Ezzaki Badou
29 يوليو 2020
+ الخط -

يعتبر بادو الزاكي، من أبرز المدربين الذين تركوا بصمتهم في تاريخ كرة القدم المغربية، لذلك حرص الاتحاد المغربي لكرة القدم، على ضمه مؤخرا للعمل إلى جانب المدير الرياضي للاتحاد، الويلزي روبيرت أوشن، وفي حواره مع "العربي الجديد"، تحدث الأسطورة عن عمله الجديد، ورأيه في بعض نجوم "أسود الأطلس".

- تركت تدريب فريق الدفاع الجديدي في الدوري المغربي، لتعمل مع الاتحاد المغربي لكرة القدم، ماهي المهمة التي تم إسنادها لك بالضبط؟

عملي داخل الاتحاد المغربي لكرة القدم مرتبط بما يقوم به المدير الرياضي الويلزي روبيرت أوشن، وهو متابعة وتطوير أداء المنتخبات المغربية، ومتابعة طريقة عمل المدراء الفنيين لكافة الفئات، فقد اخترت العمل مع الاتحاد كي أفيد بلدي بما راكمته من تجارب في عالم التدريب.

لقد تركت تدريب فريق الدفاع الجديدي في الدوري المغربي، والتحقت بالعمل داخل الاتحاد المغربي، برفقة المدربين المغربيين رشيد الطوسي وجمال فتحي، لإيماننا بأن المشروع الذي يطمح له رئيس الاتحاد فوزي لقجع، يتطلب تواجد مدربين مغاربة من المستوى العالي يعملون مع الأجانب، الذين وضع فيهم الاتحاد المغربي الثقة لتطوير كرة القدم المحلية.

- انتشرت تقارير حول عدم ارتياحك للعمل إلى جانب الويلزي سيمون جينينغ مساعد المدير الرياضي للاتحاد، ومن بينها وجود صراع منذ أول اجتماع بينكما؟

للأسف قرأت هذه الأخبار التي أعتبرها سخيفة، لم أدخل أبدا في صراع مع مساعد المدير الرياضي للاتحاد المغربي لكرة القدم، وكل الشائعات التي تداولها الإعلام المغربي لا أساس لها من الصحة.

لم أتعاقد مع الاتحاد المغربي، من أجل الدخول في صراعات مع الأشخاص، لذلك أغتنم فرصة حواري مع "العربي الجديد"، لأكشف بأني تركت تدريب فريق الدفاع الجديدي، وجئت لأقدم كل ما أملك من تجربة لفائدة الكرة المغربية. أجري من خلفي العديد من التجارب في عالم كرة القدم، ومنذ أول يوم تلقيت اتصالا من المسؤولين للعمل داخل الاتحاد المغربي، وافقت على الفكرة لخدمة الجيل الصاعد.

- تعمل حاليا برفقة المدير الرياضي للاتحاد المغربي لكرة القدم، الويلزي روبيرت أوشن، من داخل مركز محمد السادس لكرة القدم،كيف وجدت هذا المركز؟

إنه أفضل مركز لكرة القدم في أفريقيا، وأفضل بكثير من العديد من مراكز كرة القدم المتواجدة في بلدان أوروبية كبيرة. الجيل الحالي من لاعبي كرة القدم جد محظوظ للاستفادة من ملاعب هذا المركز، وكافة المرافق التي تتواجد به، من فنادق والاستفادة أيضاً من نظام غذائي يشرف عليه أخصائيون محترفون، بالإضافة إلى جودة كل وسائل التدريبات.

مركز محمد السادس لكرة القدم، صرح رياضي لم يتواجد في زمننا، لذلك ليس أمام اللاعبين الحاليين أي مبرر لعدم الإجتهاد وإعطاء أفضل مايملكون من مؤهلات فنية وبدنية، لصناعة تاريخ جديد لكرة القدم المغربية.

- الحكومة المغربية منحت الضوء الأخضر لاستئناف الدوري المغربي لكرة القدم، بعد فترة توقف لمدة 3 أشهر، ثم ها هو ينطلق من جديد، كيف ترى تطور مستوى المنافسة المحلية،وأنت الذي كنت متتبعا لها لسنوات طويلة؟

الدوري المغربي تطور كثيرا في السنوات الأخيرة، بعد اهتمام الاتحاد المغربي لكرة القدم، بتطوير الملاعب، ودعم الأندية مادياً، لذلك أصبحنا نشاهد عودة الفرق للمنافسة على الألقاب القارية، حيث رأينا تتويج الوداد بلقب دوري أبطال أفريقيا، والرجاء بمنافسة كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم.

هذا الموسم الرجاء والوداد وصلا لحد اللحظة، نصف نهائي دور أبطال أفريقيا، ونهضة بركان وحسنية أكادير سيواجهان بعضهما البعض في نصف نهائي كأس "الكاف"، كل هذا يؤكد بأن الأندية المغربية تسير في الاتجاه الصحيح، وبأن العمل المنجز على مستوى الدوري المغربي هو إحترافي.

الأندية المغربية أصبحت تهتم كثيراً بتكوين اللاعبين الشباب، وجلب اللاعبين الأجانب أصحاب التجربة والخبرة، لذلك ارتفع المستوى، وفي السنوات المقبلة ستظل الأندية المغربية حاضرة بقوة في الأدوار النهائية للمسابقات القارية، مثلما أتوقع دوماً استمرار أندية شمال أفريقيا في السيطرة على القارة الأفريقية، بعدما فرضت سيطرتها على أندية جنوب القارة السمراء التي تتواصل معاناتها مع المشاكل المادية، مع بعض الإستثناءات القليلة حيث تظل أندية جنوب أفريقيا تحضر لمنافسة الأندية العربية.

