السعودي عبد الله الشربيني.. من بطل إلى مطلوب

02 مايو 2015
الحادثة جرت على مقهى عند كورنيش جدة (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن الشاب السعودي، عبدالله الشربيني، يتوقع أن يصبح بطلاً على مستوى البلاد. كما لم يتوقع أن يصبح مطلوباً للسلطات، بعد بطولته بأقل من 24 ساعة.
قصة الشربيني بدأت عندما كان يتجول على كورنيش جدة (غرب السعودية). هناك شاهد رجلاً يحاول التحرش بفتاة في مقهى. وعندما صدته بعنف سحب المتحرش سكينا وطعنها، قبل أن يلوذ بالفرار بسيارة. من دون تفكير، طارده الشربيني بسيارته والتقط له صوراً ظهرت فيها دماء الضحية على ملابس الجاني.

نشر الشربيني (24 عاماً)، الصور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما أحدث ضجة أدت في النهاية إلى تسليم الجاني نفسه للسلطات. لكنّه في المقابل، ادعى على الشربيني بتهمة التشهير والإساءة للسمعة.
فعلى الرغم من الحفاوة التي حظي بها الشربيني من قبل الشباب السعودي، إلا أن قانون الجرائم الإلكترونية يعتبر ما قام به جريمة تشهير يعاقب عليها بشدة.

ويؤكد المستشار القانوني، عبدالله الرجيب، أنّ تصرف الشاب، حتى ولو كان بطولة وينم عن شجاعة، إلا أنه مخالف للقانون وقد يُسجن بسببه. ويضيف لـ"العربي الجديد": "مهما كانت الأسباب والنوايا، كان من واجب الشاب تسليم الصور للجهات الأمنية، لا التشهير بالمعتدي. فالتشهير لا يتم إلا بأمر قضائي. وبالتالي تنطبق على الشربيني لوائح الجرائم الإلكترونية". ويتابع: "لو فُتح الباب لمثل هذه الأمور لاستغل ضعفاء النفوس ذلك لتصوير الآخرين ونشر صورهم على مواقع التواصل الإجتماعي والتشهير بهم".

في المقابل، يقول المستشار القانوني، أحمد الراشد، لـ"العربي الجديد": "لا بد من التفريق بين جريمة التشهير لأسباب غير سليمة، وبين نشر صور المجرمين للقبض عليهم. حتى ولو نشر الشربيني صورة المجرم على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يجب معاقبته على ذلك، بل تكريمه".

وبحسب الراشد، لا يجب أن يدخل ما قام به الشربيني ضمن الجرائم الإلكترونية. ويضيف: "لا توجد جريمة هنا، وعلى القاضي رد الدعوى، وأنا مستعد للدفاع عن الشربيني مجاناً".
وبحسب القانون السعودي، فإنّ الدعوى التي رفعتها هيئة التحقيق والادعاء العام بحق الشربيني قد تطاله بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات، وتغريمه مبلغاً قد يصل إلى 134 ألف دولار أميركي، إذا قبلها القاضي.