السعودية تشغل الصحافة الروسية

14 فبراير 2015
بدأ الاهتمام الروسي منذ وفاة الملك عبدالله (Getty)
+ الخط -
في غضون الأسابيع الأخيرة، كتبت الصحافة الروسية كثيراً عن السعودية. ارتبطت المواد المنشورة بداية برحيل الملك عبد الله وتتويج الملك سلمان عاهلاً للمملكة. ثم بعد ذلك انشغلت الصحافة الروسية بما تناقلته نظيرتها الغربية عن أن الرياض عرضت على موسكو التوقف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد مقابل رفع أسعار النفط. وفي السياق، نشرت الصحف الروسية مقالات عن علاقة روسيا بالسعودية.
معظم الخبراء والصحافيين الروس المتخصصين في الشرق الأوسط لا ينتظرون تغييرًا في سياسة المملكة في عهد الملك الجديد. وهذا يعني أن العلاقة مع روسيا ستبقى إشكالية. ففي مقال نشرته صحيفة "غازيتا.رو" للكاتبين بولينا ماتفييفا وألكسندر براتيرسكي، استحضر الكاتبان رأيًا لأريج غاليستيان الخبير في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، جاء فيه: "الملك سلمان، هو الزعيم الأسوأ من وجهة نظر مصالح روسيا. فمع الملك عبد الله كان يمكن إجراء بعض المناقشات، بينما مع الملك الجديد سيكون من الصعب جداً إقامة حوار سياسي". أسباب ذلك واضحة، كما يقول كاتبا المقال: "فالمسألة الأكثر إيلامًا في العلاقات بين موسكو والرياض هي المسألة السورية. وخلافاً لروسيا، تقف الرياض ضد أي شكل من أشكال مشاركة إيران بحل الأزمة في سورية".
من جهته، كتب الصحافي بيوتر آكوبوف مقالاً في صحيفة "فزغلياد"، عنوانه "ما الذي يمكن أن تنتظره روسيا من الملك السعودي الجديد؟"، تناول فيه العلاقات بين البلدين من زاوية أخرى. ورأى مبالغة الآخرين في الحديث عن تناقض المصالح بين الرياض وموسكو، قائلاً: "لدينا مصالح مشتركة كثيرة. وليس هناك اليوم تناقضات جدية بين العربية السعودية وروسيا. فسورية وإيران لا تمنعاننا من العمل على بنية عالمية جديدة. السعودية تشغل اليوم موقع الزعيم غير الرسمي للعالم العربي. ليس بسبب الاحترام غير المشروط للأسرة الحاكمة، بمقدار ما بسبب ضعف مراكز القوة التقليدية المتمثلة بمصر والعراق وسورية. ومن خلال هذا الدور، يمكن للرياض أن تشكل الطلب العربي على قواعد لعب جديدة".
أما عن الدور السعودي في تدهور أسعار النفط وتبعاتها الكارثية على الاقتصاد الروسي، فلا يتفق الخبراء في شؤون الشرق الأوسط على رأي. منهم من يقول إن سياسة السعودية النفطية لن تتغير في الأفق المنظور، ويقول مثلاً، مدير معهد الشرق الأوسط في موسكو، يفغيني ساتانوفسكي في صحيفة "فزغلياد": "لا يعني السعوديين ما يمكن أن يحصل لإيران وروسيا. فهذه ليست مشكلتها. فما يعنيها تثبيت حالة تقول بأن منتجي النفط هم بلدان الخليج، وأن مستهلكيه هم الأميركيون والأوروبيون. وبالتالي يمكن للسعوديين أن يخفضوا سعر البرميل حتى 20 دولاراً".
وفي السياق، شغل اهتمام الصحافة الروسية مقال منشور في صحيفة "نيويورك تايمز" يتحدث عن أن روسيا والمملكة العربية السعودية تجريان مفاوضات سرية، تعرض من خلالها الرياض رفع أسعار النفط مقابل تخلي موسكو عن مساندة الرئيس بشار الأسد. علماً بأن سلطات البلدين سارعتا إلى نفي أن تكون هناك أية مفاوضات بهذا الشأن. كما أن الخبراء الروس في شؤون الشرق الأوسط أكدوا لا واقعية هذا الطرح.
المساهمون