الرئاسيات الأميركية: بايدن يتقدم ويسمّي نائبته في أغسطس

26 يوليو 2020
مناصرة لبايدن وأخرى لترامب في كانساس (فرانس برس)
+ الخط -

مع دخول السباق الرئاسي للبيت الأبيض أيامه المائة الأخيرة، تزداد المؤشرات حول حصول معركة قاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن. وأبرز علامات المعركة تجلّت في ارتفاع نسب التأييد الشعبي لبايدن، فضلاً عن ارتفاع أعداد المتبرّعين له قياساً على ترامب. علماً أن الرئيس كان مطمئناً قبل أشهر قليلة لإعادة انتخابه، بسبب التقدم الاقتصادي، غير أن تدهور الأوضاع الاقتصادية، وسوء تعامل إدارته مع فيروس كورونا، ومحاولة قمع التظاهرات ضد العنصرية التي اتخذت منحى عنيفاً في بورتلاند ـ أوريغون في الأيام الأخيرة، أضعفت قوة ترامب، في وقتٍ يستعد فيه حاكم ولاية ديلاوير الأسبق لتسمية مرشحة لنيابة الرئاسة، في 1 أغسطس/آب المقبل، حسبما وعد.

وقبل بضعة أيام من تسمية المرشحة الموعودة، كان للكاتب آرون بلايك في صحيفة "واشنطن بوست" تقرير عن المرشحات، حصر فيه الخيارات بين 12 مرشحة، بدءاً من ستايسي أبرامز، التي كانت زعيمة الأقلية الديمقراطية في ولاية جورجيا، ثم أضحت أول امرأة من أصول أفريقية تترشح لمنصب سيناتور الولاية. النقطة الأضعف تكمن في انتمائها لجورجيا، ما يُضعف حظوظها. ففي حسابات بايدن، يجب اختيار مرشحة تنتمي لولاية متأرجحة بغية كسب أصواتها بالكامل في الرئاسيات، مثل ولايات فلوريدا وميشيغن وويسكونسن. اسم آخر برز في الفترة الأخيرة، سيناتورة ولاية رود آيلاند، جينا رايموندو، التي ساهمت في تطبيق إجراءات مكافحة فيروس كورونا بشكل لافت، ما وضعها على لائحة المرشحات.


تبقى كامالا هاريس الأوفر حظاً لنيابة بايدن في البيت الأبيض

أما تامي بالدوين، سيناتورة ويسكونسن، فتبدو مثالية، بسبب تاريخها النضالي وانتمائها لولاية متأرجحة، إلا أنها قد تؤدي إلى إبعاد القاعدة المحافظة عن بايدن، بسبب مثليتها، ودفاعها عن حقوق المثليين. كما أن تصنيف ويسكونسن ضعيف على صعيد الأعمال، ما يثير توجس رجال الأعمال على مستوى الولايات المتحدة. أما بالنسبة لحاكمة ولاية ميشيغن، غريتشين ويتمر، فإن تراجعها في الفترة الأخيرة قد يُبعدها عن الترشيحات، لكن وجودها في ميشيغن قد يشفع لها، خصوصاً في ظلّ مواجهتها لترامب بسبب تعامله السلبي مع فيروس كورونا. بالنسبة إلى حاكمة ولاية نيومكسيكو، ميشيل لوخان غريشام، وهي المرشحة الوحيدة من أصول لاتينية، فإنها تصدرت المواجهة في سياق المواجهة مع كورونا، لكن بلايك يتوقع عدم تحولها إلى اليد اليمنى لبايدن.

