وقال مصدر جزائري رفيع المستوى، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ وفداً وزارياً رفيعاً سيرافق تبون بزيارته إلى تونس، والتي تُجرى في 16 و17 من الشهر الحالي.
ويضم وفد تبون، خلال الزيارة، كلاً من وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم، ووزير الطاقة محمد عرقاب، ووزير الداخلية كمال بلجود، ووزير التجارة كمال رزيق.
وبحسب المصدر، فإنّ الزيارة ستبحث جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما سيتخللها التوقيع على اتفاقيات عدّة، إلى جانب مناقشة تنفيذ اتفاقيات ظلت معطلة منذ فترة، خاصة في ما يتعلق بإنشاء ثلاث مناطق حرّة للتبادل التجاري، وقّع عليها البلدان منذ عام 2008، وصادقت عليها السلطات العليا عام 2013، لكنها لم تنجز حتى الآن.
وفي أعقاب زيارة الرئيس الجزائري، سيُعقد اجتماع للجنة المشتركة العليا برئاسة رئيسي الحكومة في البلدين عبد العزيز جراد وإلياس الفخفاخ، لوضع آليات تنفيذ ما سيتم التوصل إليه من اتفاقيات خلال الزيارة، وبعث برامج تنمية المناطق الحدودية، فضلاً عن عقد مجلس أعمال اقتصادي مشترك لدراسة مشاريع اقتصادية مشتركة، ودعم التعاون بين رجال الأعمال والمستثمرين، والتنشيط السياحي حيث يفد إلى تونس كل سنة أكثر من مليوني سائح جزائري.
وتتطلع الجزائر عبر هذه الزيارة إلى استدراك علاقات الشراكة السياسية والاقتصادية مع تونس، بعد تراجع نسبي منذ عام 2013، إثر مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، حيث تراجع حضور الجزائر وتأثيرها في المشهد التونسي، وهو ما استفادت منه دول أخرى كفرنسا والمغرب تحديداً.
واللافت أنّ زيارة الدولة التي سيقوم بها تبون إلى تونس تعد أول زيارة دولة لرئيس جزائري تستمر ليومين، منذ أكثر من ثلاثة عقود، ومنذ آخر زيارة بهذا المستوى قام بها الرئيس الشاذلي بن جديد إلى تونس عام 1986، وهي أول زيارة دولة لرئيس جزائري إلى تونس منذ من 11 عاماً.
وتعود آخر زيارة قام بها بوتفليقة إلى تونس، لأكتوبر/ تشرين الأول 2009، ولم يقم بعدها بأي زيارة بعد ثورة 2011، فيما قام رئيس الدولة الجزائري السابق عبد القادر بن صالح، في يوليو/ تموز الماضي، بزيارة قصيرة للمشاركة في مراسيم تشييع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
وتُعد زيارة تبون المنتظرة إلى تونس فرصة لتعزيز المواقف والتفاهمات السياسية بين البلدين إزاء عدد من القضايا الإقليمية، كالأزمة الليبية التي تتوافق فيها الجزائر وتونس على رفض التدخلات الأجنبية، ورفض الحل العسكري، والاعتراض على هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، والدعوة إلى حل سياسي ومؤتمر حوار وطني يجمع كل الفرقاء الليبيين.
وإضافة إلى الرؤية السياسية، ترتبط الجزائر وتونس باتفاق تعاون في مجال الطاقة، حيث تستفيد تونس من أسعار تفاضلية في ما يخص الغاز، وتأخذ نسبة 5% من حصة أنبوب الغاز الذي يعبر أراضيها إلى إيطاليا.
ويربط اتفاق تعاون عسكري بين البلدين منذ 2013، إذ يجري تنسيق عمليات مكافحة الإرهاب على الحدود حيث تتمركز مجموعات تتبع تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في مناطق جبال سمامة والشعانبي ومغيلة التونسية قرب الحدود مع الجزائر.
كذلك يربط البلدين، اتفاقٌ أمني واستخباراتي وقع في 9 مارس/ آذار 2017، ودخل حيز التطبيق، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، يشمل التعاون في مجالات مكافحة الأعمال الإرهابية وتمويل الإرهاب، وتبادل المعلومات الأمنية الموثوق فيها.
وقدمت الجزائر، أخيراً، وديعة مالية قدرت بـ150 مليون دولار للبنك المركزي التونسي، وأُجِّل سداد قروض سابقة، بسبب الظروف الداخلية التي تمر بها تونس.
وكان تبون قد تعهد، في وقت سابق، بالقيام بزيارة إلى تونس، وقَبل بدعوة وجهها له مباشرة الرئيس التونسي قيس سعيد، والذي قام بزيارة إلى الجزائر، في 2 فبراير/ شباط الماضي.
وتعد زيارة تبون إلى تونس ثاني زيارة خارجية له، منذ تسلّمه السلطة، في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد زيارة إلى السعودية، في فبراير/ شباط الماضي، بينما تعد ثالث سفرة له خارج البلاد بعد مشاركته في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، بداية يناير/ كانون الثاني الماضي.