هل ترغب يا أيها السوري في المناطق المحررة من سيطرة نظام الأسد بالحصول على أجرك الشهري؟ هل أنت ممن لم يفصلوا من العمل لأنك خارج تهمة التطلع للكرامة والمطالبة بالحرية والعدالة بتوزيع الدخل؟
إن أجبت بنعم فلدى نظام المقاومة والممانعة حلول، فلا تشغل بالك، ولكن ثمة مطالب، ونتمنى ألا تفهمها شروطاً، عليك تطبيقها، وستحصل على راتبك خلال 24 ساعة.
ونتمنى عليك أيضاً ألا تفكر بسلبية وتقول إن راتبك لا يتجاوز 30 ألف ليرة "نحو 120 دولاراً" لأنك بذلك تفقد حسك الوطني وإحساسك بحجم المؤامرة الكونية المعلنة على نظامك، كما قياس دخلك داخل سورية بالعملات العالمية الاستعمارية، يعتبر خلطاً وتحريضاً خارجياً.
الشرط الأول أن تمتلك سيارة خاصة، لتستطيع التنقل إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام، بعد موجة الانسحابات التكتيكية التي يقوم بها جيشنا الباسل حفاظاً على حياة المواطنين وآثار وإرث الأجداد، فبعد أن وعدنا موظفي محافظة إدلب بمنحهم رواتبهم إن جاؤوا إلى جسر الشغور، ها قد خسرناها أمام المتطرفين حفاظاً على سلامة المدنيين!
والطلب الآخر، فضلاً لا أمراً، أن تصطحب معك، إضافة لما يثبت شخصيتك، بعض الأساسيات التي تمكنك من العيش في مكان نختاره لك، وننصحك بعدم الإكثار من المستلزمات، لأننا لا نضمن البقاء في أي مدينة سورية.
قصارى القول: رغم الطرح الكوميدي المؤلم، إلا أنه ترجمة وحرفية لما يعلنه نظام بشار الأسد أخيراً، فعلى لسان وزير الكهرباء عماد خميس، صدر ما يشابهه، "وافق وزير الكهرباء عماد خميس على صرف رواتب العاملين في القطاع الكهربائي في محافظتي إدلب ودير الزور بشرط أن يضع العامل نفسه تحت تصرف أي جهة من جهات الوزارة في المناطق الآمنة."
ولكن، شروط وزارة التربية تبدو أقل خطورة من الكهرباء، لأن التربية منحت خيارات أمام موظفيها لاستلام رواتبهم، سواء من مدينة حماة أو اللاذقية.
نهاية القول: ليس جديداً أن يضع نظام بشار الأسد السوريين بين خيار الحياة معه أو الموت مع الحرية، لأن القتل عبر البراميل والصواريخ مستمر ومنذ أربع سنوات لكل قاطن في المناطق الثائرة، بيد أن المستجد اليوم، أن يخيّرك الأسد بين أقل من 150 دولاراً وبين أن تعيش تحت سيطرته... وقد يضطر، تحت الحاجة الوطنية، لتجييشك ضمن الشبيحة أو جيش الوطن.. فاختر أيها السوري بحرية والقرار النهائي لك.
اقرأ أيضاً: ارتفاع الأسعار يشعل موجة غضب في سورية