رغم النجاحات الكبيرة التي حقّقها متوسط ميدان فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، ريان غيغز، كـ"لاعب" مع فريقه، إلا أن ثمة مخاوف تنتاب اللاعب الويلزي بشأن قدرته على حمل الإرث الثقيل الذي خلفه "أستاذه" مدرب الفريق الأسبق، السير أليكس فيرغسون في مسرح الأحلام "أولد ترافورد"، والذي فشل في الحفاظ عليه مواطنه ديفيد مويس.
وكما توقع النقاد والمتابعون كافة، فإن رحيل "فيرغسون" عن صفوف مانشستر يونايتد سيترك أثراً كبيراً على مسيرة النادي، لكن أشد المتشائمين لم يُساوره أدنى شك بأنّ مويس، الذي اختير بتوصية من فيرغسون، سيُقال من منصبه بعد عشرة أشهر فقط من توليه منصبه خلفا لـ"السير"، وذلك في ظل النتائج الكارثية التي حقّقها فريق "الشياطين الحمر" تحت قيادته.
ولم تصبر إدارة "مانشستر يونايتد" على مدرب إيفرتون السابق أكثر من عشرة أشهر، فقد قرّرت إقالته من منصبه، بعدما فاض بها الكيل من نتائجه السلبية، وذلك قبل أن تقوم بتعيين اللاعب الويلزي "ريان غيغز" مديراً فنيّاً للفريق في مبارياته الأربع الأخيرة هذا الموسم.
ثمة من يعتبر أنّ فشل "مويس" طبيعي ومتوقع، لما ورثه المدرب الأسكتلندي من تركة ثقيلة بعد عقود ذهبية سطّر فيها مواطنه السير أليكس فيرغسون اسمه بأحرف من ذهب، بيّد أنّ هناك إجماعا كبير على أنّ مهمة معقدة بانتظار خليفته "غيغز" الذي عمل مساعداً له أثناء الأشهر العشرة التي قضاها داخل جدران النادي، وذلك على الرغم من أن الأخير سيشغل هذا المنصب لفترة مؤقتة، إذ سيقود الفريق في المباريات الأربع المتبقية في الدوري.
ولا يملك اللاعب البالغ من العمر 40 عاماً خبرة تدريبية كبيرة؛ وذلك نظراً لاستمرار مسيرته لاعبا حتى العقد الرابع من عمره؛ غير أن فكرة توليه الإدارة الفنية لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لم تكن وليدة اللحظة، فقد تم إعداده ليكون المدير الفني القادم للفريق الإنجليزي، منذ أن كان "فيرغسون" على كرسي تدريب فريق الشياطين الحمر.
وبدت إدارة نادي مانشستر يونايتد بقرارها الحالي "متحمسة" لإعادة استنساخ تجربة المدير الفني السابق لنادي برشلونة الإسباني، بيب غوارديولا، عندما عينه الرئيس السابق خوان لابورتا على رأس الجهاز الفني ولم تكن لديه آنذاك خبرة كبيرة لقيادة فريق بحجم "برشلونة"، لكن "بيب" قد نجح في التحدي، وقاد فريقه الكاتالوني للأمجاد في أربع سنوات حصد خلالها 14 لقباً.
وسبق للاعب الويلزي أن أعرب عن رغبته في تكرار تجربة المدرب الإسباني بعد انتهاء مسيرته الكروية، متخذاً منها دليلاً على إمكانية نجاح المدربين صغار السن في هذا المجال، شريطة تدرّجهم في عدد من المستويات قبل دخولهم المعتركات الكبرى.
إلا أنّه لم يكن يتوقع بأنّه سيُدرب ناديه الأول بعد سنتين من تصريحه الشهير الذي أشار فيه إلى إمكانية تدريبه لفريقه، وذلك شريطة أن يتدرج في عدد من المستويات قبل أن يتولى مهمة الإشراف الفني على الفريق الأول، على غرار "غوارديولا" الذي تولى تدريب فريق برشلونة (ب) أولاً، واكتسب بعض الخبرة قبل أن ينتقل لتدريب الفريق الأول، الذي حصد معه الانجازات، وأثبت مُبكراً أنه أسطورة تدريبية.
ومما سيزيد من حظوظ "غيغز" في البقاء على رأس الإدارة الفنية لناديه في الموسم المقبل، هو نجاح تجربة اعتماد الأندية الأوروبية الكبرى على أبناء النادي لقيادة الفريق بدلاً من الاستعانة بمدربين من الخارج، وهي التجربة التي لاقت نجاحاً كبيراً أيضاً مع نادي إيه.سي.ميلان الإيطالي، الذي قرّر الاستعانة بخدمات متوسط ميدانه السابق كلارنس سيدورف، لتدريب الفريق، وانتشاله من حالة الضياع التي كان يمر بها تحت قيادة مدربه السابق، ماسيميليانو أليغري، وهو ما حدث تماماً بعد أن ارتقى بفريقه للمركز السادس.
ويُدرك اللاعب الويلزي تماماً بأنّ الطريق أمامه لن يكون مفروشاً بالورود، خاصة وأن إدارة فريقه قد منحت له الثقة لإعادة الفريق إلى السكة الصحيحة للانتصارات بعد الفشل الذريع الذي لاحقه هذا الموسم، وهو الأمر الذي حدث مع كلارنس سيدورف، الذي عانى الأمرّين في بداية مشواره قبل أن يجد سبيله نحو الارتقاء بفريقه رويداً رويداً، والوصول للمركز السادس.
ناهيك عن ذلك فإن "غيغز" سيكون محل مقارنة دائمة بالمدرب المخضرم "فيرغسون"، مما سيجعله يُعول كثيراً على علاقته الرائعة بجماهير فريقه، التي لطالما هتفت باسمه لاعبا، ومن المتوقع أن تسانده بشكل كبير مدربا.