السعودية تشنّ حملة اعتقالات تستهدف أكاديميين وإعلاميين ومغرّدين بينهم نساء

25 نوفمبر 2019
اعتقالات نوفمبر تتجاوز 8 أشخاص(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
شنّت المملكة العربية السعودية حملة اعتقالات جديدة، طاولت نشطاء وأكاديميين وإعلاميين ومُغرّدين، بينهم نساء، وذلك خلال الساعات الماضية.

وأكد حساب "معتقلي الرأي"، الذي يهتم بشؤون معتقلي الرأي في السعودية، اليوم الاثنين، عبر تغريدة على موقع "تويتر"، أن "السلطات شنّت خلال الساعات الـ48 الماضية حملة اعتقالات تعسفية جديدة ضد عدد من الأكاديميين والصحافيين والمغردين، ومن بين المعتقلين نساء".


وأشار إلى أن "عدد المعتقلين من الأكاديميين والمثقفين ضمن حملة اعتقالات نوفمبر تجاوز 8 أشخاص، ومن بينهم نساء".


وأكد حساب "معتقلي الرأي" اعتقال الكاتب الصحافي بدر الراشد، مشيراً إلى أنه "لا تزال خلفيات الاعتقال وأسبابه مجهولة حتى اللحظة".


وفي تغريدة أخرى ذكر الحساب الحقوقي أن من بين المعتقلين الذين جرى التعرف إليهم، الصحافية المتدربة في صحيفة "الوطن" السعودية، مها الرفيدي، وذلك على خلفية دعمها لمعتقلي الرأي.


وأشار إلى أن المعتقلة سبق أن راسلت صفحته في وقت سابق، وأكدت تعرضها لتهديدات بالاعتقال. وأكد حساب "معتقلي الرأي" اعتقال الأكاديمي والمفكر سليمان الناصر، وذلك على خلفية مواقفه الفكرية.


كذلك أورد أنباءً قال إنها "شبه مؤكدة" عن اعتقال الأكاديمي والمدوّن فؤاد الفرحان، المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة رواق، وذلك على خلفية نشاطه الثقافي، ومواقفه الفكرية.


وامتنع الحساب عن ذكر اسم مدون اعتُقل، مكتفياً بذكر حرفين (م.ف)، معللاً سبب ذلك، بالحفاظ على سلامة عائلته.


غير أنه أشار إلى أنه "سننشر لكم خلال الساعات القادمة الأسماء التي يجري التأكد من اعتقالها".

من جهتها، ذكرت منظمة "القسط" لدعم حقوق الإنسان، أن السلطات السعودية داهمت في يوم السبت 16 نوفمبر/ تشرين الثاني، عند الساعة الرابعة عصراً، منازل عدد من الكتّاب في مدينة الرياض، وهم: بدر الراشد، سليمان الصيخان الناصر، وعد المحيا، مصعب فؤاد العبد الكريم، ثم اعتقلتهم وصادرت أجهزتهم المحمولة وهواتفهم، وكذلك داهمت في الوقت نفسه، في المدينة المنورة، منزل الكاتب عبد المجيد البلوي واعتقلته وصادرت أجهزته.

وبعد ذلك بيومين، أي الاثنين 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، داهمت السلطات منزل الكاتب عبد العزيز الحيص في مدينة حايل واعتقلته وصادرت أجهزته، وبعدها بيومين آخرين داهمت منزل الكاتب عبد الرحمن الشهري في مدينة أبها، وصادرت أجهزته واعتقلته في مدينة الرياض، وفي اليوم التالي، أي يوم الخميس 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، عند الساعة الخامسة صباحاً، داهمت منزل الناشط والمدون فؤاد الفرحان في مدينة جدة واعتقلته وصادرت أجهزته.

وعلمت "القسط" أن الحملة طاولت أسماءً أخرى، منها الكاتبة الصحافية زانة الشهري، وأسماء أخرى لم تستطع التأكد منها، مثل الكاتبة الصحافية مها الرفيدي القحطاني.

وفي سياق متّصل، أشارت المنظمة إلى أن السلطات لا تزال تعذّب عدداً من النشطاء والناشطات في السجون السعودية، سواء في أقبية تعذيب داخل منازل مجهزة لذلك وبعيدة عن السجون الرسمية، أو في داخل السجون نفسها، وما زالت تحتجز عدداً من المغردين والمغردات غير مشهورين، الذين ما زالوا في أقبية التعذيب المجهزة التي عُذِّبَت الناشطات الحقوقيات فيها.


بدوره، قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، اليوم الاثنين، إنَّ السلطات السعودية اعتقلت عدداً من النشطاء السلميين، "في خطوة تشكل تناقضاً صارخاً مع ما تروّج له السلطات من حملة إصلاحات واسعة منذ ما يزيد على عامين".

وأوضح المرصد، ومقره جنيف، في بيان صحافي، أنّه وثق حالات اعتقال طاولت نحو 10 نشطاء بارزين من بيوتهم في العاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية هذا الأسبوع من قبل أفراد أمن يرتدون ملابس مدنية دون الكشف عن سبب الاعتقال. وأفاد بأنّ من بين المعتقلين الأكاديمي سليمان الناصر، والصحافية مها الرفيدي والصحافي بدر الراشد، والناشط والأكاديمي وعد محيا، والكاتب عبد المجيد سعود البلوي والمدوّن عبد العزيز الحيص.

ولفت إلى أنّ المسؤولين السعوديين لم ينسبوا أي اتهامات إلى المعتقلين الجدد، رغم أن نظام الإجراءات الجزائية المعمول به منذ عام 2002 يستدعي أن توجه السلطات الاتهام إلى المشتبه فيهم، وأن تأخذ أقوالهم خلال 48 ساعة من القبض عليهم.


من جانب آخر، ذكر حساب "معتقلي الرأي" أنّ من المقرر أن يشهد الأسبوع الجاري جلسة النطق بالحكم ضد الداعية سلمان العودة، بعدما حددت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض الأربعاء المقبل موعداً لهذا الحكم.

ووجهت السلطات السعودية 37 تهمة إلى العودة، منها "الانتماء إلى كيان إرهابي، والإفساد بالأرض، والسعي لزعزعة بناء الوطن وإحياء الفتن العمياء، ودعوته إلى التغيير في السعودية وعدم الدعاء لولاة الأمر"، وطالبت النيابة العامة بإعدام العودة برفقة الداعيتين عوض القرني وعلي العمري.

يُذكر أن العودة تعرض لعمليات تعذيب ممنهجة على يد السلطات السعودية، بحسب تصريحات ابنه عبد الله لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث مُنع من النوم وكُبلت يداه ورجلاه ومُنع من الطعام عدة مرات، رغم كبر سنه وإصابته بعدد من الأمراض استدعت نقله إلى المستشفى أكثر من مرة.

ويتعرض المئات من المعتقلين في السعودية للإخفاء القسري، إذ يعمد النظام السعودي إلى إخفاء الكثير من المعتقلين في سلسلة من السجون السرية والشقق التابعة لجهاز أمن الدولة، وسط شكوك بتعرض الكثير من المعتقلين للتعذيب والقتل، كما تقول منظمة "القسط" لحقوق الإنسان في المملكة.