بعد خلاف النجمين عبد الله السدحان وناصر القصبي، إثر عرض الجزء 18 من مسلسل "طاش ما طاش"، على mbc، في شهر رمضان 2011، سعى كلّ منهما إلى تأسيس مشاريعه الدرامية الخاصّة. فقدّم عبد الله السدحان مسلسل "طالع نازل" على قناة "دبي"، وبعدها بعام قدّم مسلسل "هذا حنّا"، لكنّه لم ينل القدر المأمول من النجاح منهما. وعاد الموسم الرمضاني الفائت ليتعثّر في إيجاد جهة تنتج عمله التراثي "السربيل" فغاب عن الموسم قسريًا.
بدوره بدا ناصر القصبي أقلّ حركة وأكثر نجاحًا قياسًا بشريكه السابق. لكن ما حظي به القصبي من نجاح، للمفارقة، جناه من إطلالته التلفزيونية كعضو لجنة تحكيم، خلال موسمين متتالين، في برنامج "آرابز غوت تايلنت" على mbc4، لا من خلال عمله الدرامي. وبعدها غاب القصبي عن موسم رمضان 2014، كما السدحان.
هنا تدخّلت mbc لتمنح القصبي فرصة القبض على أسباب استمرار نجاحه، في رمضان 2015، بإسناد دور البطولة له في مسلسل "بيوت من تراب"، الذي يتناول حياة عائلة سعودية ابتداءً من سبعينيّات القرن الفائت إلى يومنا هذا، عبر خمسة أجزاء من 150 حلقة.
ومن المنتظر أن يبدأ تصوير الجزء الأوّل منه خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في استديوهات mbc المعروفة بإمكانيّاتها التقنية العالية، التي من شأنها مقاربة البيئة السعودية، المكان الحاضن للحكاية، وتحوّلاتها والتبدّلات العمرانية فيها على مدار نصف قرن، هو زمن الحكاية المفترضة.
بذلك تؤكد mbc أنّها أم العروس بالنسبة إلى الفنان ناصر القصبي، في وقت يبدو أن شريكه في طاش ما طاش، عبد الله السدحان، ما زال خارج حسابات القناة السعودية، وربما هذا الأخير هو من وضع نفسه خارج تلك الحسابات بإصراره على الإنتاج لنفسه، والعودة إلى القنوات لترويج مسلسله، لا لترويج نفسه كممثّل.
لكن مهما كان السبب، تبقى النتيجة النهائية لثلاث سنوات من انفصال نجمي "طاش ما طاش"، هي: ناصر القصبي يربح من فكّ عقد شراكة ثنائية "طاش ما طاش"، و تربح mbc أيضاً معه، فيما يبقى السدحان بطلاً ومنتجاً، لكن بلا أثر يُذكَر.