ووفقا لما ذهبت إليه القناة الدنماركية الثانية، فإنه "سيكون على الشعب التحضّر لمشهد الجيش يحمل بنادق آلية. وإن كان هذا المشهد يربط عادة بمناطق حروب"، ويبقى الهدف المعلن هو "التخفيف عن الضغط الذي تواجهه الشرطة الدنماركية"، وفق ما يقوله السياسيون.
ولم يخف مقرر الشؤون العدلية في حزب الشعب، بيتر كوفود بولسن، رأي السياسيين في "أن نشر عدد كبير من قوات الجيش الاحترافيين وتدريبهم على حراسة الأماكن الحساسة، سيجعل الشرطة تركز على قضايا أخرى منوطة بها".
وتعالت الأصوات المطالبة بنشر الجيش، على الطريقة الفرنسية، وذلك منذ فبراير/شباط 2015، بعد هجوم كوبنهاغن الفردي، ويركز حزب الشعب على أنه يمكن نشر الجنود "قرب المعاهد والمعابد اليهودية وفي منطقة نوربورت بكوبنهاغن (التي يقطنها عدد كبير من المهاجرين)".
وحسب المعطيات المتوفرة، ظهر اليوم الاثنين، فإن غالبية برلمانية بدأت بالتشكل لمساندة هذا المقترح، فحزب "الاجتماعيين الديمقراطيين" المعارض و"تحالف الليبراليين" والمحافظين يؤيدون المقترح بنشر الجنود للقيام بدوريات حراسة.
وبرر الحزب الاجتماعي الديمقراطي تأييده على لسان مقررة الشؤون العدلية في البرلمان، ترينا برامسن، بالقول: "منذ فترة طويلة ونحن ننادي بأن يكون لوزارة الدفاع دور في مساندة الشرطة في عملياتها، ونحن ننتظر دعوة وزير العدل، سورن بيند، لاجتماع من أجل اتخاذ قرار في المسألة".
وانقسم الشارع الدنماركي بين مؤيد ومعارض لمشهد انتشار جنود في شوارع المملكة الهادئة، لكن حزب الشعب اليميني المتشدد يبدو أنه بات يفرض رؤيته لكيفية "التصدي للإرهاب". والمثير في الأمر تعليقات بدأت تنهال بأن "هذه الحراسات ضرورية في وجه المحمديين (المسلمين)".
أقصى اليسار الدنماركي يرى أن "عسكرة الشارع إشارة خاطئة وتزعزع الثقة بالأمان في بلدنا". لكن يبدو أن الأمر سيسير نحو التطبيق، إذ أعلنت وزارة الدفاع أنها دربت مع الشرطة "400 شخص كانوا جاهزين للقيام بمهام تفتيش واستقبال اللاجئين في المعسكرات".
ولا يأبه يمين ويسار الوسط لتلك المخاوف، بل يبرر هذا التوجه الجديد، (وهو الأول منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث نزل الجيش في وجه الشيوعيين لفترة قصيرة)، بالادعاء بأن ذلك ضرورة "للحفاظ على الأمن والطمأنينة بين الناس"، بحسب تصريحات حزب الشعب، صاحب المقترح الذي بات يجد تأييدا برلمانيا.
ولم تذهب برامسن، من الاجتماعي الديمقراطي المعارض، بعيدا عن ذلك الموقف عندما صرحت "طبعا من الخطأ في بلد حر كالدنمارك أن تنتشر قوات الجيش، ولكن ما نرغبه ليس تسيير دوريات، بل حراسة أماكن محددة".