تبدأ وزارة التعليم السعودية، الشهر المقبل، العمل بالتعديلات الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء على ضوابط إلحاق الطلاب الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة في الخارج بالبعثة التعليمية، والتي يتوقع أن يستفيد منها نحو 10 آلاف طالب من أصل 33 ألفاً، يدرسون على حسابهم في مختلف الجامعات حول العالم.
وكانت وزارة التعليم بدأت، قبل نحو شهر، وضع شروط جديدة لنظام الابتعاث، يهدف إلى مراجعة التخصصات التي يتم ابتعاث الطلاب عليها، بهدف ربطها بحاجة الدولة، وبالوظائف المتوافرة في سوق العمل، من أجل ترشيد الإنفاق، وهو ما يتفق مع التعديلات الجديدة التي تنظم علمية ضم المبتعثين على حسابهم الخاص، لحساب الدولة.
وتتضمن الشروط الجديدة لضم المبتعثين أن يكون الطالب المتقدم بطلب الالتحاق بالبعثة ملتحقاً بجامعة متميزة، ومصنفة ضمن أفضل خمسين جامعة في التخصص على مستوى العالم، أو أفضل مائة جامعة على مستوى العالم، وفق قوائم تعدها وزارة التعليم لهذا الغرض.
كما تشترط أن يكون قد أنهى في مجال دراسته 30 وحدة دراسية، بحسب النظام الفصلي أو ما يعادلها، وبمعدل تراكمي لا يقل عن ثلاثة من أربع نقاط أو ما يعادله. وإذا كان في مرحلة الدراسات العليا، فيشترط ألا يقل معدله التراكمي في المرحلة الجامعية عن 3.3 من أربع نقاط أو ما يعادلها.
وأكدت الوزارة أن هذه التعديلات ستضمن أن يكون الطلاب المبتعثون أكثر جدية وتفوقا. غير أن عددا من الطلاب الذين بدأوا دراستهم وفق النظام القديم، أبدوا تخوفهم من أن التعديلات الجديدة ستحرمهم من الانضمام للبعثة الرسمية، ما سيكبدهم خسائر كبيرة.
ويؤكد المبتعث عبدالملك المعيلي، أن هناك سلبيات كثيرة للنظام الجديد، مطالبا ببدء تطبيقه على الطلاب الجدد من دون أن يطاول القدامى، ويقول لـ"العربي الجديد": "كيف يتم رفع سقف الجامعات التي يجب الالتحاق بها من جامعات مميزة إلى مصنفة ضمن أفضل خمسين جامعة في التخصص على مستوى العالم. الحصول على القبول من إحدى هذه الجامعات أشبه بمهمة مستحيلة، كما أن التعديلات رفعت المعدل المطلوب، وهو أمر يجعل التحاق كثير من الطلاب بالبعثة الرسمية على نفقة الدولة أمرا مستحيلا".
ويعترف المعيلي بأن هناك بعض الإيجابيات في التعديلات الجديدة، أهمها تقليص أعداد الدارسين على نفقتهم الخاصة بطريقة فعالة، مشيراً إلى أنّ "قرار مجلس الوزراء لم يصرح برفض الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص، ولكن وضع شروطا تتكفل بذلك، وهذه الشروط ستفيد الطلاب أصحاب القدرات العالية".
بدوره، أكد الأكاديمي السعودي مراد كعبي، أن التعديلات الجديدة تؤكد أن برنامج الابتعاث سيكون أكثر جدية من ذي قبل، وقال لـ"العربي الجديد": "قد يعتقد البعض أن التعديلات الجديدة ستعقد انضمام الطلاب للبعثة الرسمية، قد يكون ذلك صحيحا، ولكن الدولة ليست ملزمة بابتعاث كل الطلاب على نفقتها، التعديلات الجديدة تؤكد أن هناك عملية انتقائية بدأت تحدث، وهي مطلوبة".
ويضيف "لن تقبل الدولة إلا الابتعاث في الجامعات المرموقة، ولأصحاب الدرجات العالية، هذا ما كان يجب أن يحدث منذ فترة طويلة، فلا حاجة لنا لابتعاث طلاب في جامعات رديئة، الآن كل من يريد أن يلتحق بالبعثة الرسمية عليه أن يبحث عن الجامعات الأفضل، وأن يجتهد ليحقق النسبة المطلوبة، بهذا نضمن أن الطالب سيعود بعلم حقيقي".
ويبلغ عدد الطلاب السعوديين المبتعثين في الخارج أكثر من 141 ألف طالب، منهم نحو 33 ألفا يدرسون على نفقتهم الخاصة، ويدرس الطلاب السعوديون في أكثر من 46 دولة على مستوى العالم، منهم 44498 من النساء، ويدرس 43310 طلاب درجة الماجستير، و11527 طالبا درجة الدكتوراه، وغالبية طلاب البكالوريوس والماجستير يكملون دراستهم حتى الحصول على الدكتوراه.
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية الجهة التي يفضلها السعوديون، ويدرس فيها، حتى منتصف 2014، نحو 97592 طالبا، منهم 22265 من النساء، تليها بريطانيا التي يدرس فيها 17248 طالبا، منهم 6029 من النساء، فيما يدرس في كندا 15055 طالبا، منهم 3818 من النساء.
اقرأ أيضا:وزارة التعليم السعودية تعدّل أنظمة الابتعاث