بدأت وزارة التعليم السعودي في تطبيق أنظمة جديدة، تهدف لكشف أي سلوك متطرف لدى الطلاب، بهدف معالجته قبل أن يتحول لممارسة.
ووجه وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، بتشكيل لجنة مركزية دائمة، مهمتها الأساسية رصد أي سلوك متطرف لدى الطلاب. كما تقوم اللجنة بترسيخ القيم الوطنية، ومعالجة الأفكار المتطرفة والمبادئ الهدامة، وستكون تحت مسمى (اللجنة الدائمة للتوعية الفكرية).
هذا وسيرأس اللجنة وكيل الوزارة لتعليم البنين، وتضم كلا من وكيلة الوزارة لتعليم البنات، والمدير العام للبرامج التربوية، والمدير العام لبرنامج فطن، بالإضافة المدير العام للإشراف التربوي، والمدير العام للتوعية الإسلامية، والمدير العام للتوجيه والإرشاد الطلابي. وستضع اللجنة التي ستبدأ عملها قريباً، الاستراتيجيات والخطط والبرامج والأنشطة المختلفة المرتبطة بالتوعية الفكرية، وآليات التنفيذ في مؤسسات التعليم العام، بقطاعيه البنين والبنات، وإعداد التقارير الدورية.
وأكد مصدر في وزارة التعليم لـ"العربي الجديد"، أن هذه الخطوة هي بداية لسلسلة من الخطوات، "تهدف لمحاصرة الفكر المتطرف لدى الطلاب الصغار".
اقرأ أيضاً: نقل المياه.. مهمة صعبة للنساء والأطفال في اليمن
إلى ذلك أصدر وزير التعليم قراراً ثانياً، بتأسيس وحدة متخصصة بـ"الانحراف الفكري" في الجامعات، تتبع وكالة الوزارة للشؤون التعليمية، ويشرف عليها الدكتور حمد بن ناصر المحرج، إضافة إلى عمله مشرفاً عاماً على البرامج التطويرية بالوكالة، بحيث تتولى الوحدة التنسيق والمتابعة مع الجامعات، والتنسيق مع وكالة البعثات في ما يتعلق بالبرامج والآليات الموجهة للطلبة.
وتأتي هذه الخطوة في محاولة من وزارة التعليم للحد من الأفكار المتطرفة التي تبدأ في التشكل في سنوات الدراسة، وخاصة، بعد أن انتبهت الوزارة إلى أن غالبية المنتمين للتيارات المتطرفة المتشددة هم من طلبة المرحلة الثانوية، وبدايات الجامعة.
ويؤكد رئيس تحرير جريدة عرب نيوز السابق الدكتور خالد المعينا، أن من المهم أن تلاحق الوزارة حتى المدرسين أصحاب الفكر المتشدد، لأنهم هم من يزرعون بذرة التطرف في الطلاب، ويقول لـ"لعربي الجديد"، "لكي نحاصر الإرهاب والتطرف، لا ينبغي أن نقتصر فقط على منع اللجان ومنع الكتب، بل يجب أن نعيد صياغة عقول المعلمين الذين يروجون للأفكار المتطرفة بين الطلاب، إذا لم نقم بذلك، ستكون الخطوة قاصرة، فبعض المعلمين يعدون مشكلة كبيرة".
ويشدد الدكتور المعينا، على أن "بعض المدرسين يحاولون ترويج أفكارهم المتشددة لدى الطلاب، ويستغلون عقولهم التي بدأت في التشكل للتو، لتعبئتها بمعتقداتهم، حتى ولو كان هناك خلاف عليها".
وأورد المتحدث ذاته، في تصريح لـ"العربي الجديد"، واقعة قال فيها، "قبل أيام جاءتني ابنتي الصغيرة تطلب مني عدم تشغيل الأغاني، لأن المدرسة قالت لها إن الأغاني حرام، ولم تقل لها المعلمة إن هناك خلافاً فقهياً في هذه المسألة، بل أكدت لها على معتقدها وكأنه حقيقة لا تقبل الجدال".
واسترسل الدكتور المعينا، حول الواقعة، "هناك الكثير من المعلمين يغرسون أفكارهم المتشددة والمتطرفة في عقول الصغار، وبالتالي لابد من مراجعة شاملة لكل المعلمين، لإبعاد المتشددين منهم، هذا إذا أردنا القضاء على الإرهاب قبل أن يكبر في العقول، فالحرب على الإرهاب لابد أن تبدأ بالحرب على الأفكار التي تروج لها الجماعات المتطرفة، وهي تنشط في المدارس".
اقرأ أيضاً: خمس ضحايا بسبب انعدام الأوكسجين بمستشفى الثورة في تعز