الريف المغربي يحتج ضد تهمة الانفصال: مسيرات وإضراب عام

18 مايو 2017
شعارات نددت بمواقف أحزاب الحكومة (فايسبوك)
+ الخط -



غصت ساحة الشهداء، وسط مدينة الحسيمة الواقعة شمال المغرب، بآلاف المحتجين، مساء الخميس، قبل أن تنطلق مسيرة حاشدة جابت أهم شوارع المدينة، وسط إضراب عام شل الحركة في المدينة.

وانطلقت المسيرة، التي دعا إليها عدد من متزعمي "حراك الريف"، الذي اندلع منذ أزيد من ستة أشهر، عقب مقتل بائع السمك محسن فكري في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعلى رأسهم الناشط ناصر الزفزافي، بشعارات تنتقد مواقف أحزاب الحكومة، التي وصفت نشطاء الحراك بأنهم "يتلقون تمويلات من خصوم البلاد".

ورفع المحتجون، الذين قدموا من الحسيمة ومن نواحيها، خاصة تماسنت وأيت حذيفة وإمزورن وتفروين، وغيرها من المناطق المحيطة، شعارات منددة بما سموه "عسكرة الريف"، مشددين على "سلمية الاحتجاجات".

وحمل العديد من المشاركين في المسيرة الاحتجاجية لافتات تقول "نحن لسنا انفصاليين"، في رد على بلاغ الأحزاب الستة المكون للحكومة، والذي تضمن اتهامات لبعض النشطاء بأنهم "يخضعون لأجندة تروم زرع الفتنة والانفصال داخل الريف".

وشارك في المسيرة الحاشدة العديد من المتظاهرين الذين قدموا مشيا على الأرجل من أيت حذيفة وإمزورن وبني بوفراح، فيما تكفل بعض سائقي سيارات الأجرة بنقلهم مجانا تضامنا مع "حراك الريف".

وندد الناشط الزفزافي بتدخل القوات الأمنية قبل انطلاق المسيرة، في محاولة لثني الراغبين في المشاركة فيها عن الوصول إلى الحسيمة، معتبرا أن ذلك "سلوك يخرق نص الدستور الذي يؤكد حق حرية التنقل".

وألقى الناشط الذي يقود الاحتجاجات مداخلة له باللهجتين الدراجة المغربية والريفية أمام حشد من المتظاهرين، شدد فيها على ضرورة تمسكهم بطابع السلمية، ردا على اتهامات التخوين التي نعتتهم بها الحكومة، وعدم الانجرار إلى ما سمّاها "استفزازات بعض رجال الأمن".

وأفاد المتحدث ذاته بأن "السلمية هي روح هذه المسيرة الشعبية، التي بدأت وتنتهي في رقي حضاري"، معبرا عن رفضه اتهامات الحكومة، داعيا إلى تلبية مطالب السكان، المتمثلة في الكرامة الإنسانية والتشغيل والتنمية و"رفع العسكرة" عن الإقليم.

واستجاب تجار المدينة وأرباب المقاهي والمطاعم لنداء الإضراب، الذي رافق المسيرة الاحتجاجية، حيث شوهدت محلات تجارية عديدة مغلقة، بعضها مكتوب عليها "لسنا انفصاليين"، أو "الريف لن يركع".

ولم تشهد المسيرة الاحتجاجية إلى حدود اللحظة أي تدخل أمني، بينما شوهدت قوات أمنية كثيفة في محيط المدينة وعند مخارجها، حيث كان يراقب رجال أمن بمختلف رتبهم الوضع عن كثب، في الوقت الذي حرص متظاهرون على حماية سيارات الشرطة والبنايات المهمة بسلاسل بشرية.