الرئاسة اللبنانية: العودة إلى ما قبل ترشيح فرنجية وعون

21 يناير 2016
اتفاق جعجع وعون مازال محط تجاذبات بلبنان (العربي الجديد)
+ الخط -

أجمعت مصادر سياسيّة في لبنان على أن الظروف السياسيّة الإقليميّة لا تسمح حاليا بانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً مع تصاعد حدة التوتر السعودي ــ الإيراني. وتُشير هذه المصادر إلى أن الأيام المقبلة كفيلة بتخفيف "وهج" اتفاق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، "كما خفّ وهج مبادرة الرئيس سعد الحريري بانتخاب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رئيساً بشكلٍ تدريجي".


وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن حركة أمل (برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري) وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي (برئاسة النائب وليد جنبلاط)، مستمرون بدعم ترشيح فرنجية. وأكّدت مصادر قريبة من هذا الفريق، أن حزب الله ليس من الوارد أن يمارس ضغطا كبيرا على فرنجية أو بري لدعم عون، لكنها أشارت في الوقت عينه، إلى عدم إمكانية انتخاب فرنجية من دون موافقة حزب الله.

اقرأ أيضاً: الرئاسة اللبنانية: ضغوط متعددة على سليمان فرنجية

وقد يكون موقف اللقاء الديمقراطي الذي صدر بعد اجتماع لأعضائه برئاسة النائب وليد جنبلاط مؤشرا لتراجع احتمال حصول الانتخابات الرئاسيّة في المدى القريب. إذ أكّد بيان أعقب اللقاء على استمرار "ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو الذي يمثل خط الاعتدال ونهج الحوار".

وشدّد البيان على أن "اللقاء ثمن خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية باعتبارها تشكل مخرجاً من الأزمة، ويرى في الوقت ذاته أن الترشيح الحاصل من قبل العماد ميشال عون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني التي يديرها الرئيس نبيه بري مع التأكيد أن هذه المواصفات لا تلغي دور المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية".

لكن، أهم ما جاء في بيان اللقاء الديمقراطي، تأكيده استمرار ترشيح الحلو للرئاسة. ويأتي التذكير باستمرار ترشيح الحلو، رغم تأييد فرنجية، كمؤشّر إلى عودة الانقسام حول الانتخابات الرئاسيّة إلى الأيام الأولى للفراغ، عندما "هرب" اللقاء الديمقراطي من دعم ترشيح عون أو جعجع، بترشيح الحلو. وبالتالي، فإن هذا البيان يُشير إلى أن ترشيح جعجع لعون، أبطل مفاعيل ترشيح الحريري وجنبلاط لفرنجية.

وفي السياق ذاته، أكّد النائب في كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت لـ"العربي الجديد" أن فريقه السياسي مستمر بترشيح فرنجية، وأن انتخاب عون يُمثل "انعطافة إقليميّة بما يمثّله عون والتزاماته تجاه حزب الله وإيران، وبمواقف وزير الخارجيّة جبران باسيل في مناسبات عديدة" في إشارة إلى موقفه الأخير في اجتماع وزراء الخارجية العرب حيث امتنع على التوقيع على البيان الختامي.

ولفت فتفت، إلى أن فريقة كان يتمنى النزول إلى مجلس النواب والمشاركة في جلسة الانتخاب واختيار عون أو فرنجيّة، لكنه أشار إلى أن عون لا يبدو أنه يرغب في ذلك حالياً، بما أنه لم يضمن انتخابه بعد، وهذا ما يجعل احتمال انتخاب رئيس في المدى القريب ضئيلاً.

من جهته، استبعد النائب في كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم أن "يتم إنجاز الانتخابات الرئاسية في جلسة الثامن من فبراير/شباط المقبلة إذا ما بقيت المواقف على حالها"، مشيراً إلى أن "الرئيس نبيه بري يتريث كي تتبلور جميع المواقف قبل الإعلان عن موقفه".

وهكذا، تنتظر مختلف الكتل السياسيّة موقف حزب الله من خطوة جعجع، خصوصاً أن كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابيّة) لن تعقد اجتماعاً عصر اليوم، كما جرت العادة.
وفي انتظار موقف حزب الله، فإن جميع المؤشرات تدل على استمرار الفراغ في الرئاسة الأولى في لبنان، وهو فراغ ممتد منذ 25 مايو/أيار 2014، موعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان.