الدنمارك: "ليستيريا" تقتل 13 وتصيب 28

ما إن انتشر خبر ظهور بكتيريا "ليستيريا" في منتجات اللحوم الدنماركية، حتى تم الكشف عن موت 13 شخصا واصابة 28 أخرين بهذه البكتيريا، التي تظهر عادة في المواد الغذائية، سواء الطازجة أو المعالجة.

معظم من توفوا هم من المرضى وكبار السن، والذين تناول أكثرهم لفافة النقانق الشهيرة في الدنمارك والمطبوخة من لحم الخنزير والملفوفة بطبقة دهون.

الشركات المنتجة لتلك النقانق تأخرت في ابلاغ المستهلكين بالتوقف عن تناولها، وسحب ما هو متواجد في الأسواق منها. الأمر الذي أثار غضب المستهلكين وجمعيتهم، التي طالبت "هيئة الغذاء الوطني" بتقديم توضيحات.

بدورها، قدمت الهيئة توضيحاً يفيد أن "القانون يمنع الطرح العلني لأسماء الشركات المنتجة أو نوع المادة قبل أن تكون القضية قد عولجت لاطلاع المستهلكين عليها".

هذا التأخر أدى وبحسب "جمعية المستهلكين" وأهالي المصابين إلى تفشي البكتيريا، والآن تقف الحكومة الدنماركية أمام معضلة رفع قضايا تعويض بمبالغ كبيرة، سواء من أهالي المتوفين أو المصابين.

وقامت أكبر الشركات المنتجة للحوم الدنماركية، "توليب"، بسحب كل منتجاتها المصابة بالليستيريا من الأسواق.

و"الليستيريا" بحسب الخبراء هي بكتيريا نادرة مقارنة بالسالمونيلا، لكنها أشد فتكا بالأشخاص فوق عمر الستين، وهؤلاء المدمنون على الكحول والحوامل والأطفال حديثي الولادة.

وإلى جانب "الليستيريا" عادت بكتيريا "سالمونيلا" لتتصدر السوق الدنماركي للبيض مرة أخرى، وهو ما يعد خسارة كبيرة لسوق الدواجن الذي عانى قبل سنوات من ذات البكتيريا.

الخبراء يعزون الانتشار البكتيري إلى الصيف الحار الذي مرت به البلاد، ولكنهم أيضا يحذرون من الخلط بين اللحم النيء وغيره من المواد الغذائية وضرورة مراعاة النظافة والفصل بين الأغذية.

ويعتبر الخبراء أن تناول البيض غير المسلوق بشكل كامل، أو تناوله نيئا مع اللحوم الطازجة في أكلة "تتار" الشبيهة بالكبة النيئة في بعض البلدان يحمل مخاطر الإصابة بالسالمونيلا.

ويكشف الآن النقاب عن أن بكتيريا الليستيريا تتمدد لتصيب قطعان الخنازير وماشية أخرى. واتخذت السلطات قرارا بحظر زيارة مزارع الخنازير، التي عادة ما تقوم بها المدارس الشعبية مع تلاميذها لتعريفهم بالحياة الزراعية وكيف تصلهم منتجاتها على موائدهم.

وتم الكشف الأسبوع الماضي عن أن بكتيريا الخنازير أصابت ما بين 6 و12 ألفا، توفي منهم 4 أشخاص.

وتطالب الدنمارك اليوم بقية دول الاتحاد الأوروبي بمواجهة جماعية للبكتيريا المنتشرة، لكن يبدو أنه لا يوجد معرفة كافية عند بقية البلدان الأوروبية فيما يتعلق بالإصابات الأخيرة لحظائر الخنازير في الدنمارك، والتي باتت تؤثر اقتصاديا وصحيا.