تنتهي الفترة الرسمية للمفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية بموجب خطة وزير الخارجية الأميركية جون كيري، بعد ثلاثة أسابيع، إلا أن اللقاءات مستمرة بضغوط أميركية. وقد خرج كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أمس الاحد، من الاجتماع الثلاثي غاضباً، بعدما طلبت رئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض، تسيبي ليفني، سحب الطلبات الفلسطينية المقدمة إلى الهيئات الدولية.
ولم تتوقف طلبات ليفني عند هذا الحد، بل أكدت له بلغة التهديد والاستعلاء رفض حكومتها وقف أو تجميد الاستيطان، باعتباره استراتيجية إسرائيلية ثابتة لا تتغير بتغير الحكومات في إسرائيل، ونسيان موضوع القدس غير الخاضعة للتفاوض، ثم ضرورة الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية للشعب اليهودي، وتأكيدها أن القدس عاصمة للشعب اليهودي في كل أنحاء العالم.
لم يدم احتجاج عريقات وخروجه من غرفة المفاوضات، طويلاً، بعدما بذل مارتن انديك جهوداً لإقناعه بالعودة إلى طاولة المفاوضات مرة ثانية، ليستمر اللقاء ثلاث ساعات وينتهي قبل منتصف الليل من دون نتائج.
وأفاد مصدر مطلع لـ "العربي الجديد" بأن "لغة الاستعلاء هذه دفعت بعريقات إلى ترك الاجتماع محتجاً، قبل أن يلحق به أنديك ويعيده إلى طاولة اللقاء الذي لم يلبث أن انتهى قبل منتصف الليل، ولم يستغرق سوى ثلاث ساعات".
لكن الرد على طلبات ليفني جاء، ظهر اليوم الاثنين، في مؤتمر صحافي عقده عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتيه، في رام الله، حيث قال إن "القيادة الفلسطينية أبقت الباب مفتوحاً أمام تحقيق تقدم على الصعيد السياسي"، مؤكداً أنه "لن يكون هناك تراجع عن المعاهدات الـ 15 التي وقعها الرئيس" الفلسطيني محمود عباس، أخيراً.
وتابع اشتية، في المؤتمر الصحافي، أنه "مثلما تفرض إسرائيل أمراً واقعاً باستمرار الاستيطان والقتل، نحن سنفرض أمراً واقعاً بالانضمام إلى المعاهدات الدولية".
ولفت العضو السابق في الوفد الفلسطيني المفاوض إلى أن "المطالبة الاسرائيلية بالاعتراف المتبادل من جديد، ليس لها أي أرضية، لأن الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين، تبادلا الاعتراف عام 1993".
وتوجه بسؤال إلى الحكومة الإسرائيلية: "هل لديكم خطة موحدة لانهاء الاحتلال، وتحقيق حل الدولتين؟"، مشيراً إلى أن كل وزير في الحكومة الإسرائيلية الحالية يتحدث عن تصوره للحل مع الفلسطينين بشكل منفرد.
واعتبر اشتيه أن القيادة والشعب الفلسطيني قدما تنازلاً تاريخياً عبر القبول بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، بما لا يتجاوز 22 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية، ولن يقبل بشروط جديدة كيهودية الدولة وغير ذلك.
ولفت إلى أن اسرائيل، ومن خلال شروطها، تريد تدفيع الطرف الفلسطيني ثمن الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى أربع مرات، من خلال ربط الاسرى بالاستيطان، وربط الأسرى بعدم التوجه إلى الأمم المتحدة، وربط الأسرى بالجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد، واستغلال قضيتهم في مقابل تأجيل إطلاق سراح الاسرى. وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، عن ربط بين قضية الجاسوس الإسرائيلي بولارد وقضية الأسرى.
وقال اشتيه إنه "على العالم وإسرائيل إدراك أن ما بعد توقيع الاتفاقيات الـ 15، ليس ما قبله، وأن هناك تحولاً في العلاقة، ووقف الاستيطان والافراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى سيكون البرهان الحقيقي للمفاوضات ونجاح المسار السياسي".
وفي ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أوضح اشتيه أن وفد "فتح" المتوجه إلى غزة، يحمل رسالة مفادها "أننا نريد المصالحة على أساس حكومة موحدة، والانتخابات العامة خلال 3 أو 6 أشهر".
وشاركت زوجة الأسير النائب مروان البرغوثي، فدوى، في المؤتمر الصحافي للمسؤول الفلسطيني، بمناسبة مرور 12 عاماً على اعتقل زوجها في سجون الاحتلال، حيث نقلت رسالته ومفادها أنه يدعم، بالكامل، جهود القيادة والرئيس محمود عباس في الانضمام للامم المتحدة، وتوسيع دائرة المقاومة الشعبية، ومقاطعة المستوطنات وتحقيق المصالحة الداخلية.