الربيع اليمني وتعثر الحلم

04 فبراير 2015
+ الخط -

لم ينته الربيع اليمني، وعلى الشعب اليمني الثائر ألاّ ييأس من ظهور علي عبدالله صالح، أحد اللاعبين الرئيسيين في الساحة اليمنية، لأن يمن ما بعد 2011 ليس يمن ما قبله، فنقطة الضعف الأساسية في التجربة اليمنية، بعد ثورة 2011، تكمن في هشاشة المجتمع المدني، بمختلف مؤسساته السياسية والمهنية والنقابية، بالإضافة إلى سياسة الإقصاء والتهميش والظلم والفساد الذي مارسته حكومة الوفاق، الأمر الذي أحدث فراغاً هائلاً في الساحة السياسية، كانت جماعة الحوثي والمؤسسة العسكرية التابعة لنظام صالح الوحيدة القادرة على ملئه، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية، التي شهدتها اليمن بعد الثورة، وبعد رفع الدعم عن المشتقات النفطية. ولهذا كله، نجحت الثورة المضادة عام 2014 في السيطرة على العاصمة صنعاء، وعلى القرار السياسي.

بالتالي، علينا ألاّ نسلم بالهزيمة، لأن عجلة التغيير دارت، ولن ترجع إلى الوراء، ولأن الربيع اليمني هو رغبة في التغيير والثورة على الظلم السياسي والاجتماعي، وهو تحول تاريخي لا يتوقع إنجازه خلال سنوات، إذ إن رحلة التحول الديمقراطي طويلة وشاقة، والربيع اليمني صنعته إرادة الشعب، ولم تصنعه الزعامات ولا الأحزاب، وقد علمتنا خبرة التاريخ أن إرادة الشعوب لا تقهر.

والمواقف المطلوبة من الشعب هي مكافحة الاستبداد بكل أنواعه، السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي، لأن من سمات الاستبداد السياسي الأساسية أن يفرق بين الناس، ويجعلهم طوائف وشيعآ بتشجيعه الانقسام العرقي والطائفي والمذهبي، وعلينا أن نناضل سلمياً من أجل تحقيق نظام ديمقراطي قائم على التعددية الحزبية، وعلى حرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر، بشكل يتم الحفاظ فيه على حقوق الإنسان وكرامته وحرياته.

avata
avata
أحمد غالب الشعبي (اليمن)
أحمد غالب الشعبي (اليمن)