الرئاسة الفلسطينية: مستعدون للتعامل مع أية حكومة إسرائيلية تلتزم بالوصول إلى السلام

03 مارس 2020
السلطة ما زالت تمد يدها للحوار (عصام ريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

أعرب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الثلاثاء، عن استعداد السلطة الفلسطينية "للتعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بالوصول إلى السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967".
وأضاف، في تصريح له، أن "نتائج الانتخابات الإسرائيلية هي شأن داخلي، وما يهمنا فقط هو الحفاظ على حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة وفي مقدمتها القدس ومقدساتها، ولن نسمح لأي أحد بتصفية قضيتنا".


وزاد قائلا إن "شعبنا الفلسطيني، بقيادة الرئيس محمود عباس، سيبقى صامدا فوق أرضه، متمسكا بثوابته الوطنية، وسيفشل جميع المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، وسينتصر كما انتصر في كل المعارك التي خاضها دفاعا عن حقوقنا الوطنية".
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين من السياسات والخطوات التي سيقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، في حال نجح في تشكيل الائتلاف الحكومي، الذي ترجح النتائج الجزئية فوزه في الانتخابات التي جرت الأحد، في جولة الإعادة الثالثة.
وتابعت الخارجية في بيانها "يتضح من نتائج الانتخابات الإسرائيلية فوز معسكر اليمين وبرنامجه القائم على الضم والتوسع الاستيطاني، والتطهير العرقي، وطرد المواطنين، والاستيلاء على الأراضي، وهدم المنازل، والاغتيالات، وإنهاء حلم الدولتين وفكرة إقامة دولة فلسطينية، وغيرها من البنود التي ظهرت بشكل واضح خلال الحملة الدعائية التي سبقت الانتخابات، والتي أكد عليها نتنياهو في خطاب الفوز عندما تحدث بشكل صريح عن ضم الأغوار والمستوطنات، وهو ما وجد صداه لدى شريكه في نفس المعسكر نفتالي بينيت، الذي تفاخر برفضه المطلق لإقامة دولة فلسطينية، واعدا بإسقاط أية حكومة إسرائيلية تتجرأ على الحديث عن هذا الموضوع".
وأدانت الخارجية بأشد العبارات تصريحات ومواقف نتنياهو التي وردت في خطاب الفوز، معبرة عن قلقها الشديد من "نتائج الانتخابات الإسرائيلية، ومن السياسات والخطوات التي سيقدم عليها نتنياهو في حال نجح في تشكيل الائتلاف الحكومي، وقال إن حدوده تقع أين تصل طائراته، ويتفاخر بعلاقته المتينة مع الإدارة الأميركية".
وقالت الخارجية: "نتنياهو بدأ حملته الانتخابية على عتبة البيت الأبيض مع الإعلان عن الفصل الأخير لـ"صفقة القرن"، وهو ما سمح لزعيم الليكود بتغيير حالة الجدل، وأعاد ضخ الدماء الأيديولوجية في "عروق" المعسكر اليميني للتبشير ببنود الصفقة وثمارها المرجوة في معاقل اليمين، والدعم الذي قدمه (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب ساهم بشكل رئيسي في الانتصار الذي حققه".
وأكدت خارجية فلسطين أن "المجتمع الدولي إزاء رسالتين، رسالة الشعب الفلسطيني وقيادته التي تدعو لمفاوضات جادة فلسطينية- إسرائيلية بإشراف دولي متعدد الأطراف، لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، ورسالة إسرائيلية عناوينها الضم، وإسقاط حل الدولتين، وتقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة".
ودعت المجتمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بالمقارنة بين الرسالتين، وطالبته بأخذ مواقف تجاه العداء الإسرائيلي المتفشي في نظام دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وضد المفاوضات وحل الدولتين.
وقالت الخارجية الفلسطينية: "يعتقد اليمين أن صفقة القرن هي فرصة ثمينة لتحقيق الضم وفرض الأمر الواقع، وأنه لا يرى أية حاجة للتفاوض على أسس أخرى غير شروط الاستسلام التي جاءت في الصفقة القرن"، مؤكدة أن "القضية الآن برسم المجتمع الدولي برمته، وأن مصداقية الأمم المتحدة ومؤسسات الشرعية الدولية وقراراتها على محك الاختبار النهائي وقبل فوات الأوان".
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، والتي عُقدت في مدينة رام الله اليوم، أن إعادة انتخاب نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، يشكل دليلاً على أن المجتمع الإسرائيلي يزداد تطرفاً ويمينيةً، محذراً من العواقب التي تترتب على سياسات الضم والتوسع الاستيطانية وعمليات القرصنة للأموال الفلسطينية، والتي من المتوقع أن تقرها التشكيلة الحكومية الجديدة في إسرائيل.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني عزم الشعب الفلسطيني على مواجهة المرحلة الجديدة بكل ما تحمله من تحديات، وفي مقدمتها عمليات الضم والتوسع الاستيطاني، لا سيما في منطقة الأغوار، والتي ترمي إسرائيل من ورائها إلى تحويل المدن والقرى الفلسطينية إلى "بانتوستانات" وجزر منفصلة.


من جانب آخر، وجه رئيس الوزراء الفلسطيني التحية إلى الصامدين من أهلنا في "بيتا" و"جبل العرمة"، الذين هبوا لحماية أرضهم ومواقعهم الأثرية في مواجهة أطماع المستوطنين للسيطرة على الأرض وما تكتنزه من ثروات، ومحاولات السطو على الرواية التاريخية الفلسطينية عبر السيطرة على المواقع الأثرية في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية.

المساهمون