وكان جونسون قد نال دعم 66 في المائة من ناخبي حزب المحافظين بعد انتخابات دامت شهراً، وصوت فيها نحو 140 ألفاً من أعضاء الحزب، بنسبة 87 في المائة ممن يحق لهم التصويت (العدد الكلي 160 ألفاً).
وحصل جونسون على دعم 92 ألف صوت، بينما ذهبت البقية لمنافسه هنت.
وينتظر أن يأتي جونسون بعدد من الوزراء المستقيلين، أو المقالين، من حكومة ماي، لتبنيهم خطاً متشدداً حيال بريكست.
ويتوقع أن تكون بريتي باتيل، وزيرة التنمية الدولية السابقة، العائدة الأبرز، وهي مرشحة لوزارة الداخلية.
وكانت باتيل قد فصلت من منصبها بعد فضيحة دبلوماسية شملت قيامها بعدد من اللقاءات السرية مع الحكومة الإسرائيلية من دون علم لندن.
كما يبرز احتمال أن يستلم ساجد جاويد أو ليز تروس وزارة المالية خلفاً لفيليب هاموند، والذي سيستقيل من منصبه اليوم.
وأيضا، تشمل قائمة العائدين المحتملين عدداً من الوزراء الذين تحولوا لدعم جونسون أثناء الحملة الانتخابية على أمل الحصول على منصب في حكومته الجديدة، مثل المرشح السابق ووزير الصحة مات هانكوك.
ويواجه جونسون معضلة في التعامل مع جيريمي هنت، والذي يمثل التيار المعارض لجونسون في الحزب.
وعلى الرغم من أن جونسون تعهد بتوحيد الحزب في كلمة ألقاها أمس، فإنه غير مستعد لإبقاء هنت في منصبه في الخارجية، وهو شرط الأخير للبقاء في الحكومة.
ويحاول جونسون تبني لغة أكثر اعتدالاً كرئيس للوزراء، حيث قال في كلمته، أمس، إنه يسعى للتوفيق بين "الرغبة العميقة في الصداقة والتجارة الحرة والأمن والدعم المتبادل والدفاع المشترك بين بريطانيا وحلفائها الأوروبيين، والرغبة في الحكم الديمقراطي الذاتي في هذا البلد".
كما سعى إلى نشر جو التفاؤل والتصالح في اجتماع مغلق مع نواب حزبه في البرلمان.
وقالت ريتشل مكليان، النائبة عن المحافظين، تعليقاً على الاجتماع الإيجابي: "نحتاج ذلك، نريد هذه الروح المجددة المليئة بالطاقة".
وتلقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب فوز جونسون ليكيل له المديح، مؤكدا "إنه شديد وذكي.. ينادونه ترامب بريطانيا. والناس تقول إنه أمر جيد. إنهم يحبونني هناك".
أما الاتحاد الأوروبي فتجاوز التهنئة الدبلوماسية إلى انتقاد زعم جونسون بأنه يستطيع الالتفاف على اتفاق بريكست من خلال اتفاقات ثنائية منفصلة مع دول الاتحاد، وهو ما سيخفف من تأثير بريكست من دون اتفاق.
ووصف الاتحاد الأوروبي هذه الأفكار بأنها "مجرد خرافة"، موضحا ألا وجود لمثل هذه الصفقات المنفردة، وأن التفاوض يتم حصراً مع الاتحاد.
إلى ذلك، تختتم تيريزا ماي أعمالها كرئيسة للوزراء اليوم في البرلمان البريطاني، حيث تخوض آخر جلسة استجواب حكومي في مواجهة زعيم العمال جيريمي كوربن.
وبعد حفل وداع يجريه لها طاقمها في داوننغ ستريت، تتجه إلى قصر بكنغهام حيث تتقدم باستقالتها رسمياً إلى الملكة إليزابيث الثانية.
وبعد ذلك بوقت قصير، يجتمع بوريس جونسون بالملكة البريطانية لتطلب منه رسمياً تشكيل الحكومة البريطانية، ويتجه جونسون بعدها إلى مقر رئاسة الوزراء، حيث يلقي أول كلمة له كرئيس للوزراء، وليباشر بعدها اجتماعات فردية مع الوزراء الحاليين، حيث ينتظر أن يتخلى عن معظمهم، ليطلق عملية تشكيل حكومته وإشغال عدد من المناصب الرئيسية حتى وقت متأخر من مساء اليوم.