الدنمارك تدعو لفرض عقوبات على إسرائيل

22 سبتمبر 2014
تظاهرات منددة بالعدوان على غزة (عرفان جميل أوغلو/الأناضول)
+ الخط -
طالب وزير الخارجية الدنماركي، مارتن ليدغارد، اليوم الإثنين، في تصريحات شديدة اللهجة، باتخاذ "سياسات متشدّدة وجديدة وتحوّلات باتجاه إسرائيل، لدفعها إلى تقديم تنازلات في مفاوضاتها مع الفلسطينيين". 

ودعا، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "يولاندس بوستن"، إلى "وجوب أن تُفرض عقوبات بحق إسرائيل، دانماركياً وأوروبياً"، معتبراً أنّ "العقوبات في المجال التجاري أمر حيوي".

وتتزامن هذه التصريحات، مع زيارته المقررة إلى مصر هذا الأسبوع، وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأنّ "هذا الطرح الجديد والعلني، سوف يقدّم على طاولة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي". وأوضحت أنّ زيارة "ليدغارد إلى مصر، تهدف أيضاً إلى الاطلاع على ما يدور من مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين".

وفي السياق ذاته، أكّدت مصادر محلية أخرى لـ"العربي الجديد"، أنّ "وزير الخارجية يحمل أيضاً مقترحات في جولته المصرية، تتضمّن نشر مراقبين دوليين، ورفع الحصار عن غزة، بما يضمن حريّة تحرّك الفلسطينيين والبضائع، في الاتجاهين".

وتعد تصريحات وزير الخارجية، الأولى من نوعها في الدنمارك، إذ سبق أن رفضت رئيسة الوزراء، هيلي تورنينغ شميت، انتقاد إسرائيل أثناء عدوانها على غزة.

من جهته، وصف مقرّر الشؤون الدفاعية في حزب "اللائحة الموحدة" اليساري وعضو السياسات الخارجية في البرلمان، نيكولاي فيلمومسن، خطوة ليدغارد بأنّها "صحيحة".

وقال إنّ "حزبه سيدعمها، وهي في الاتجاه الصحيح، الذي يدعو إليه الحزب منذ زمن"، مضيفاً: "لتفهم إسرائيل عواقب خرق القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين. ونحن نطالب وزير الخارجية بترجمة أقواله إلى أفعال".

وفي سياق متّصل، طالب حزب "الراديكال" (وسط)، برفع الحصار عن غزّة ووقف عمليات الاستيطان "لأن الأمر يدمّر إمكانيّة حلّ الدولتين".

وعلى الرغم من توافق الحزب اليساري مع موقف ليدغارد، لكنّه في المقابل لم يمر من دون استنفار أصدقاء إسرائيل في الأحزاب اليمينية، وفي مقدمها حزب "المحافظين"، الذي ذهب مقرّر شؤونه الخارجيّة في البرلمان، لارس بأرفود، إلى انتقاد تصريحات ليدغارد.

وأبدى بأرفود استغرابه "كيف أنّ رئيسة وزرائنا من الاشتراكي الديمقراطي، توافق على هذه التصريحات وتتفهّمها، لاسيّما أنّها تعبّر عن موقف الحكومة بزعامتها"، مشدداً على أنّ "فرض عقوبات ومقاطعة على "الديمقراطية" الوحيدة (...) في الشرق الأوسط، أمر خاطئ".

وعلى الرغم من أن مقترح وزير الخارجية قد يسبّب معارضة وانقسامات برلمانية، خصوصاً من معسكر اليمين المتطرّف بزعامة "حزب الشعب الدنماركي"، المؤيد لإسرائيل والمتشدّد داخلياً بشأن المهاجرين، ولا سيّما العرب منهم، لكنّ الشارع الدنماركي لا يتوافق مع هذا المعسكر، وكان لافتاً تعاطف ثلث المواطنين الدانماركيين مع الفلسطينيين، أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير.

ومن الواضح أن تغيّر المزاج الشعبي تجاه عدوانيّة إسرائيل وشرعيتها، التي لم يكن أحد ليجرؤ على التشكيك بها، بات اليوم مسانداً لأيّ خطوة تصعيديّة باتّجاه دولة الاحتلال. وبحسب "الحملة الدنماركية"، بات المزاج العام في البلاد، يرى دولة الاحتلال موازية لرؤيته، في السابق، لنظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.

وقالت المتحدثة الرسميّة باسم الحملة إيرينا كلاوسن، لـ"العربي الجديد"، إنّه "يجب أن تستمر الضغوط حتى نجعل مكانة إسرائيل في الوعي الشعبي، مثلما كانت عليه جنوب أفريقيا"، مضيفة: "كم نحتاج اليوم لأن نرى حركة فلسطينيّة وعربيّة، تقاطع إسرائيل وليس فقط بضائع المستوطنات".
المساهمون