الرجل الذي أنقذ حكومة نتنياهو حاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد

19 نوفمبر 2018
أومان من التيار الديني الصهيوني (باسكال لوسيكغاتان/Getty)
+ الخط -
اضطر زعيم البيت اليهودي، نفتالي بينت، بعد أن بدا أمس أنه خسر المعركة الإعلامية على قلوب اليمين الديني الصهيوني، واليمين عموما، في مواجهة اتهامه من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ"عدم المسؤولية"، وبأنه يسعى إلى إسقاط حكومة اليمين، إلى الاستعانة باسم البروفيسور الإسرائيلي في علم الاقتصاد من التيار الديني الصهيوني، يسرائيل أومان، بصفته الشخص الذي أقنعه بالعدول عن قرار الاستقالة وحل الحكومة الحالية، وصولا إلى انتخابات جديدة.

ولجأ بينت للاستعانة بأومان للإيحاء بأن الأخير كان اليد في منع سقوط حكومة نتنياهو بهدف نفي تهمة المغامرة وعدم المسؤولية عن حزب البيت اليهودي، خاصة بعد أن أعاد بينت في قراره المعلن بعدم الاستقالة الكرة إلى ملعب نتنياهو، الذي سيكون عليه الآن أن يثبت ادعاءاته بأن إسرائيل في حالة أمنية حرجة، وفي أوج معركة، وهو ما كان زعيم البيت اليهودي نفاه اليوم، قبل إعلانه العدول عن التهديد بالاستقالة، وسحب مطالب الحزب من نتنياهو.

لكن من هو البروفيسور يسرائيل أومان الذي تستر بينت وراء اسمه ليبرر تراجعه؟

البروفيسر يسرائيل أومان باسمه العبري، وRobert John Aumann بالإنكليزية، هو عالم في مجال الرياضايات، وحاصل على جائزة نوبل في مجال الاقتصاد في العام 2005، من أبرز الشخصيات العلمية في إسرائيل المحسوبة على معسكر اليمين، وتحديدا اليمين الديني الاستيطاني، وهو عضو في "منتدى أساتذة الجامعات للمناعة السياسية والاقتصادية"، المحسوب على اليمين الإسرائيلي، والذي تأسس لمواجهة منتديات مشابهة لأساتذة الجامعات من المعسكر اليساري في إسرائيل.  

كما أن أومان يعمل باحثا في معهد الاستراتيجية الصهيونية، ورئيس طاقم الأراضي في المعهد المذكور، ومن أشد مناصري الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67. 

ويعتقد أومان أن دولة إسرائيل تخطئ بما يسميه "عدم اعترافها بحقوقها على أرض إسرائيل"، ولكونها لا تتخذ مواقف حازمة وصارمة تجاه مواقف الأطراف العربية، ويدعي أن "صرخات السلام" الإسرائيلية تبعد عمليا فرص التوصل لسلام حقيقي. 

 

ويعتبر من أشد معارضي خطة الانسحاب من قطاع غزة التي نفذها شارون، ويصفها بأنها عملية طرد لليهود من بيوتهم، وأن الخطة بدلا من أن تحقق السلام أدت إلى اندلاع الحرب الثانية على لبنان، وقصف المستوطنات الإسرائيلية في الجنوب، وأدت إلى عدوان الرصاص المصبوب عام 2008. 

كما كان أومان بين المشاركين في المسيرة التي قادها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة في أبريل/ نيسان 2007، عندما كان في السابعة والسبعين من عمره، إلى المستوطنات التي تم إخلاؤها من شمالي الضفة بالقرب من جنين. 

وقد حرص نفتالي بينت اليوم على نسبة أمر تراجعه عن الاستقالة للبروفيسور صاحب الشهرة العالمية، كي يبعد "ضربة التراجع والانكسار" أمام نتنياهو عن نفسه، ولكن أيضا للحفاظ على سرية أسماء الحاخامات الآخرين من الصهيونية الدينية الذين لا يملكون رصيدا علميا أو دوليا مثل أومان، ويتبوأون بالأساس مناصب كحاخامات في المعاهد الدينية والمستوطنات المختلفة.