السعوديون ينتظرون رواتبهم: "مالنا ومال الأبراج؟"

17 أكتوبر 2016
تصرف الرواتب وفق التقويم الميلادي (فرانس برس)
+ الخط -

تحوّل السعوديون في ليلة وضحاها، إلى أهم المتيّمين بالأبراج، ومتابعتها، بعدما دفعهم تحويل رواتبهم إلى الأبراج الشمسية للبحث عن مواعيد دخول وخروج تلك الأبراج، للتعرف على وقت صرف رواتبهم. ولم يعلُ أي حديث على مواقع التواصل الاجتماعي على الكلام عن مواعيد الصرف الجديدة.

وكشفت وزارة المالية عن آلية تطبيق قرار مجلس الوزراء القاضي بصرف رواتب موظفي الدولة بالأشهر الميلادية. وقالت في بيان لها إنه تم تحديد اليوم الخامس من كل برج هجري شمسي، موعداً لتحويل الرواتب إلى الحسابات البنكية للموظفين. وبموجبه، فإنه سيتم صرف راتب الشهر الحالي في اليوم الخامس من برج العقرب الموافق لليوم السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وسيستمر الصرف وفق هذا التنظيم مستقبلاً.

وعلى الفور، دشن ناشطون على تويتر وسم (#صرف_الرواتب_بالابراج) الذي ظهر في نحو 148 ألف تغريدة في الـ24 ساعة الماضية، كذلك وسم (#الراتب_بالأبراج) الذي شهر في نحو 37 ألف تغريدة في المدة ذاتها. وتنوعت التغريدات بين رافضة للتقويم وأخرى ساخرة منه، وبين من حاول تلطيف الجو بنشر النكات عليه. وكتب الناقد والمفكر، الدكتور عبدالله الغذامي مواعيد الصرف الجديدة، وقال بلغة لا تخلو من السخرية :"راتبي التقاعدي وصلني صباح اليوم، ما أدري على أي برج عادة يأتي منتصف الشهر الهجري".

وباللهجة الساخرة ذاتها، كتب إمام الحرم المكي السابق الشيخ عادل الكلباني: "معد يقدر أي مفتي يقول لا تتابعون الأبراج".


غير أن عدداً كبيراً من المغردين كانوا أكثر صراحة في نقدهم، ومنهم الدكتورة أفراح الحميضي التي طالبت بإعادة النظر فيه، وكتبت: "يا وزارة المالية اجمعوا الناس على أمر ارتبط بهويتهم وتاريخهم واعتادوه وارتضوه منذ الخلافة الراشدة، مالنا ولتاريخ الفرس".

فيما اعتبر الدكتور جميل اللويحق التقويم الجديد غير مناسب، مغرداً، "غير مناسب لهويتنا ولا لتأريخنا، وغير مفهوم ولا معتاد لدى الناس في بلادنا، وليته يراجع قبل أن ينفذ". وفي الإطار ذاته، كتب خالد العمار: "أتمنى أن تقرأ الحكومة ردة الفعل السلبية من قبل المواطنين تجاه هذا القرار الغريب".

واعتبر الدكتور عبدالعزيز الزهراني القرار خاطئا، قائلاً، "في هذا الوسم أجمع المغردون على أن ربط الراتب بالأبراج والسنة الشمسية التي هي تقويم فارسي، إنما كان قرارا استشاريا خاطئا". وهو ذات الرأي الذي يعتقده الدكتور حبيب بن معلا، الذي كتب: "هذا الرفض المجتمعي الضخم لقرار #صرف_الرواتب_بالأبراج يوحي بأن القرار ربما لم يدرس جيداً ولا ضير في مراجعته ومراجعة بعض ما اتخذ من قرارات أخيراً".


على الطرف الآخر، كان هناك مؤيدون للتقويم الجديد، منهم مدير قناة "العربية" السابق عبدالرحمن الراشد، الذي اعتبر القرار عدوا للأصول العربية، وكتب: "بقي تعديل الأرقام من الهندية والرجوع للعربية الأصلية ١٢٣ 123". 





المساهمون