البداية كانت مع امتناع الرئيس اللبناني عن تسمية الجيش السوري بالاسم عند حديثه عن معركة أكتوبر/تشرين الأول 1990، التي خاضها خلال ترؤسه للحكومة العسكرية ضد قوات الجيش السوري وحلفائه اللبنانيين.
واكتفى عون، الذي تربطه علاقات سياسية مع النظام السوري منذ عام 2008، بالقول إن "لعبة دولية كبيرة هي التي انتصرت علينا وسمحت للجنود غير اللبنانيين أن يقتحموا بلدنا". علماً أن الرئيس اللبناني الجديد بنى جماهريته الشعبية على قاعدتي تمثيله لشرعية الدولة خلال الحرب الأهلية ومقاومته للوجود السوري في لبنان.
كما استهل عون لقاءاته، اليوم الإثنين، باستقبال الأمين العام لـ"المجلس الأعلى اللبناني - السوري" نصري خوري، وعرض معه عمل المجلس، كما أجرى لقاءات عربية مع موفد رئيس النظام السوري، وزير شؤون رئاسة الجمهورية، منصور عزام، يرافقه سفير النظام علي عبد الكريم علي، وذلك بعد اتصال تهنئة تلقاه عون من رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس اللبناني، مساء اليوم، وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، الذي سيصل إلى لبنان في زيادة تستمر يومين.
ويشمل جدول لقاءات ظريف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس المُكلف تصريف الأعمال تمام سلام، والرئيس المُكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، ووزير الخارجية جبران باسيل.
وفي موقف لافت اليوم، دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل "إلى انسحاب كامل لجميع الأفرقاء من سورية، ومنهم حزب الله، وترك سورية للسوريين". وقال في تصريح صحافي، إن "لبنان يرغب في عودة العلاقات إلى طبيعتها مع السعودية".
"تكريس لانتصار سياسي"
ويرى الناشط السياسي اللبناني مصطفى فحص، أن "زيارة الموفدين السوريين والإيرانيين إلى لبنان تُكرس حالة الانتصار السياسي التي حققها هذا المحور من خلال وصول الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى".
ووضع فحص استقبال الرئيس اللبناني لموفد الأسد "برسم من انتخب عون رئيساً في مجلس النواب"، مُؤكداً أن "النظام السوري يعتبر العهد الجديد في لبنان جزءاً من محور يخاصم العرب".
وبالنسبة لزيارة وزير الخارجية الإيراني، رأى فحص أن "زيارة بهذا الحجم وهذه السرعة تؤكد أن جزءاً من التسوية السياسية في لبنان كانت صناعة إيرانية، وأن الجمهورية الإسلامية تشعر بأنها حققت انتصاراً على المملكة العربية السعودية في لبنان".
ورأى فحص أن "زيارة الوزير الإيراني للرئيس المُكلف سعد الحريري تعكس البراغماتية الإيرانية تجاه الداخل اللبناني، كما تعكس رغبة إيران في تهدئة الساحة السياسية اللبنانية ليبقى حليفها الأبرز، حزب الله، مُرتاحاً في قاعدته الخلفية أثناء خوض المعارك الإقليمية".
وإلى جانب اللقاءات التي تعكس التوجهات السياسية الخارجية للعهد الجديد في لبنان، تأتي لقاءات الرئيس عون مع سفراء "مجموعة الدعم الدولي للبنان"، لتنقل إلى المُجتمع الدولي حاجات لبنان الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة في ظل اللجوء السوري.