- كيف ترى حظوظ منتخب المغرب في التأهل لنهائيات كأس أفريقيا بالكاميرون، والتواجد بعدها لسادس مرة في كأس العالم بـ"مونديال"قطر 2022؟

من الصعب التكهن في الفترة الحالية، بحظوظ المنتخب المغربي للتواجد في نهائيات كأس أفريقيا المقبلة بالكاميرون، أو مونديال قطر 2022، فالمنتخب لم يخض سوى مبارتين برسم تصفيات كأس أفريقيا الأولى أمام موريتانيا وتعادل فيها، والثانية ضد بوروندي التي انتصر فيها بإقناع.

مبارتا أفريقيا الوسطى اللتين كان سيخوضهما المنتخب المغربي شهر مارس/آذار الماضي، برسم الجولتين الثالثة والرابعة، من تصفيات "كان"، كانتا ستحددان حظوظ منتخب "أسود الأطلس" بشكل كبير، لذلك سننتظر موعد إجرائهما لمعرفة جاهزية المنتخب ورغبته في التأهل لكأس أفريقيا من دون مشاكل، في انتظار الصورة التي سيظهر عليها في تصفيات مونديال قطر 2022، الذي لا يظهر أن بلوغه مستحيل.

- بعض الجماهير المغربية تعتبر مجموعة منتخب "أسود الأطلس" في تصفيات مونديال قطر 2022 سهلة، هل تتفق مع هذا الأمر؟

لا ليست سهلة، سنواجه منتخبات غينيا وغينيا بيساو ثم منتخب السودان، وكلها منتخبات تضم لاعبين يحلمون بالتواجد في مونديال قطر 2022، والخصوم الذين تحدثت عنهم سيواجههم منتخب المغرب في الدور الأول فقط، في انتظار الأدوار المقبلة، مايؤكد أن تواجد "أسود الأطلس"، في مونديال قطر لن يكون سهلا ويتطلب تركيزا كبيراً من أجل تحقيق التأهل لكأس العالم، خاصة وأن الجمهور المغربي يريد ذلك، بعدما شاهد منتخب بلاده في آخر نسخة لنهائيات كأس العالم في روسيا.

 

- منتخب المغرب يضم حاليا مجموعة من اللاعبين البارزين، من هي الأسماء التي تستأثر باهتمامك أكثر؟

هناك لاعبون رائعون يقدمون مستويات رائعة رفقة أنديتهم الأوروبية، كحكيم زياش الذي أبدع كثيرا مع أياكس أمستردام، قبل حسم انتقاله مؤخراً صوب تشلسي الإنكليزي، إنه لاعب كبير سيتطور مستواه في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.

حضور زياش مع منتخب المغرب، سيكون مفيداً كي يساعده على تحقيق أهدافه، وإلى جانبه هناك الشاب أشرف حكيمي الذي لفت الأنظار  بـ"البوندسليغا" مع نادي بروسيا دورتموند، بعدما طور اللاعب مؤهلاته وبات من أبرز النجوم التي تسعى أندية كبيرة للتعاقد معها.

أظن بأن المنتخب المغربي، يملك نجوما كبيرة أتمنى أن تنجح في الدفاع عن قميص المنتخب، وتحقق معه نتائج إيجابية توازي رغبة الاتحاد المغربي لكرة لقدم في النجاح، بعدما حرص مسؤولوه على توفير كافة شروط التفوق أمام كافة فئات المنتخبات المغربية، وليس المنتخب الأول فقط.

- رأيك حول النقاش المنتشر كثيرا والمتعلق بلاعبي الدوري المغربي وضرورة منحهم الفرصة للعب مع المنتخب الأول الذي يسيطر عليه اللاعبون الذين ترعرعوا في أوروبا؟

أظن بأنه لايجب وضع مقارنات بين لاعب يلعب في الدوري المغربي المحلي، وآخر محترف في أوروبا مادام أن الأمر يتعلق بمنتخب "أسود الأطلس"، يجب أن ينضم له أفضل اللاعبين وأجودهم.

منذ سنوات ونحن داخل المغرب، نتحدث عن اللاعب المحلي في الدوري، والوافد من أوروبا يجب القطع مع هذا الأمر، وعدم الحديث عنه لأنه يضيع وقتنا فقط، فبدل التفكير في أشياء قد تفيدنا من أجل التقدم والتطور، هناك من يواصل الحديث والمقارنة بين المحترفين في أوروبا ولاعبي الدوري المغربي، شخصياً مللت من سماع هذه الأسطوانة.

أظن بأن الجهاز التدريبي الحالي، بقيادة البوسني وحيد حاليلوزيتش، له من التجربة مايكفي، لاختيار  لاعبين من المستوى العالي. أتمنى لهم حظاً موفقاً لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية.

- سبق وقدت المنتخب المغربي للعب بنهائي كأس أمم أفريقيا 2004 في تونس، ماذا  ينقص منتخب "أسود الأطلس" في نظرك من أجل تكرار نفس الإنجاز؟

كل مدير فني له طريقة في العمل، شخصياً عندما كنت مدربا لمنتخب المغرب وبلغنا نهائي 2004، لم يكن أحد ينتظر أن نحقق شيئا، بل هناك من قال أننا سنعود من الدور الأول.

لتحقيق ذلك الإنجاز استعنت بلاعبين كان طموحهم كبير من أجل تحقيق نتائج إيجابية. لم تكن بعض العناصر معروفة عند الجمهور المغربي، لكن اعتمدنا على روح المجموعة، وناضلنا في كافة المباريات وصولاً إلى المباراة النهائية في تونس عام 2004.

المساهمون