الحرب في اليمن والخلافات السياسية ما بين الحوثيين والسلطة الشرعية تمنع صرف رواتب الأساتذة الجامعيين الذين يستمرون في إضرابهم. الأساتذة ضحايا، ومعهم الطلاب الذين باتوا يتلقون دروسهم بجامعة صنعاء "ترقيعاً"
تستمر حالة الركود في جامعة صنعاء في ظل عدم انضباط العملية التعليمية من جراء الإضراب الذي دعت إليه نقابة هيئة التدريس في الجامعة ومساعديها مطلع العام الجاري. فالقائمون على الجامعة يحاولون الإبقاء على سير عملية التعليم من خلال تقديم دروس "ترقيعة" بحسب وصف أحد أعضاء النقابة الذي يفضل عدم ذكر اسمه. يقول: "مستمرون في إضرابنا عن العمل، لكنّ الدراسة لم تتوقف بشكل كامل، فبعض المدرسين التابعين لجماعة الحوثي، لم يمتثلوا لدعوات النقابة وخضعوا لضغط قيادة الجامعة التي تسيطر عليها الجماعة، وهم يمارسون أعمالهم بشكل متقطع. أما من استجاب وأضرب عن العمل، فقد استبدلته الجماعة بآخرين لا يعملون في الحقل الأكاديمي".
الأكاديمي في الجامعة يعبّر عن استيائه من تجاهل السلطات مطالب الأكاديميين وانعكاسات ذلك على العملية التعليمية. يضيف لـ"العربي الجديد": "تصرف سلطات صنعاء والحكومة الشرعية مبالغ كبيرة في أمور ثانوية، لكنها ترفض الاستجابة لمطالب الأكاديميين وتلبية احتياجاتهم بما يساعد على استئناف التدريس وإنقاذ مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب". يشير إلى أنّ كثيراً من الأكاديميين لا يملكون قوت يومهم أو ثمن الدواء لمن يعاني من مشاكل صحية.
وكان معظم الأساتذة قد أضربوا عن العمل استجابة لدعوات النقابة بسبب انقطاع مستحقاتهم منذ شهور وتراجع أداء إدارة الجامعة التي تتهمها نقابة التدريس بتدمير العملية التعليمية.
اقــرأ أيضاً
من جانبه، يوضح الطالب في كلية التجارة والاقتصاد عباس محمد، أنّ الطلاب في إجازة إجبارية منذ أكثر من شهرين. يضيف أنّ الكلية أعلنت قبل فترة عن بدء استئناف الدراسة، يوم السبت في 13 مايو/ أيار الجاري. لكنّ الطلاب مع ذلك تفاجؤوا بغياب معظم الأكاديميين كالعادة. يقول: "حضر عدد قليل من الدكاترة، والبقية مضربون حتى صرف رواتبهم المتأخرة، ما شكل حالة من اليأس والإحباط لدى جميع الطلاب خصوصاً أنّه كان من المفترض أن تكون هذه الأيام هي الأخيرة في الفصل الدراسي الثاني". يشير إلى أنّهم كانوا يتمنون أن يكون شهر رمضان إجازة كالعادة، لتبدأ بعده اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني بحسب جداول الخطة الدراسية للأعوام الماضية. ويتساءل: "كيف يعلنون عن استئناف الدراسة بالرغم من عدم حلّ مشكلة الرواتب وإضراب معظم أعضاء هيئة التدريس؟ من الصعب تحمل أعباء الذهاب إلى الجامعة والعملية التعليمية شبه متوقفة".
الحال نفسها في كلية الهندسة في الجامعة، فالطالب شهاب العتمي يشكو من التوقف المتكرر للعملية الدراسية منذ بداية العام الدراسي 2016 - 2017 بسبب عدم صرف رواتب المدرسين. يقول لـ"العربي الجديد": "منذ آخر اختبار في الفصل الدراسي الأول قبل شهر ونصف، توقفت الدراسة تماماً في كلية الهندسة، ولا يبدو أنها ستُستأنف قربياً". يضيف أنّ هناك أخباراً تفيد بأنّ الدراسة سوف تُستأنف في الكلية بعد عيد الفطر في حال صرف ولو جزءا من مستحقات هيئة التدريس قبل شهر رمضان. يشير العتمي إلى أنّ وزارة المالية وعدت بتسليم رواتب الأكاديميين: "هذا يعني إلغاء الإجازة السنوية للطلاب، لكي يمكن لهم استكمال المقرر، قبل بدء العام الدراسي الجديد".
