أكد المتحدث الرسمي لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في منطقة حائل، الشيخ فهد العامر، أنّه يجري التحقيق، حالياً، مع أحد رجال الهيئة في حائل، بسبب طرده إحدى السيدات من إحدى أسواق المدينة لأنها لا ترتدي قفازات، كما توجّه إليها بألفاظ تصل درجة القذف.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، مقاطع فيديو يظهر عضواً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يطرد متسوقة من إحدى الأسواق في حائل، لعدم لبسها قفازات.
وبيّن الفيديو الذي حصد قرابة 100 ألف مشاهدة في ساعات، عضو الهيئة وهو يأمر السيدة بالخروج من السوق وهو يقول"حاطة رجل على رجل قدام الرجل، ناقصة دين، بلا تخلف". وأضاف غير عابئ بتوسلات السيدة التي كانت تريد دخول أحد المحال"الوحدة تلبس عباية شغالات، وتجي قدام الرجال تغطي النقص اللي عندها"، ثم قام بطردها.
وأثارت هذه القضية الكثير من الجدل في السعودية، ولا سيما أنها تأتي بعد أقل من أسبوع من قيام أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حوطة بني تميم الاعتداء على شاب كان ينتظر عائلته أمام أحد المحلات، وما زالت القضية في طور التحقيق أيضاً.
وهذه الحادثة ليست الأولى التي تقع في حائل، فقبل أسابيع أثار عضو هيئة في مركز حائل الكثير من اللغط بعد أن قام بطرد بائعة (بسطة) من السوق، لأنها لم تقم بتغطية عينيها اللتين "تفتنان" المتسوقين على حسب تعبير عضو الهيئة.
وعلّق عدد من السعوديين على الحادثة الجديدة بكثير من الرفض لما قام به عضو الهيئة، خصوصاً وأن أسلوبه كان جارحاً، فقال أحمد العيري معلقاً" قمة التخلف من رجل هيئة الأمر بالمعروف، صوته كان عالياً جداً بينما كانت المرأة محترمة ومؤدبة، يجب أن يعاقب بكل شدة من القضاء لأنه قذف المرأة في شرفها".
ونشط وسم (#عضو_هيئة_يطرد_متسوقة_لعدم_لبسها_قفازات) على موقع التواصل الاجتماعي، وفيه كتب مصعب الحمد "يقولها يا ناقصة الدين والجمال، ناقصة الدين يستحقرها ويزدريها!، ناقصة الجمال مبحلق فيها وماعجبته!"، بينما قال مشهور الحارثي :"فيديو مقزز، في أي شرع نعامل الناس بهذه الفوقية والاحتقار والازدراء، مثل هؤلاء من يسيء للهيئة وللدين". وكتب أبو حامد الحذيفي: "منذ متى أصبح لبس القفازات ركناً من أركان الإسلام؟، ومن متى أبيح للبعض إهانة البشر بهذه الطريقة؟". فيما قال عبدالله الشريف: "الدين والأخلاق مو باللحيه ولا بالثوب القصير، أعضاء الهيئه كعادتهم يشوهون سمعة الهيئة بتصرفاتهم".
وغالباً ما تثير القضايا التي تتعلق بالهيئة الجدل في الشارع السعودي، لرفض الكثيرين ممارسات بعض أعضاء جهاز الهيئة من تسلط على الناس بحجة تأدية وظيفتهم، دون بيان للمعايير التي يعملون وفقها، وهي حوادث تسببت في السنوات الأخيرة في مقتل عدد من السعوديين، نتيجة مطاردات سيارات الهيئة مركبات عامة بناء على شكوك في وجود خلوات غير شرعية يتضح في النهاية، غالباً، أنها مجرد سيارات تقل أسر. وأجبرت هذه الممارسات غير النظامية مجلس الشورى السعودي، على إقرار قانون تنظيم عمل الهيئة الذي مازال طور الدراسة.
اقرأ أيضاً: السعودية تعاقب عناصر "هيئة" ضربوا مواطناً