أن تشهد مدينة ألمانية حادثة فردية لتحرّش أو سرقة فربما يكون أمراً اعتيادياً. لكن أن يشترك ألف شاب مخمور في الاعتداء على عشرات النساء والتحرش بهن فهو ما رنّ جرس الإنذار
اهتزت مدينة كولن الألمانية بأخبار عن فضيحة الاعتداءات الجماعية التي طاولت عدداً كبيراً من النساء اللواتي كنّ يحتفلن بليلة رأس السنة، ليل الخميس - الجمعة الماضي. فقد أقدم عدد كبير من الشبان على التحرّش بالنساء والاعتداء عليهن جسدياً وسرقتهن، بحسب بيانات الشرطة الألمانية.
الشبان الذين ذكرت الشرطة أنّ عددهم وصل إلى نحو ألف وتراوح أعمارهم ما بين 15 عاماً و35 يحملون ملامح "شمال أفريقية وعربية أخرى". وجرت معظم الاعتداءات في ساحة محطة القطارات الرئيسية في المدينة الغربية، قبالة كاتدرائيتها الشهيرة. حتى إنّ بعض الشبان لم يتوان عن انتهاك إجراءات السلامة العامة من خلال رمي المفرقعات وسط الحضور.
ومجدداً وجد كثيرون في تلك الاعتداءات مبرراً لشن موجة من الاتهامات للمهاجرين واللاجئين، وانتقادات ترتبط باستقبال البلاد لهم. أما بخصوص النساء بالذات، فقد تلقت شرطة كولن نحو 90 شكوى جنائية من فتيات ونساء قلن إنهن تعرضن للاعتداءات التي استمر بعضها حتى صباح الجمعة.
من جهته، يقول شاهد العيان هاينريش شميتز لـ"العربي الجديد" إنه شاهد بنفسه مضايقة عدد من الشبان بعض الفتيات في تلك الليلة، لكنه لم يتمكن من المساعدة "بسبب عددهم الكبير". لذلك أجرى اتصالاً بالشرطة وأبلغ عن الحادث. يشير شميتز إلى أنّ "المكان كان مكتظاً للغاية وعدد الشبان الذين أثاروا الفوضى كان كبيراً جداً. وكانوا يتكلمون بصوت مرتفع ويتهجمون على بعضهم بعضاً حتى".
بدورها، تحدثت إحدى الفتيات اللواتي تعرضن للاعتداء عما حصل معها لصحيفة "بيلد". تقول إيڤيلين وهي طالبة جامعية جاءت للاحتفال في المدينة مع صديقاتها ومشاهدة الألعاب النارية: "في لحظة شعرت بأحدهم يحاول الاقتراب مني وملامسة جسدي. التفتّ إلى الوراء وحاولت أن أهرب منه لكنه كان يمسكني بقوة بيدي وكان يتكلم العربية مع صديقه الذي حاول أيضاً الاقتراب مني، إلى أن تمكنت من الإفلات، لقد كان لحظات صعبة وكأنّها كابوس".
من جهته، يقول الشرطي لويس ب. من شرطة كولن لـ"العربي الجديد" إنّه استدعي في تلك الليلة بسبب الاعتداءات التي جرت في محطة القطارات. يشرح: "استدعينا إلى المحطة بعد بلاغات عن اعتداء عدد كبير من الشبان على النساء. أسرعنا إلى مكان الحادث فوجدنا الكثير من الرجال المخمورين. ربما يكونون قد تعاطوا المخدرات أيضاً، فقد كانوا يرمون الناس بالمفرقعات".
يضيف أنّ أكثر الاتصالات التي وردت إلى مركز الشرطة بدأت عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل من نساء تعرضن للتحرش الجنسي أو أخريات سرقت هواتفهن أو أموالهن. ويشير إلى أنّ الشرطة تعرف أنّ المعتدين من شمال أفريقيا وأصول عربية أخرى، لكن ما لا تعرفه إذا ما كان هؤلاء من اللاجئين أو طالبي اللجوء.
هذا الأمر يؤكده رئيس الشرطة ڤولفانغ ألبرز، والذي يقول إنّهم لا يملكون دليلاً حتى الآن. وينتظرون مشاهدة ما التقطته كاميرات الأشخاص الذين كانوا متواجدين في تلك الليلة عند محطة القطارات. ويشير إلى أنّه في حال اعتقال المنفذين فسيحالون إلى القضاء، وقد يعادون إلى بلادهم، بشرط أن يكون لديهم أوراق ثبوتية.
كذلك، ذكرت مصادر من الشرطة الألمانية أنّ هؤلاء الشبان الذين كانوا مخمورين توزعوا في مجموعات عديدة، واعتدوا على النساء بالسرقة على وجه الخصوص. كما تحرشوا بعدد منهن جنسياً، مشيرة إلى أنّهم استغلوا الاحتفالات في الشارع لمهاجمة الفتيات رغم صراخهن وطلبهن النجدة ومحاولتهن الفرار.