لا يختلف الحال في كلية المحويت عن بقية الكليات التابعة لجامعة صنعاء، فقد أنهت الكلية امتحانات الفصل الدراسي الأول في بداية أبريل/ نيسان الماضي، لكنها فشلت في البدء بالفصل الدراسي الثاني الذي كان من المفترض أن يكون في الشهر نفسه. مصدر في الكلية يؤكد أنّ الجامعة لم تقدم حتى سلفة للأكاديميين المحرومين من رواتبهم. مع ذلك، يؤكد المصدر الذي يفضل عدم ذكر اسمه، أنّ بعض الكليات التي يتولاها عمداء من الحوثيين بدأت الدراسة مثل كلية الآداب وكلية علوم الحاسوب وكلية الإعلام لكنّ نسبة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس رفضوا ممارسة عملهم. يقول: "الطالب والدكتور ضحايا، ويدفعون ثمن خلافات السياسيين. من المفترض أن تقوم الحكومة الشرعية بصرف رواتبنا كما وعدت. لكننا أصبحنا على ثقة بأننا ضحايا ومجرد أوراق سياسية".
وكانت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم قد شددت على مواصلة الإضراب عن العمل حتى تتحقق كلّ المطالب. وطالبت بـ"عدم الاستجابة للدعوات والوعود الفضفاضة التي ثبت مراراً عدم صدقها ولم يلمس لها أي وجود على أرض الواقع". ودعت النقابة جميع الأكاديميين والموظفين في الجامعة "إلى وحدة الصف النقابي حتى نيل الحقوق المشروعة" مؤكدة أنّ "أي تخاذل وتهاون سيكون له أثر سلبي على حقوق منتسبي الجامعة وعلى أدائها الأكاديمي والإداري برمته".
اقــرأ أيضاً
تستمر حالة الركود في جامعة صنعاء في ظل عدم انضباط العملية التعليمية من جراء الإضراب الذي دعت إليه نقابة هيئة التدريس في الجامعة ومساعديها مطلع العام الجاري. فالقائمون على الجامعة يحاولون الإبقاء على سير عملية التعليم من خلال تقديم دروس "ترقيعة" بحسب وصف أحد أعضاء النقابة الذي يفضل عدم ذكر اسمه. يقول: "مستمرون في إضرابنا عن العمل، لكنّ الدراسة لم تتوقف بشكل كامل، فبعض المدرسين التابعين لجماعة الحوثي، لم يمتثلوا لدعوات النقابة وخضعوا لضغط قيادة الجامعة التي تسيطر عليها الجماعة، وهم يمارسون أعمالهم بشكل متقطع. أما من استجاب وأضرب عن العمل، فقد استبدلته الجماعة بآخرين لا يعملون في الحقل الأكاديمي".
الأكاديمي في الجامعة يعبّر عن استيائه من تجاهل السلطات مطالب الأكاديميين وانعكاسات ذلك على العملية التعليمية. يضيف لـ"العربي الجديد": "تصرف سلطات صنعاء والحكومة الشرعية مبالغ كبيرة في أمور ثانوية، لكنها ترفض الاستجابة لمطالب الأكاديميين وتلبية احتياجاتهم بما يساعد على استئناف التدريس وإنقاذ مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب". يشير إلى أنّ كثيراً من الأكاديميين لا يملكون قوت يومهم أو ثمن الدواء لمن يعاني من مشاكل صحية.
وكان معظم الأساتذة قد أضربوا عن العمل استجابة لدعوات النقابة بسبب انقطاع مستحقاتهم منذ شهور وتراجع أداء إدارة الجامعة التي تتهمها نقابة التدريس بتدمير العملية التعليمية.
