخرى في كلار وكرميان ورانية وحلبجة.
وقال عضو حزب الاتحاد الكردستاني سيروان شواني لـ"العربي الجديد"، إن الخطوة جاءت بناء على قرار صدر نهاية الشهر الماضي من حكومة الإقليم "ضمن التجاوب مع مساعي حل الخلافات مع دول الجوار"، مبينا أن مقرات حزب العمال "باتت غير قابلة للبقاء، ومنها التشكيلات التي ترتبط فكريا به، أو تتبنى فكر عبد الله أوجلان، مثل "حرية كوردستان" ومنظمة نساء كوردستان"، و"حرية المجتمع الكردستاني"، ومنظمة "حياة" وجماعة كوادر العمال".
وأكد شواني أن "موضوع إبعاد مقاتلي الحزب من المناطق الجبلية والحدودية ملف شائك، لكن حاليا نحن مع عدم وجود مقرات علنية له بالمدن، فهو يمثل تحديا لدولة جارة لا يمكن بناء علاقات إيجابية معها ونحن نحتضن مسلحين يستهدفون جنودها ومصالحها"، وفقا لقوله.
في السياق ذاته، قالت تارا حسين، الرئيسة المشاركة لحركة حرية المجتمع في السليمانية، التابع لحزب العمال الكردستاني التركي، إن "قوة من أسايش السليمانية حاصرت المبنى، وطلبت منا إخلاءه، وهددتنا باستخدام القوة في حال لم ننفذ طلبها، فنفذنا الأمر وأخلينا المقر ومقرات أخرى".
ولا توجد مقرات أو مكاتب لمنظمات أو أحزاب تابعة للعمال الكردستاني في محافظات أربيل ودهوك وبقية المناطق الأخرى التي تعتبر مناطق نفوذ قوية للحزب الديمقراطي الكردستاني.