الرئيس الفرنسي يكرم جنود بلاده الـ13 الذين قضوا في مالي

02 ديسمبر 2019
ماكرون أشاد بـ"تضحيات" الجنود لأجل فرنسا (ليدوفيتش مارن/فرانس برس)
+ الخط -

كرّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، جنود بلاده الـ13 الذين قضوا في حادث اصطدام مروحيتين في مالي، الأسبوع الماضي، مشيداً بـ"تضحياتهم من أجل فرنسا وشعوب منطقة الساحل".

وشارك في حفل التكريم الوطني، الذي جرى في ساحة الإنفاليد في العاصمة باريس، نحو 2500 شخص، بينهم عائلات الجنود الضحايا والعديد من المسؤولين السياسيين.

وبعدما تلا ماكرون أسماء ورتب الجنود الذين قضوا في اصطدام مروحيتين، خلال عملية قتالية في شمال شرق مالي، أشاد بـ"شجاعتهم" و"صفاتهم الإنسانية".

وقال، في خطاب دام نحو نصف ساعة، قبل تقليدهم أوسمة: "أنحني أمام تضحيتهم (...) لقد ماتوا من أجلنا جميعاً. ماتوا من أجل فرنسا، من أجل حماية شعوب الساحل، من أجل أمن مواطنيهم وحرية العالم".

وجرى التكريم بحضور رئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا، إضافة إلى الرئيسين الفرنسيين السابقين نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء إدوار فيليب، ومسؤولي أبرز الأحزاب السياسية.

واستعرض الرئيس الفرنسي ما جرى في أرض المعركة، وأسماء الجنود القتلى، معتبراً إياهم "أبناء فرنسا" من بين "أشجع الجنود"، وأكَّد دعم فرنسا لكافة زملاء الجنود "الذين يوجد بعضهم بيننا"، وأيضا "كل الذين يواصلون القتال في الساحل".

وأضاف ماكرون أنّ هؤلاء الجنود المشاركين ضمن عملية "برخان"، "الذين فقدوا إخواناً لهم في السلاح، يقفون إلى جنب رفاقهم من جيوش الساحل، التي تدفع ثمن الدم من أجل أداء الواجب، كما هم يفعلون منذ خمس سنوات في الساحل".

وخلافاً لما كان يتوقعه البعض بأن يستعرض ماكرون الوضع في مالي، ومستقبل الوجود الفرنسي في هذه المنطقة، إلا أنه ركَّز فقط، وبلغة شعرية، على تضحيات وبطولة هؤلاء الجنود الذين ماتوا من أجل فرنسا، وبعضهم من أصول أجنبية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ كثيراً من السياسيين الفرنسيين؛ ومن بينهم وزيرة الدفاع والداخلية الفرنسية ميشيل آليو ماري، عبّروا عن غضبهم من انعدام التضامن على المستوى الأوروبي وعلى مستوى حلف شمال الأطلسي "الناتو" مع فرنسا.

ويعوّل الكثيرون في فرنسا على انعقاد قمة دول حلف شمال الأطلسي في لندن، هذا الأسبوع، حيث يتوقع أن يضع الرئيس الفرنسي حلفاءه أمام الأمر الواقع.


وعلى الرغم من أنّ ما يقرب من 60% من الفرنسيين يدعمون تدخل بلادهم في مالي، بحسب آخر استطلاع رأي أجراه معهد "إيفوب"، إلا أنّ الفرنسيين يتساءلون عن سبب استمرار تدفق الدمّ الفرنسي لوحده، وعن غياب التضامن الأوروبي، وهو ما يطرح كثيراً من الأسئلة، عن جدوى البقاء في أرض المعركة، خصوصاً وسط موجة معادية للوجود الفرنسي في مالي.

وانتبه كثير من المراقبين السياسيين للفرق الكبير بين اللحظة التي استُقبل فيها رئيس الجمهورية الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، في مالي، يوم 2 فبراير/شباط 2013، والتي اعتبرها هولاند "أجمل يوم في حياته السياسية من دون شك"، وهذه الأيام التي يُعبّر فيها الماليون عن رغبتهم في رحيل القوات الفرنسية التي قد تصبح قوات "احتلال".