من جانبه، يوضح الطالب في كلية التجارة والاقتصاد عباس محمد، أنّ الطلاب في إجازة إجبارية منذ أكثر من شهرين. يضيف أنّ الكلية أعلنت قبل فترة عن بدء استئناف الدراسة، يوم السبت في 13 مايو/ أيار الجاري. لكنّ الطلاب مع ذلك تفاجؤوا بغياب معظم الأكاديميين كالعادة. يقول: "حضر عدد قليل من الدكاترة، والبقية مضربون حتى صرف رواتبهم المتأخرة، ما شكل حالة من اليأس والإحباط لدى جميع الطلاب خصوصاً أنّه كان من المفترض أن تكون هذه الأيام هي الأخيرة في الفصل الدراسي الثاني". يشير إلى أنّهم كانوا يتمنون أن يكون شهر رمضان إجازة كالعادة، لتبدأ بعده اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني بحسب جداول الخطة الدراسية للأعوام الماضية. ويتساءل: "كيف يعلنون عن استئناف الدراسة بالرغم من عدم حلّ مشكلة الرواتب وإضراب معظم أعضاء هيئة التدريس؟ من الصعب تحمل أعباء الذهاب إلى الجامعة والعملية التعليمية شبه متوقفة".
الحال نفسها في كلية الهندسة في الجامعة، فالطالب شهاب العتمي يشكو من التوقف المتكرر للعملية الدراسية منذ بداية العام الدراسي 2016 - 2017 بسبب عدم صرف رواتب المدرسين. يقول لـ"العربي الجديد": "منذ آخر اختبار في الفصل الدراسي الأول قبل شهر ونصف، توقفت الدراسة تماماً في كلية الهندسة، ولا يبدو أنها ستُستأنف قربياً". يضيف أنّ هناك أخباراً تفيد بأنّ الدراسة سوف تُستأنف في الكلية بعد عيد الفطر في حال صرف ولو جزءا من مستحقات هيئة التدريس قبل شهر رمضان. يشير العتمي إلى أنّ وزارة المالية وعدت بتسليم رواتب الأكاديميين: "هذا يعني إلغاء الإجازة السنوية للطلاب، لكي يمكن لهم استكمال المقرر، قبل بدء العام الدراسي الجديد".
لا يختلف الحال في كلية المحويت عن بقية الكليات التابعة لجامعة صنعاء، فقد أنهت الكلية امتحانات الفصل الدراسي الأول في بداية أبريل/ نيسان الماضي، لكنها فشلت في البدء بالفصل الدراسي الثاني الذي كان من المفترض أن يكون في الشهر نفسه. مصدر في الكلية يؤكد أنّ الجامعة لم تقدم حتى سلفة للأكاديميين المحرومين من رواتبهم. مع ذلك، يؤكد المصدر الذي يفضل عدم ذكر اسمه، أنّ بعض الكليات التي يتولاها عمداء من الحوثيين بدأت الدراسة مثل كلية الآداب وكلية علوم الحاسوب وكلية الإعلام لكنّ نسبة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس رفضوا ممارسة عملهم. يقول: "الطالب والدكتور ضحايا، ويدفعون ثمن خلافات السياسيين. من المفترض أن تقوم الحكومة الشرعية بصرف رواتبنا كما وعدت. لكننا أصبحنا على ثقة بأننا ضحايا ومجرد أوراق سياسية".
وكانت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم قد شددت على مواصلة الإضراب عن العمل حتى تتحقق كلّ المطالب. وطالبت بـ"عدم الاستجابة للدعوات والوعود الفضفاضة التي ثبت مراراً عدم صدقها ولم يلمس لها أي وجود على أرض الواقع". ودعت النقابة جميع الأكاديميين والموظفين في الجامعة "إلى وحدة الصف النقابي حتى نيل الحقوق المشروعة" مؤكدة أنّ "أي تخاذل وتهاون سيكون له أثر سلبي على حقوق منتسبي الجامعة وعلى أدائها الأكاديمي والإداري برمته".