بدأت السعودية في تخفيف الحظر المعمول به على سفر النساء إلى خارج البلاد بلا محرم، بعد أن ألغت شرط موافقة الولي على إصدار جواز سفر لها، محوّلة هذا الحق لقاضي الأمور المستعجلة، الذي يمكن أن يعطي الفرصة للمرأة للحصول على جواز سفر في حال رفض الولي ذلك بلا سبب مقنع.
ووفقاً للتعديلات الجديدة، بات بإمكان السعوديات السفر للخارج بلا موافقة الولي، غير أن ما سيحدد ذلك هو غايتها من السفر.
وفي حين اعتبر البعض أنّ التعديلات أقل من تلك التي تطالب بها النساء، إلا أن حقوقيات اعتبرنها خطوة للأمام، ولو كانت صغيرة.
وكشف المدير العام للجوازات السعودية، اللواء سليمان بن عبدالعزيز اليحيى، أنّ هناك أنظمة ستطرح لتسهيل إجراءات سفر المرأة بغير محرم، مؤكداً أن العُمر لن يكون من الشروط التي تسمح بسفر المرأة أو القاصر من غير محرم، وأنّ "السبب الرئيس سيكون ماهية السفر والظروف التي تحيط بالمرأة والقاصر التي تنوي السفر".
كذلك أشار إلى أن الجوازات "تعتمد بشكل مباشر أي أمر يصدر من المحكمة، والذي يسمح بالسفر خارج السعودية".
بدورها، اعتبرت عضو الجمعية السعودية لحقوق الأنسان، الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد، التعديلات خطوة محدودة، مطالبة بمنح المرأة حق الحصول على جواز والسفر بكل حرية طالما هي عاقلة رشيدة.
وقالت حماد معلقة على القرار: "هل نسي مسؤولو الجهات الحكومية أن أمهم امرأة؟ وهل يقبل أحدهم أن تضطر أمه الذهاب إلى المحكمة لاستخراج جواز سفر؟، هل لابد أن تدور المرأة على المحاكم لتحصيل حقها؟، وقد تتعرض للابتزاز لكي تحصل على إذن من ولي أمر. فهل يتناسب هذا مع الشرع؟".
وتشدد أستاذة الشريعة الإسلامية على أن المرأة والرجل متساويان في الاستخلاف والإنسانية، والاختلافات البسيطة بينها وبين الرجل لا تقدح في أهليتها، وتضيف: "نريد أن تحصل المرأة على كامل حقوقها في السفر واستخراج جواز السفر، فوصاية كل هذه الجهات الحكومية على المرأة السعودية امتهان لها".
وتضيف "المرأة متساوية مع الرجل في الكثير من الأحكام الشرعية، فكيف لا تتساوى معه في الخروج للسفر؟ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سافرت بدون محرم، ما كلهن ذوات محرم، ولا كل النساء يجدن محرما".
وتضيف "لابد من إلغاء كل هذه القيود الموضوعة على سفر المرأة السعودية، فالله كرم الإنسان، وليس من تكريم المرأة أن توضع تحت وصاية الرجل ليبتزها ويقيد حريتها إذا أرادت السفر".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
