أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أنّ "الجيش لم يكن يستطيع التأخر عن تلبية مطالب ونداء الشعب في 25 يناير و30 يونيو"، مشدداً على أن "كلا الثورتين قامتا من أجل التغيير".
وأوضح خلال مشاركة لم يُعلن عنها مسبقاً، في احتفال القوات المسلحة، لإحياء ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، في الكلية الحربيّة، أنّ "الشعب المصري تحرّك في 25 يناير، لأنه كان يريد التغيير ويريد واقعاً جديداً، وخرج في 30 يونيو، لأنّ أهداف ثورته لم تتحقق".
وأشار السيسي إلى أنّ "الشعب المصري رفض الهزيمة في حرب أكتوبر، ووقف بجوار جيشه"، لافتاً إلى أنّ "الشعب في مصر مختلف وواع، لأنّ الواقع الذى نراه في المنطقة يدلّل على ذلك".
وفي موازاة تأكيده أنّ "المصريين أعطوا العالم عبرة، خلال مشاركتهم في الاستحقاقات الانتخابية"، قال إنّه "شعر بتواجد كل المصريين بجانبه أثناء مشاركته في قمّة الأمم المتحدة"، مضيفاً: "لم أكن لوحدي، الشعب هو من دعمني أمام الأمم المتحدة، وقال للعالم إنّ السيسي ليس بمفرده".
وأضاف: "أوضحنا للجميع المخاطر التي تحيط بالمنطقة، والكل استمع لنا جيداً، وبعض الدول الغربية احتاجت إلى وقت، حتى تدرك حقيقة أنّ ما حدث في مصر إرادة شعب". كما أكد أنّ بلاده "تخوض تجربة ديمقراطية، سيكون لها نقاط إيجابية وأخرى سلبية نعاني منها"، معتبراً أنّه "إذا كنا حريصين على نجاح تجربتنا، فلا بدّ من مشاركة الشباب، وأطالب القوى السياسية والأحزاب بدفع الشباب للمشاركة".
وشكّل حضور السيسي، حفل القوات المسلحة المصرية، مفاجأة لوسائل الإعلام المحلية، التي لم يشِر أي منها لهذا الحضور في وقت سابق، فيما حضر الاحتفال كل من رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، وعدد من الوزراء، من بينهم وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، وشيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني.
ويتّبع النظام المصري إجراءات أمنية مبالغا فيها، وفق ما يؤكده الخبير الاستراتيجي والعسكري، العميد صفوت الزيات لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنّ "الاحتفال بانتصارات أكتوبر يكون ذا طابع شعبي، وليس عسكرياً فقط، كما حدث اليوم في الكلية الحربية".
واعتاد المصريون أن تكون احتفالات أكتوبر، مناسبة تتواجد فيها قطاعات عريضة من الجمهور المصري للاحتفاء بجيشهم، بحسب الزيات، حتى أنّ "الرئيس الراحل أنور السادات كان حريصاً على هذه الطقوس، ولم يتغيب عنها سوى مرة واحدة عام 1978، بسبب حالة الاحتقان بعد توقيعه لمعاهدة السلام مع إسرائيل، ثم جاء (الرئيس المخلوع) حسني مبارك الذي اكتفى بخطاب يوجهه للمصريين، مع وضع أكاليل الزهور على قبور الجنود".
ويرى الزيات أن "الأمر اختلف في عهد السيسي، الذي يسعى لاستعرض القوة أمام شعبه والمعارضة في الداخل، بدلاً من أن يكون استعراض القوة موجها للخارج".
وبات ظهور السيسي، مؤخرا، في المناسبات المحلية، أمراً من الأسرار الحربيّة. وأصبحت الأجهزة الأمنية تفرض إجراءات استثنائية، خلال المناسبات التي يشارك فيها. وظهر ذلك جلياً، خلال حضوره حفل تكريم طلاب الجامعات المتفوقين، مطلع الأسبوع الجاري في جامعة القاهرة، إذ لم يكن أحد من الحاضرين على علم بموعد حضور الرئيس، الذي وصل في ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم، لينتهي الحفل في الساعة الثانية عشرة مساء، كما لم يذِع التلفزيون المصري كلمته إلا مسجّلة.
وطالبت قيادات في جهاز سيادي، بعدم إذاعة التلفزيون المصري للحفل مباشرة، خشية تعرض السيسي لموقف غير محسوب من أي من الطلبة الحاضرين، بحسب مصادر في جامعة القاهرة.