السلطات العراقية تمنع حجاج الموصل من التوجه إلى السعودية

01 سبتمبر 2015
نحو ألف حاج منعوا من الحج (مواقع التواصل)
+ الخط -

تمنع السلطات العراقية حُجاج مدينة الموصل من المرور عبر كربلاء إلى العاصمة بغداد، للتوجه إلى الديار المقدسة، وهم منذ أربعة أيام يفترشون العراء، وقد نفد منهم الماء والغذاء بعد رحلة طويلة وشاقة.

وأطلق حجاج الموصل استغاثة للحكومتين العراقية والسعودية وهيئة الحج والعمرة، للتدخل العاجل والسماح لهم بالمرور عبر كربلاء إلى العاصمة بغداد للتوجه إلى الديار المقدسة، بعد نفاد طعامهم وشرابهم وتدهور الحالة الصحية لكبار السن منهم.

وقال أبو عمر، أحد حجاج الموصل، رافضاً الكشف عن اسمه الصريح، إنَّ "الرحلة كانت طويلة وشاقة من الموصل بمحاذاة الحدود السورية وصولاً إلى بلدة النخيب جنوب الأنبار والمحاذية لمدينة كربلاء، وعند وصولنا إلى حدود كربلاء قامت السلطات الحكومية هناك بإرجاعنا إلى بلدة النخيب، ومنعنا من المرور بكربلاء إلى بغداد، بحجة عدم وجود موافقة رسمية لمرورنا".

وأضاف أبو عمر لـ"العربي الجديد": "الحجاج يفترشون العراء منذ أربعة أيام وقد نفد ما لدينا من الماء والغذاء، خاصةً أنَّ أغلب الحجاج من كبار السن، وهذا يتطلب تدخلاً دولياً لإنقاذنا من هذه الورطة الكبيرة والخطر المحدق بحياة الحجاج".

وكانت هيئة الحج والعمرة قد أصدرت قراراً بالسماح لحجاج مدينة الموصل من كبار السن حصراً، بالتوجه إلى الديار لمقدسة لأداء فريضة الحج، بعد قرار سابق لها قضى بتأجيل السماح لحجاج الموصل بالسفر إلى العام القادم، بناء على توجيهات أمنية عليا، بحسب المصادر.

وذكر مسؤول متعهدي الحج والعمرة في محافظة نينوى، بدر الحيالي، في تصريح صحافي أنَّ "عدد حجاج مدينة الموصل يبلغ 930 حاجاً، توجهت القافلة الأولى لهم قبل أربعة أيام، منطلقةً من مدينة الموصل باتجاه العاصمة بغداد لنقلهم بالطيران العراقي إلى الأراضي المقدسة، فيما اتجهت القافلة الثانية بعد يومين من تحرك القافلة الأولى".

وكشف عضو كتلة التحالف الكردستاني عن محافظة نينوى، فارس البريفكاني، في مؤتمر صحافي أنَّ "ألف حاج من مدينة الموصل بينهم كبار سن ومرضى منعوا من السفر وقدمنا طلباً رسمياً إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، لإلغاء القرار والسماح لهم بالحج".

وتستمر نداءات الاستغاثة لحجاج الموصل العالقين قرب الحدود الإدارية لمحافظة كربلاء بعد منع السلطات الأمنية مرورهم إلى العاصمة بغداد، في ظل نفاد الأغذية ومياه الشرب وانعدام كافة وسائل العيش في المنطقة الصحراوية التي يتواجدون فيها حالياً، في ظل صمت حكومي وصفه المراقبون بالخطير.

وأعلنت هيئة الحج والعمرة في بيان سابق، عن تخفيض عدد الحجاج العراقيين لهذا العام بنسبة 20 في المائة، بسبب أعمال التوسعة الجارية في المسجد الحرام.
وأكدت الهيئة إبرام اتفاق مع الطيران السعودي لتأمين عودة الحجاج في 14 من ذي الحجة.

وانطلقت أول رحلة للحجاج من مدينة النجف في 25 أغسطس/ آب الجاري، وعلى متنها 300 حاج عراقي متوجهة إلى الديار المقدسة.

اقرأ أيضاً: انقطاع الكهرباء يغيّر عادات العراقيين

وكانت فضيحة كبيرة قد عصفت بالحكومة العراقية عام 2012، بعد منعها عشرات الحافلات التي تقل حجاجاً أتراكاً من التوجه عبر الأراضي العراقي إلى السعودية، بحجة عدم حصولهم على تأشيرات دخول من بغداد، ما أثار حفيظة واستياء الهيئات والاتحادات والمؤسسات الإسلامية بشكل غير مسبوق بحسب المراقبين.

وفي عام 2014 أرغمت الحكومة العراقية طائرة متجهة من أربيل في كردستان شمال العراق إلى مطار جدة في السعودية تقل حجاجاً عراقيين أرغمتها على الهبوط في مطار بغداد ثم قامت باعتقال عدد من الحجاج على متن الطائرة، ما اعتبره محللون استهانة كبيرة بشعائر الحج وانتهاكاً لأعراف ومعايير التعامل مع حجاج بيت الله الحرام.

وطالب رجال دين عراقيون، المملكة العربية السعودية، بالتدخل العاجل لإنقاذ مئات الحجاج العالقين عند الحدود الإدارية لمحافظة كربلاء، بعد منع الحكومة العراقية لهم من المرور إلى بغداد للتوجه إلى الأراضي المقدسة في المملكة.

اقرأ أيضاً العراق: تذمّر من انتشار مقرات المليشيات في أحياء الجنوب