وكان شخص، وهو عسكري سابق، يرجّح أنه مختل عقلياً، قد استهدف التحفة الفنية وهشّم جزءاً منها بدوافع دينية، حيث صممت التحفة في شكل امرأة عارية من الرخام. وتسبّب تشويه التمثال بالكثير من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتشر مقطع فيديو يظهر فيه الرجل وهو يقوم بتشويه التمثال.
سجال مستمر في مواقع التواصل
ولا يزال رواد مواقع التواصل يتداولون مقطع الفيديو الذي صُوّر في مدينة سطيف صباح الاثنين، وبدا فيه الرجل وهو يحاول تحطيم تمثال "عين الفوارة"، لتعتقله الشرطة، وينقسم الجزائريون.
ورأى بعضهم أن التمثال "علامة فنية وجمالية"، بينما رأى آخرون أنه لا يمثل "أخلاق الجزائريين"، وأنه "منافٍ لقيم الإسلام" لأنه يجسّد امرأة عارية، خصوصاً أنه في نظرهم يقع قبالة مسجد العتيق، أحد أهم مساجد المدينة.
ليست المرة الأولى
وهي ليست المرة الأولى التي حاول فيها أحد السكان تحطيم التمثال؛ ففي عام 1997، تعرض التمثال للتفجير باستخدام قنبلة يدوية قبل أن يعاد ترميمه وإعادته إلى مكانه، ثم حاول آخر تشويهه بمطرقة في 2006.
كما أفتى شيوخ جزائريون بعدم جواز وجوده وإزالته، مبرّرين ذلك بأنه نوع من الشرك بالله وصنيعة من صنائع الاستعمار، ومنهم الشيخ شمس الدين الجزائري الذي أفتى بتغطيته، وذهب بعضهم إلى تحريم الشرب من ماء "عين الفوارة".
دعوات لحفظه في متحف
ويعود التمثال الرخامي إلى 120 سنة، وهو تحفة أنجزها الفنان، فرانسيس دي سان فيدال، في فبراير/شباط 1898 في باريس، ووضعت لفترة في متحف اللوفر قبل أن يتقرّر نقلها بحراً إلى مدينة سطيف ليتم تثبيتها في وسط المدينة. وبحسب بعض المؤرخين فإن هذه التحفة الفنية سميت بعين الفوارة بسبب فورة المياه منها عند تثبيتها فوق المنبع.
ويطالب مثقفون بنقل التمثال إلى متحف فني لحمايته من التخريب، وإبقاء قيمته الفنية والتاريخية.