تدشن وزارة الصحة السعودية في مناطق عدة من البلاد، اليوم الأربعاء، وعلى مدى ثلاثة أيام حملات توعية موسعة في إطار اليوم العالمي لمكافحة السكري، الذي يصادف يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. وتهدف إلى الحدّ من انتشار المرض الذي بات متمكناً من 33 في المائة من السعوديين، بنوعيه الأول والثاني، وسط توقعات أن ترتفع النسبة إلى أكثر من 50 في المائة خلال السنوات العشر المقبلة.
ويؤكد رئيس مجلس إدارة جمعية "سكر" الدكتور صلاح الردادي، لـ"العربي الجديد" أن مهرجانات تنظم للحدّ من انتشار داء السكري، تتضمن حزمة من البرامج والفعاليات تصب في خدمة مرضى السكري، والمعرضين للإصابة به.
من جهته، كشف مستشار نائب وزير الصحة، الدكتور عادل عبد القادر طاش، عن أن نحو 20 في المائة من السعوديين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، الذي يمكن تفادي حدوثه كليًا. وقال "هناك دائمًا فرصة للشفاء من مرض السكري، عن طريق تفادي السكريات المصنعة أو تقليلها، وتقليل تناول الكربوهيدرات المصنعة المتمثلة في الدقيق الأبيض، وممارسة الرياضة بجدية وانتظام".
ويتفق استشاري السكري والغدد الصماء الدكتور، مانع النجراني، مع تحذيرات الدكتور طاش، ويرى أن "عدد المصابين بالسكري من النوع الأول بلغ 13.4 في المائة من عدد السكان، يضافون إلى 20 في المائة من المصابين بالنوع الثاني، وغالبيتهم أكبر من 15 عاماً".
ويقول لـ"العربي الجديد" إن "غالبية المصابين لا يعلمون إصابتهم، ولدينا ارتفاع كبير في عدد من لديهم استعداد للإصابة بالسكري وهم يشكلون نحو 33 في المائة من سكان السعودية".
وبحسب النجراني، يراجع عيادته المتخصصة أكثر من 500 مريض شهرياً. وعن تعريفه بالمرض يشرح أنه "مجموعة من الاختلالات الأيضية ناتجة عن ارتفاع السكر المزمن في الدم، وينشأ إما بسبب تحطم خلايا البيتا المنتجة للأنسولين عند مرضى النوع الأول، أو زيادة مقاومة خلايا الجسم للأنسولين كما في النوع الثاني أو كلاهما".
ويضيف أن "أهم طريقة للوقاية منه تكون باتباع نمط حياة صحي يفضي إلى إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية، وأداء مجهود بدني مناسب، كما يوجد بعض الأدوية للوقاية من السكري تناسب المعرضين للإصابة به، تنظم السكر وتؤخذ بعد استشارة الطبيب".
وتحتل السعودية المرتبة الأولى في نسبة الإصابة بالمرض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تحتل المركز السابع عالمياً بحسب الإحصائيات الرسمية.
كما أنها الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تفشي السكري من الدرجة الأولى لدى الفئة العمرية بين 10-14 عاماً. إذ إن 31 طفلاً سعودياً من كل 100 ألف طفل مصاب بالسكري من النوع الأول.
وحذر الاتحاد الدولي للسكري في وقت سابق أنه مع حلول عام 2030 ستصل نسبة السعوديين المصابين بالسكري إلى أكثر من 50 في المائة من المواطنين، بعد أن بلغت في عام 2016 أكثر من 33 في المائة منهم.
كما أن السعودية تأتي في المركز الخامس عالمياً والثالث خليجياً في السمنة. وكشفت إحصائيات رسمية وزارة الصحة السعودية أن 36 في المائة من سكان السعودية مصابون بالسمنة، كما أن 44 في المائة من النساء بدينات، مقابل 26 في المائة من الرجال.
وتبلغ نسبة تفشي السمنة بين أطفال السعودية 18 في المائة، بمعدل 3 ملايين طفل سمين، 50 في المائة منهم معرضون للإصابة بالسكري. في الوقت ذاته تبين إحصائية السكان في السعودية لعام 2012 أن هناك 7.5 ملايين سعودي مصابون بالسمنة بسبب قلة الحركة.