أكد وزير خارجية الدنمارك كريستيان يانسن، عدم إمكانية الوصول إلى حل سلمي في سورية بوجود نظام بشار الأسد في السلطة، معتبراً أنّ التقدم العسكري ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ربما يخفف عن نظامه، لكنّ ذلك "لا يجعله حليفاً للغرب".
ودعا يانسن، في مقابلة مع صحيفة "انفورماسيون" الدنماركية، اليوم الإثنين، إلى محاكمة الأسد ومن معه من المسؤولين في "جرائم حرب"، قائلاً إنّ "ذلك في الواقع سيكون صعباً"، معتبراً أنّه "لا يمكن الوصول إلى حل سلمي بوجود نظامه في السلطة، لأنّ الأسد جزء من المشكلة وليس من الحل".
وأعرب يانسن عن رغبته برؤية الأسد ماثلاً أمام المحكمة، "لكن إذا كان ذلك سيعيق الحل السلمي فإنّنا لن نراه قريباً"، كما قال. ووصف ما يجري في سورية بأنّه "أكبر جريمة حرب في عصرنا الحديث"، مشدّداً على ضرورة الوصول إلى حل ينهي الحرب، ويمكّن السوريين من اختيار حكمهم بشكل حر وديمقراطي.
وعمّا إذا كان الأسد قد أصبح في الغرب جزءاً من التحالف ضد (داعش)، قال يانسن:" أبداً، نحن لسنا في ذات الصف. ومقولة "عدو عدوي صديقي" هي مقولة تبسيطية"، مضيفاً أنّ "التقدم العسكري ضد داعش ربما يخفف عن الأسد، لكن ذلك لا يجعله حليفاً للغرب".
وأكد يانسن أنّ بلاده مضطرة للمشاركة في العمل العسكري والمدني لإيقاف (داعش)، مشيراً إلى أنّ الدنمارك لن تتردد في إرسال طائرات (أف 16)، ودعم تدريب المعارضة السورية لإسقاط نظام الأسد.
وأوضح يانسن أنّ الدنمارك تدعم المعارضة السورية سياسياً، ولكن ليس عبر السلاح والتدريب، قائلاً "لدينا موقف مؤيد لها، لكنّنا لم نصل بعد إلى الدعم العسكري".
ويقول الكاتب الصحافي نيقولاي بيترسن، المختص في العلاقات الدنماركية الشرق أوسطية، لـ"العربي الجديد" إنّ تصريحات يانسن "ليست منفصلة عمّا يدور في الكواليس من واشنطن إلى موسكو وبرلين عن محاولات إيجاد مخرج سياسي تشارك فيه بعض الدول"، معرباً عن اعتقاده بأن المسألة لن تنجح قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويستند بيترسن في تحليله إلى قول وزير الخارجية "علينا الآن أن نختار: هل نريد حلاً يوقف معاناة المدنيين؟.. إذاً هذا يتطلب إيجاد حل للأسد.. وإلا سنكون أمام مأزق من دون حل".
وفي السياق، يؤكد عضو في لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الدنماركي لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه، أنّ "البحث عن خروج الأسد مع مجموعة من المحيطين به، يتم تداوله منذ فترة بشكلٍ جدي".
ورأى وزير الخارجية، أنّ الوضع في العراق لا يبشر بالخير، مؤكداً أنّ التقدم العسكري ضد (داعش) يحتاج إلى إصلاحات سياسية.
وأمل يانسن تشكيل حكومة عراقية تضم الجميع، مضيفاً أنّ المشكلة تكمن في عدم تقديم الدعم الكافي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، معتبراً في الوقت عينه أنّ "حكومة العبادي هي أفضل الممكن للعراق من أجل الوصول إلى مصالحة".