السعودية: تقاعد 19 ألف مدرّس يحدث فجوة في التعليم

14 ديسمبر 2016
غياب الكادر التعليمي البديل(فرانس برس/Getty)
+ الخط -


تحاول وزارة التعليم السعودية إيجاد حل سريع لتقاعد نحو 19 ألف معلم بحلول مايو/أيار المقبل، الأمر الذي يتسبب بنقص كبير في قطاع التعليم، خصوصاً أن عدد المعلمين الجدد المعينين هذا العام لم يتجاوز السبعة آلاف معلم ومعلمة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، مبارك العصيمي، أن عدد المعلمين المتقدمين للتقاعد المبكر هذا العام بلغ 18881 معلماً ومعلمةً، ما يخلف عجزا يزيد عن 12 ألفا من المدرسين.

وأوضح أن الوزارة "اتخذت الاحتياطات كافة لمعالجة تأثير التقاعد في الاحتياج من المعلمين"، بدون توضيح ماهية هذه الاحتياطات، ما أثار القلق في أوساط المدرسين من أن يكون تعويض غياب ذلك العدد الكبير من خلال زيادة حصصهم الأسبوعية، والتي يبلغ متوسطها 22 حصة.

وتضم الهيئة التعليمية في السعودية حاليا 527030 معلما ومعلمة، أي أقل بنسبة تقارب 4 في المائة عن العام الماضي. ومن المتوقع أن يستقر عددهم بعد إنهاء خدمات التقاعد هذا العام عند 515 ألف معلم ومعلمة. ويدرس هؤلاء أكثر من 6.1 ملايين طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم العام.

ويؤكد عبد الله العتيبي، وهو مدير مدرسة في الرياض أن غالبية المدارس تعاني منذ فترة طويلة من تناقص أعداد المعلمين، نتيجة التقاعد السنوي وعدم تعيين العدد الكافي الذي يغطي النقص.





ويقول لـ"العربي الجديد" إنه "ليس غريباً أن يتقاعد 19 ألف مدرس هذا العام وسنويا يتقاعد عدد مقارب، لهذا نجد أن غالبية المدارس تعاني من نقص حاد في عدد المعلمين، نتج عنه تحويل معلمين للتعليم في غير تخصصاتهم".

ويضيف أن "مدراء المدارس يضطرون أحيانا أن يطلبوا من مدرس متخصص في الدين أن يدرس مادة العلوم مثلا، وهذا في تصوري يضر بالعملية التعليمية كثيرا".

ويؤكد المختص في شؤون التعليم السعودي، عبد العزيز الثميري، أن تحميل نقص العدد للمعلمين جعل نصابهم يتضاعف من 14 حصة في الأسبوع إلى أكثر من 22 حصة، إي بمعدل أكثر من خمس حصص يوميا.

ويتساءل في حديث لـ"العربي الجديد" "كيف يمكن لمعلم يدرس خمس أو ست حصص يوميا، أن يؤدي عمله على مستوى جيد وهو لا يرتاح سوى حصة واحدة في اليوم"؟ ويضيف "كما أنه مطالب بتصحيح أوراق الطلاب، ووضع الخطط لهم، ناهيك عن حصص النشاط والانتظار، كل هذا جعل من المعلم الحلقة الأضعف في العملية التعليمة، وهذا ما يقود إلى تدهور أكثر".

ويتخوف الثميري من أن يسبب الضغط على المعلمين ضعفا في أدائهم داخل الفصول، مشيراً إلى أنه "إذا أردنا تطوير التعليم علينا أن نطور المعلم، ولا يمكن أن نفعل ذلك مع معلم مرهق ومستنزف".

كما كشفت إدارة التعليم في بيشة عن تفاصيل حادثة اعتداء على مدير مدرسة في الأمواه، مشيرة في بيان رسمي إلى أن "أحد المواطنين اعتدى على قائد مدرسة معاوية بن أبي سفيان بلهو في قطاع الأمواه التابعة لتعليم بيشة وهو يهم بالدخول إلى مدرسة مع بداية الدوام بسلاح أبيض (خنجر)، إلا أن دفاع قائد المدرسة عن نفسه واحتماءه ببوابة المدرسة حال دون مواصلة الجاني اعتداءه، الذي نتج عنه إصابة المدير في رأسه ويده وإحدى إصابتيه بليغة".

وأضاف البيان أن "قائد المدرسة أُسعف من قبل زملائه، وأبلغوا مدير مكتب تعليم الأمواه هاتفياً بالحادث، وتبلغت الجهات الأمنية التي ألقت القبض على المواطن المعتدي وهو رهن التوقيف والتحقيق، والذي برر فعلته بأن قائد المدرسة لم يتعامل مع والده بالشكل المرضي لدى حضوره للمدرسة في وقت سابق".




دلالات
المساهمون