في أتلانتا، في ولاية جورجيا، تبدو العمدة كيشا لانس بوتومز، مرشحة قوية، في ظل تعاملها القوي مع فيروس كورونا، وبروزها في التظاهرات الرافضة للعنصرية وعنف الشرطة، بعد مقتل جورج فلويد في مينيابوليس ـ مينيسوتا، في 25 مايو/أيار الماضي. لكن لانس بوتومز، لن تنجح حيث ستفشل أبرامز، وفقاً لبلايك. في كاليفورنيا، تبرز النائبة من أصول أفريقية، كارن باس، المعروفة بانتقاداتها الحادّة لترامب، ومع إصرارها على رفضها الترشح مستقبلاً لمنصب الرئاسة "بسبب كبر سنّها" بحسب وصفها، يعتبر بلايك أن فرصتها الوحيدة تكمن في أن يختارها بايدن نائبة له في المرحلة الحالية. في فلوريدا، يلمع اسم فال ديمينغز، مسؤولة قسم شرطة أورلاندو سابقاً، ونائبة حالية، إلا أن حظوظها لم تصل إلى حدّ ترشيحها إلى جانب بايدن، بحسب الكاتب في "واشنطن بوست"، الذي يعتبر أنها "وصلت إلى قمة حياتها المهنية"، ولن تكون في البيت الأبيض. بعد ديمينغز، يأتي دور سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، ويعرفها بايدن جيداً. وكان لها موقف لافت في احتجاجات فلويد، معتبرة أن ما حصل كان لحظة مفصلية، لكنها رأت أن التعاطف لم يحقق تقدماً كبيراً، بسبب تفشي كورونا والتدهور الاقتصادي والحملة الانتخابية للرئاسيات. وصف بلايك رايس بأنها "صاحبة أكثر السِيَر الشخصية إثارة للإعجاب".

اسم آخر يسطع: سيناتورة إيلينوي، تامي داكوورث، التي هوجمت مراراً من جمهوريين يشككون في ولائها للبلاد، رغم أنها كانت جندية سابقة في الجيش الأميركي، وخسرت قدميها وجزءا من يدها اليمنى، في عملية عسكرية في العراق عام 2004. إلا أن الشكوك الجمهورية تنبع من تأييد داكوورث إزالة تماثيل أول رئيس أميركي: جورج واشنطن. في المقابل، تبدو المرشحة السابقة لدى الديمقراطيين، سيناتورة ولاية ماساشوستس، إليزابيث وارن، قريبة من نيل الأفضلية لدى بايدن، رغم صدامها معه في الانتخابات التمهيدية. فبالنسبة لفريق بايدن، فإن وارن تمثل جناح بيرني ساندرز، واختيارها يعني استمالة القاعدة اليسارية الديمقراطية بالكامل لمصلحة بايدن. مع ذلك، فقبل 1 أغسطس، يرى بلايك أن سيناتورة كاليفورنيا، كامالا هاريس، تبقى الأكثر ترجيحاً، لا بل "الخيار الآمن" لضمان معركة متوازنة مع ترامب.


حصل بايدن على تبرّعات من ولايات السواحل، أما ترامب فمن الأرياف والجنوب

مع العلم أن الأرقام الأخيرة مشجعة لبايدن، ففي تقرير للثلاثي، رايشل شوري، كي كي ريبيكا لاي، توماس كابلان في صحيفة "نيويورك تايمز"، حصل بايدن على تبرّعات من 1.6 مليون شخص في مقابل 1.2 مليون لترامب، أي بزيادة كبيرة تبلغ 400 ألف متبرّع، في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وفقاً لبيانات لجنة الانتخابات الفدرالية. حتى أن بايدن تقدم في التبرّعات في 26 ولاية، من بينها بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية، أما ترامب فحصل على تبرّعات أكثر في 24 ولاية، منها فلوريدا وأريزونا. كما تصدّر بايدن لوائح متبرّعي السواحل الشرقية والغربية للبلاد، فيما نال ترامب دعم متبرّعين من المناطق الريفية. ولوحظ أن المتبرّعين الديمقراطيين صبّوا جهودهم بشكل لافت نحو بايدن، بعد معركة انتخابية تمهيدية قاسية، وهو أمر لم يكن متوقعاً بهذه الكثافة.

وحلّل الصحافيون الثلاثة تفصيلياً، وللمرة الأولى في التاريخ، أماكن التبرّعات على الساحل الشرقي، فكسب بايدن تبرّعات من الجهة الغربية العليا من منهاتن، والعاصمة واشنطن، وأجزاء من بروكلين. أما التبرّعات المخصصة لترامب في الساحل الشرقي، فحصل عليها من المجتمع المتقاعد في وسط فلوريدا، فضلاً عن تبرّعات جنوبية من ولاية هيوستن وفينيكس ـ أريزونا وضواحي لاس فيغاس في نيفادا، ومقاطعة أورانج في كاليفورنيا. أما بشكل عام، فقد حصل بايدن على دعم أكثر في كاليفورنيا ونيويورك (معقل ترامب) وماساشوستس، في مقابل تقدم ترامب في تكساس وفلوريدا وأوكلاهوما.