وتشير المصادر إلى أنّ هذه الاعتداءات الطارئة وغير المسبوقة أثارت ردود فعل منددة من قبل إدارة الشرطة الفيدرالية، وكذلك عمدة مدينة كولن هندريت ريكر، ووسائل الإعلام الألمانية التي ما زالت تواكب الحدث وتعطيه مساحة كبيرة في التغطية اليومية من مكان الحادث للإضاءة على التداعيات.
وعبرت الصحف الألمانية عن صدمة الرأي العام في كولن تجاه ما حصل من جهة، كما أبرزت التساؤلات حول دور الشرطة في تلك الليلة وقدرتها على ضبط الأمن. وبرزت تساؤلات أكبر عمّا إذا كانت المدينة ستعيش مثل هذه الأحداث مرة أخرى خصوصاً مع وجود أعداد هائلة من اللاجئين والمهاجرين.
وكانت ريكر قد عقدت اجتماعاً مع الشرطة، وأمرت باتخاذ تدابير جديدة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث. ومن ضمن هذه التدابير اختيار موظفين ملمين بعدة لغات، وتحديد مجموعة للإشراف على عمليات حفظ الأمن خلال الاحتفالات التي تنظم في الساحات والأماكن العامة، ووضع المزيد من الكاميرات في الشوارع، ودفع المزيد من رجال الشرطة إلى مثل هذه المناسبات من أجل الخروج بأفضل النتائج أمنياً.
يشير العديد من المراقبين إلى أنّ ما حصل مع بداية العام الجديد يدفع الرأي العام الألماني إلى إعادة التفكير بخصوص صحة تواجد أعداد هائلة من الأجانب في الأراضي الألمانية من عدمها. تقول المواطنة الألمانية ڤيكتوريا لينارت، الموظفة في إحدى شركات التأمين الصحي لـ"العربي الجديد": "أذهب يومياً إلى عملي بالقطار، وأعود أحياناً في وقت متأخر بعد سهرة مع أصدقائي. لكن بعد ما حصل قد أعيد حساباتي، بتّ أشعر بخوف حقيقي. وبصراحة بتّ أكره وجود الأجانب في بلدي لأنّهم بعيدون جداً عن عادات مجتمعنا وثقافته".
اقرأ أيضاً: الألمانيات والعربيات يشتكين من التحرش
اهتزت مدينة كولن الألمانية بأخبار عن فضيحة الاعتداءات الجماعية التي طاولت عدداً كبيراً من النساء اللواتي كنّ يحتفلن بليلة رأس السنة، ليل الخميس - الجمعة الماضي. فقد أقدم عدد كبير من الشبان على التحرّش بالنساء والاعتداء عليهن جسدياً وسرقتهن، بحسب بيانات الشرطة الألمانية.
الشبان الذين ذكرت الشرطة أنّ عددهم وصل إلى نحو ألف وتراوح أعمارهم ما بين 15 عاماً و35 يحملون ملامح "شمال أفريقية وعربية أخرى". وجرت معظم الاعتداءات في ساحة محطة القطارات الرئيسية في المدينة الغربية، قبالة كاتدرائيتها الشهيرة. حتى إنّ بعض الشبان لم يتوان عن انتهاك إجراءات السلامة العامة من خلال رمي المفرقعات وسط الحضور.
ومجدداً وجد كثيرون في تلك الاعتداءات مبرراً لشن موجة من الاتهامات للمهاجرين واللاجئين، وانتقادات ترتبط باستقبال البلاد لهم. أما بخصوص النساء بالذات، فقد تلقت شرطة كولن نحو 90 شكوى جنائية من فتيات ونساء قلن إنهن تعرضن للاعتداءات التي استمر بعضها حتى صباح الجمعة.
من جهته، يقول شاهد العيان هاينريش شميتز لـ"العربي الجديد" إنه شاهد بنفسه مضايقة عدد من الشبان بعض الفتيات في تلك الليلة، لكنه لم يتمكن من المساعدة "بسبب عددهم الكبير". لذلك أجرى اتصالاً بالشرطة وأبلغ عن الحادث. يشير شميتز إلى أنّ "المكان كان مكتظاً للغاية وعدد الشبان الذين أثاروا الفوضى كان كبيراً جداً. وكانوا يتكلمون بصوت مرتفع ويتهجمون على بعضهم بعضاً حتى".
