منذ بداية عصر الحداثة وخروج المرأة إلى سوق العمل بالذات والاختلاط مع الرجال في العديد من المجالات، بدأ التساؤل حول تلك العلاقة المستجدة بين الجنسين. هل يمكن أن يكون الرجل والمرأة مجرد صديقين؟ هل يمكن ألّا تغلب العاطفة الجنسية مشاعر أحدهما تجاه الآخر؟
ربما يكون الجواب لدى بعضهم محسوماً بالنفي: "لا يمكن أن يكونا صديقين"، خصوصاً من هم في المجتمعات المغلقة التي لا تشهد أيّ نوع من الاختلاط إلّا في ما ندر، وبحدود معروفة سلفاً. وربما يكون محسوماً على العكس من ذلك بالإيجاب: "يمكن أن يكونا مجرد صديقين" لدى آخرين تبعاً أيضاً لمجتمعهم وفرص الانفتاح والاختلاط فيه.
من جهته، يقترح موقع "ساينتفيك أميريكان" أنّه بالرغم من كلّ ما في المجتمعات الحديثة من علاقات من هذا النوع بين الرجال والنساء، فإنّ الصداقة القوية قد تخفي نوعاً من النبضات العاطفية الرومانسية بين الرجل والمرأة.
يشير الموقع في تقرير بحثي إلى أنّ بعضهم يفكر بشكل تلقائي بمصادقة أشخاص من الجنس الآخر من دون أي دافع جنسي. مع ذلك، تظهر الرومانسية وما خلفها من محركات جنسية بالذات فجأة ومن دون أيّ مبرر حاضر في لحظتها. فقد تكون تراكمات مختلفة أدت إلى مثل هذا الوضع، علماً أنّ الأمر غير مقتصر على جنس واحد من الجنسين تجاه الآخر، بل كلاهما معاً.
أجرى الموقع استطلاعاً بحثياً على 176 شخصاً، نصفهم من الذكور ونصفهم من الإناث، حول العلاقة بين كل منهم مع صديق من الجنس الآخر. وحاول التوصل إلى الإشارات الرومانسية بين كلّ اثنين. من ذلك سؤال كلّ واحد منفرداً عن وجود ارتباط عاطفي بالآخر من عدمه.
وبالفعل، ظهر أمر مختلف عن الشائع في الصداقات. فقد تبيّن أنّ الذكور بالذات أكثر انجذاباً الى صديقاتهم، من انجذاب الإناث إلى أصدقائهن الذكور. كذلك، رأى الذكور أنّ صديقاتهم ينجذبن إليهم من دون أن يعترفن بذلك. وبدت الإناث غير مدركات تماماً لطرق تفكير زملائهن الذكور بهن. فطالما كانت الإناث غير منجذبات إلى زملائهن الذكور بشكل عام، افترضن تلقائياً أنّ الذكور غير منجذبين إليهن. وهو أمر خاطئ تماماً بحسب التقرير.
كذلك، يشير التقرير البحثي إلى زاوية مهمة، هي أنّ الإناث والذكور معاً وبشكل متساوٍ يشعرون بانجذاب تجاه الصديق/ الصديقة العازب/ العزباء، بصرف النظر عن حالتهم الزوجية هم بالذات. فغالباً ما ينجذب الرجل إلى صديقته العزباء ولو كان متزوجاً، وغالباً ما تنجذب المرأة إلى صديقها العازب ولو كانت متزوجة.
اقرأ أيضاً: النكد قاتل الأسرة المتماسكة