أعلن رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، اليوم الاثنين، عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة التي ستنطلق أولى جولاتها التصويتية في مارس/آذار المقبل.
وأوضح السادات في مؤتمر صحافي عقده بمقر حزبه في منطقة مصر الجديدة، أن هذا القرار نابع عن مشاورات استمرت على مدار ثلاثة أيام داخل حملته الانتخابية، قائلا "الموضوع أكبر من توكيلات أو توقيعات أعضاء مجلس النواب".
ويشترط الدستور المصري في مادته 142 أن "يزكّي المترشح لرئاسة الجمهورية عشرون عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفي جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون".
وأكد السادات أن قرار تراجعه عن الترشح للانتخابات الرئاسية ليس نابعا من خوف شخصي، ولكنْ خوف على شباب حملته الانتخابية من التعرض لمضايقات أو احتجازهم، في ظل الأوضاع السياسية الراهنة، قائلا "أخاف على شباب حملتنا من التجاوز ضده واحتجازه، أنا لو بخاف على نفسي كان زماني متواجدا بالبرلمان حتى الآن"، متابعا "يجب أن نتخيّر توقيت خوض المعارك".
وأشار إلى أن هناك حملات تخويف للبسطاء في الريف، من جانب بعض الأجهزة والمسؤولين لإجبارهم على عدم توقيع توكيلات لمرشحين بخلاف الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، مؤكدا أن هذه المخالفات موثّقة بخطابات رسمية.
واستطرد أنه "اضطر لتنظيم المؤتمر الصحافي في مقر الحزب، بعد رفْض كافة الفنادق، بسبب تدخل أجهزة الأمن التي فرضت ذلك عليهم"، موضحا أنه لديه خطابات تفيد موافقة ثلاثة فنادق كبرى على تأجير قاعة لإجراء المؤتمر، قبل أن تتراجع عن ذلك بسبب ضغوط أمنية.
واستعرض السادات خلال المؤتمر المشهد السياسي الراهن في مصر، داعيا النظامَ الحالي لإجراء مصالحة سياسية شاملة لوقف التدهور الحادث، قائلا "الماضي بكل ما فيه انتهى ولا نريد أن نكون أسرى له"، مضيفا "أرى أن هناك جهودا مصرية لمصالحات مع الإخوة في فلسطين وسورية وليبيا، وفي وقتٍ نحن كمصريين أولى ونحتاج إلى ذلك كي تعود لمصر قيمتها وريادتها".
إلى ذلك، رأى السادات أن هناك أوضاعا كثيرة في البلد تحتاج لإعادة نظر فيها مرة أخرى، وفي مقدمة هذه الأوضاع هو دور القوات المسلحة في الحياة المدنية، موضحا "لا نريد أن نشتت جهودها، ولا نثقل عليها ولا نخرجها من تخصصها، فنحن لدينا وزارات وهيئات مدنية يجب تفعيلها".
واعتبر أن الدفع بنوعية معينة من المرشحين "سليطي اللسان" لسباق الانتخابات الرئاسية من جانب النظام، في إشارة لرئيس نادي الزمالك مرتضى منصور هدفه الإساءة لباقي المرشحين وتشويههم، ليبقى الأمر بعيدا عن النظام الحالي، ويبدو وكأنه صراع انتخابي بين مرشحين وبعضهم البعض.