السعودية تواجه أزمة تأخر الزواج بتحديد المهور

19 اغسطس 2015
مليونا سعودية غير متزوجات (GETTY)
+ الخط -


بدأت جهات رسمية سعودية تحركات جادة لحل أزمة تأخر الشباب في الزواج، خصوصاً مع بلوغ أعداد الفتيات اللواتي لم يتزوجن أرقاماً قياسية، وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب أكثر من 11.7 في المائة.

واجتمع أمير منطقة مكة، خالد الفيصل، أمس الثلاثاء، مع شيوخ قبائل لإعداد وثيقة معالجة المغالاة في المهور، والتي تعتبر السبب الأكبر في عزوف الشباب عن الزواج، والحد، أيضاً، من الإسراف في تكاليف الأعراس وتفاصيل الزواج.


وستحدد مهور الفتيات اللواتي لم يتزوجن (الأبكار) بـ50 ألف ريال (13 ألف دولار)، فيما سيكون مهر الفتاة التي سبق أن تزوجت 30 ألفاً (9.7 آلاف دولار).

وكانت دراسة رسمية سعودية، أكدت ارتفاع نسبة "العنوسة" في البلاد لتصل لأكثر من مليوني فتاة، مقارنة بقرابة 1.5 مليون فتاة عام 2010، وأرجع اختصاصيون اجتماعيون ارتفاع النسبة إلى غلاء المهور، وتكاليف الزواج الباهظة.

كما كشفت إحصائية حديثة، أن نسبة الشباب السعودي من الجنسين، الذين لم يسبق لهم الزواج، على الرغم من تجاوزهم الـ27 عاماً، بلغت أكثر من 5 في المائة من مجموع السعوديين، الذين يصل لأكثر من 27 مليوناً، فيما وصلت نسبة الطلاق إلى 33 في المائة من إجمالي عقود الزواج في البلاد.


ويؤكد المستشار الأسري ومسؤول موقع (زواج) الإلكتروني، الشيخ خالد الحميش، أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الفتيات اللواتي لم يتزوجن، وتقابلها أعداد كبيرة من الفتيان الذين لم يتزوجوا. ويضيف "السبب الأول هو غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة، خصوصاً وأن هذا يتزامن مع ارتفاع نسب البطالة بين الشباب، خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أزمة السكن".

وتصل بعض المهور لأكثر من 250 ألف ريال لدى بعض القبائل (أكثر من 66 ألف دولار)، بينما تجاوزت تكاليف حفلات زواج أكثر من 200 ألف (نحو 53 ألف دولار)، فيما يتكلف بعض المتزوجين نفقات إضافية بأكثر من 30 ألف دولار للإيفاء بالمتطلبات الأسرية، والقبلية.


من جهته يؤكد الأخصائي الاجتماعي، الدكتور محمد العتيقي، أن مشكلة العنوسة تهدد نسيج المجتمع، ويقول لـ"العربي الجديد" "وجود نسبة كبيرة من السعوديين الذين بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا، يقود إلى الكثير من المشاكل، لا يقتصر الأمر على الكبار فقط، فلو نزلنا بسن الزواج إلى 18 عاماً لوجدنا أن لدينا أكثر من 3.5 ملايين سعودي وسعودية لم يتزوجوا، مع القدرة على ذلك، ولهذا نجد الكثير من المشاكل بدأت تطغى على السطح، مثل التحرش والاغتصاب والابتزاز الجنسي، وكلها جرائم سببها الأول، الكبت الجنسي الذي يعاني منه الشباب".

ويتوقع العتيقي، أن تسهم مبادرة تحديد مهور الزواج في حل جزء من المشكلة، ولكن ليس كل المشكلة. ويضيف "تحديد المهر أمر جيد، ولكنه ليس حلاً سحرياً، فالمهر لا يستقطع أكثر من 30 في المائة من تكاليف الزواج، المشكلة أن الزواج أصبح تجارة لدى بعضهم، يريد أن يحقق من خلاله أكبر ربح ممكن، ولدينا، أيضاً، مشكلة كبيرة تتمثل في الحرص على المظاهر الكاذبة، من قاعات زواج فخمة، وشقق سكنية فاخرة، وهدايا باهظة، كل هذا يتزامن مع ارتفاع كبير في أعداد العاطلين عن العمل، وتواضع الرواتب، وهذه معادلة لا يمكن أن تستقيم".


اقرأ أيضاً: سعوديون يطالبون بقانون للحدّ من التحرّش الجنسي