بدورها، تحدثت إحدى الفتيات اللواتي تعرضن للاعتداء عما حصل معها لصحيفة "بيلد". تقول إيڤيلين وهي طالبة جامعية جاءت للاحتفال في المدينة مع صديقاتها ومشاهدة الألعاب النارية: "في لحظة شعرت بأحدهم يحاول الاقتراب مني وملامسة جسدي. التفتّ إلى الوراء وحاولت أن أهرب منه لكنه كان يمسكني بقوة بيدي وكان يتكلم العربية مع صديقه الذي حاول أيضاً الاقتراب مني، إلى أن تمكنت من الإفلات، لقد كان لحظات صعبة وكأنّها كابوس".
من جهته، يقول الشرطي لويس ب. من شرطة كولن لـ"العربي الجديد" إنّه استدعي في تلك الليلة بسبب الاعتداءات التي جرت في محطة القطارات. يشرح: "استدعينا إلى المحطة بعد بلاغات عن اعتداء عدد كبير من الشبان على النساء. أسرعنا إلى مكان الحادث فوجدنا الكثير من الرجال المخمورين. ربما يكونون قد تعاطوا المخدرات أيضاً، فقد كانوا يرمون الناس بالمفرقعات".
يضيف أنّ أكثر الاتصالات التي وردت إلى مركز الشرطة بدأت عند الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل من نساء تعرضن للتحرش الجنسي أو أخريات سرقت هواتفهن أو أموالهن. ويشير إلى أنّ الشرطة تعرف أنّ المعتدين من شمال أفريقيا وأصول عربية أخرى، لكن ما لا تعرفه إذا ما كان هؤلاء من اللاجئين أو طالبي اللجوء.
هذا الأمر يؤكده رئيس الشرطة ڤولفانغ ألبرز، والذي يقول إنّهم لا يملكون دليلاً حتى الآن. وينتظرون مشاهدة ما التقطته كاميرات الأشخاص الذين كانوا متواجدين في تلك الليلة عند محطة القطارات. ويشير إلى أنّه في حال اعتقال المنفذين فسيحالون إلى القضاء، وقد يعادون إلى بلادهم، بشرط أن يكون لديهم أوراق ثبوتية.
كذلك، ذكرت مصادر من الشرطة الألمانية أنّ هؤلاء الشبان الذين كانوا مخمورين توزعوا في مجموعات عديدة، واعتدوا على النساء بالسرقة على وجه الخصوص. كما تحرشوا بعدد منهن جنسياً، مشيرة إلى أنّهم استغلوا الاحتفالات في الشارع لمهاجمة الفتيات رغم صراخهن وطلبهن النجدة ومحاولتهن الفرار.
وتشير المصادر إلى أنّ هذه الاعتداءات الطارئة وغير المسبوقة أثارت ردود فعل منددة من قبل إدارة الشرطة الفيدرالية، وكذلك عمدة مدينة كولن هندريت ريكر، ووسائل الإعلام الألمانية التي ما زالت تواكب الحدث وتعطيه مساحة كبيرة في التغطية اليومية من مكان الحادث للإضاءة على التداعيات.
وعبرت الصحف الألمانية عن صدمة الرأي العام في كولن تجاه ما حصل من جهة، كما أبرزت التساؤلات حول دور الشرطة في تلك الليلة وقدرتها على ضبط الأمن. وبرزت تساؤلات أكبر عمّا إذا كانت المدينة ستعيش مثل هذه الأحداث مرة أخرى خصوصاً مع وجود أعداد هائلة من اللاجئين والمهاجرين.
وكانت ريكر قد عقدت اجتماعاً مع الشرطة، وأمرت باتخاذ تدابير جديدة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث. ومن ضمن هذه التدابير اختيار موظفين ملمين بعدة لغات، وتحديد مجموعة للإشراف على عمليات حفظ الأمن خلال الاحتفالات التي تنظم في الساحات والأماكن العامة، ووضع المزيد من الكاميرات في الشوارع، ودفع المزيد من رجال الشرطة إلى مثل هذه المناسبات من أجل الخروج بأفضل النتائج أمنياً.
يشير العديد من المراقبين إلى أنّ ما حصل مع بداية العام الجديد يدفع الرأي العام الألماني إلى إعادة التفكير بخصوص صحة تواجد أعداد هائلة من الأجانب في الأراضي الألمانية من عدمها. تقول المواطنة الألمانية ڤيكتوريا لينارت، الموظفة في إحدى شركات التأمين الصحي لـ"العربي الجديد": "أذهب يومياً إلى عملي بالقطار، وأعود أحياناً في وقت متأخر بعد سهرة مع أصدقائي. لكن بعد ما حصل قد أعيد حساباتي، بتّ أشعر بخوف حقيقي. وبصراحة بتّ أكره وجود الأجانب في بلدي لأنّهم بعيدون جداً عن عادات مجتمعنا وثقافته".
اقرأ أيضاً: الألمانيات والعربيات يشتكين من التحرش