الدفاع المدني السوري يتغلّب على الثلوج بإمكانات ضعيفة

23 ديسمبر 2016
ثلوج متراكمة في إدلب (غيث عمران/ فرانس برس)
+ الخط -


قامت فرق الدفاع المدني السوري في حلب وإدلب خلال الأيام الثلاثة الماضية، بفتح طرقات وإنقاذ مدنيين عالقين بسبب تراكم الثلوج في ريفَي حلب وإدلب شمال سورية، حيث يعيش آلاف النازحين.

يوضح المكتب الإعلامي للدفاع المدني في إدلب لـ "العربي الجديد"، أنّ "تساقط الثّلوج بدأ بالانحسار عن منطقة شمال غرب سورية، بعد استمراره ثلاثة أيّام انقطعت فيها الطرقات الفرعية والرئيسية بمعظمها في ريفَي إدلب وحلب. كذلك غطّت الثلوج المخيّمات التي يقطنها النازحون إلى ريف إدلب من مناطق سوريّة مختلفة". يضيف أنّ "الثلوج تسبّبت بوقوع حوادث سير كثيرة على الطرقات. وقد أنقذت فرق الدفاع المدني المصابين بعد فتح الطرقات بجرّافات صغيرة، بينما سحبت السيارات العالقة. وعملت على فتح الطرقات المؤديّة إلى المراكز الطبية لتسهيل مرور سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين والمرضى".

في سياق متّصل، عمدت فرق الدفاع المدني في إدلب وحلب إلى توزيع الخبز على المناطق التي يصعب وصول سيارات المدنيين إليها بسبب تراكم الثلوج، بالإضافة إلى إخماد بعض الحرائق التي اندلعت في بعض مخيّمات النازحين نتيجة سوء استخدام الوقود. يُذكر أنّ عدداً من المدنيين أصيب بحروق، فتدخّل الدفاع المدني لإسعاف المصابين.

محمد الحلبي نازح في ريف حلب يقيم حالياً في مخيّم "يازي باغ" القريب من الحدود مع تركيا، يقول لـ "العربي الجديد" إنّ "الخيمة المجاورة لخيمتنا تعرّضت لحريق وأصيب على أثره امرأة وطفلة، فيما تمدّد الحريق إلى خيمتَين مجاورتَين. لكنّ تدخل الدفاع المدني حال دون وصول النيران إلى خيمتنا".

أمّا أحمد شيخو وهو من عناصر الدفاع المدني في إدلب، فيشير إلى مشاركة كل مراكز الدفاع المدني في حلب وإدلب في عمليات مساعدة المدنيين. ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "آليّات الدفاع المدني المتواضعة حاولت القيام بواجبها في حلب وإدلب لمساعدة المدنيين، على الرغم من أنّها غير مهيّئة لمثل هذه العواصف الثلجية، وعلى الرغم من ضعف الإمكانات اللوجستيّة من خلال نقص في المعدّات اللازمة". يضيف: "لكنّ الإرادة القوية لعناصر الدفاع المدني كانت العامل الأكبر في نجاح عمليات مساعدة المدنيين".

من جهته، يقول المنسّق الإعلامي للدفاع المدني السوري خالد خطيب إنّ "فرق الدفاع المدني السوري عملت بإمكاناتها البسيطة على مساعدة المدنيين في كل المناطق التي تعرّضت للعاصفة الثلجية". ويلفت إلى أنّ "أحد عناصر الدفاع المدني في مركز كفرتخاريم أصيب بكسر في قدمه أثناء العمل على فتح الطرقات".

تجدر الإشارة إلى أنّ منطقة إدلب وريفها بالإضافة إلى ريفَي حلب الغربي والشمالي التي تعرّضت خلال الأيام الثلاثة الماضية لعاصفة ثلجية، تعاني من أوضاع إنسانيّة رديئة نتيجة وجود آلاف النازحين في الملاجئ والخيام.

إلى ذلك، يفيد الناشط جابر أبو محمد بأنّ "خمسة مدنيين هم ثلاثة أطفال وامرأتان من مهجّري مدينة حلب قضوا اليوم الجمعة ودُفنوا في مقبرة الشهداء المجهولين في مدينة سراقب في ريف إدلب". يضيف أنّ "عمّال إحدى المنظمات الطبية عثروا عليهم وقد ماتوا بسبب البرد".