لا تكادُ الدراما السوريّة تقترِبُ من موسم رمضان، وتحاول إتمام مجموعة من الأعمال الدرامية الخاصة بالشهر الكريم، حتى تبدأ المشاكل، ويعلو الجدل. هل هناك أزمة نصّ أم أزمة إنتاج؟
سؤال بديهي يُطرح اليوم مع هجرة بعض الوجوه السورية بسبب الثورة إلى الخارج، وغياب مجموعة كبيرة من المخرجين عن الأعمال الجيدة: رامي حنّا في باريس، والليث حجو يغادر إلى الخليج بعد تعليق العمل في مسلسله "فوضى". حسن سامي يوسف يقرع ناقوس الخطر، ويحاول إنقاذ نص "فوضى" من احتكار شركة "سما الفنّ" للإنتاج للقصة التي رسمها مع شريكه الليث حجو، بعد نجاح كبير لمسلسلهما السنة الماضية "ندم". قيس الشيخ نجيب ينسحب بشكل مفاجئ من مسلسل "قناديل العشاق" بعد فرصة جيدة كان بإمكانه الاستفادة منها، وتشكيل ثنائي جديد يجمعه واللبنانية سيرين عبد النور.
سؤال بديهي يُطرح اليوم مع هجرة بعض الوجوه السورية بسبب الثورة إلى الخارج، وغياب مجموعة كبيرة من المخرجين عن الأعمال الجيدة: رامي حنّا في باريس، والليث حجو يغادر إلى الخليج بعد تعليق العمل في مسلسله "فوضى". حسن سامي يوسف يقرع ناقوس الخطر، ويحاول إنقاذ نص "فوضى" من احتكار شركة "سما الفنّ" للإنتاج للقصة التي رسمها مع شريكه الليث حجو، بعد نجاح كبير لمسلسلهما السنة الماضية "ندم". قيس الشيخ نجيب ينسحب بشكل مفاجئ من مسلسل "قناديل العشاق" بعد فرصة جيدة كان بإمكانه الاستفادة منها، وتشكيل ثنائي جديد يجمعه واللبنانية سيرين عبد النور.
من دون شكّ، كلّ هذه المعطيات تؤكِّد أنّ الدراما السورية ليست بخير، وهي تقفُ أمام مُنعطفٍ خطير، قد يؤثِّر على حضورها، أو حتى تسويقها. والواضِح أن الأعمال المُنتجة حاليّاً تعاني من أزمة نص، أو بتعبير آخر، قلة الإبداع البديهي القريب من لغة الشارع، والتي ألفها المتابع للدراما السورية.
ثمّة أسئلة تُطرَح، مثلاً، حول المكسب من وراء إنتاج مسلسل آخر من القصة التاريخية لـ"ريا وسكينة" في صورة ظنّها القائمون على العمل بأنّها جديدة، فبدَّلوا الاسم إلى "وردة شامية". المسلسل من بطولة سلاف معمار وشكران مُرتجى. لكن الإسقاط على العمل التاريخي الذي حوله المصريون إلى فيلم ومسرحية ومسلسل، لن يغيب عن المُشاهد، في الربط والمقارنة بين ما فعله المصريون وما حاول السوريون تجديده. وهنا ستنتج المقارنة تحيزاً نحو الحبكة المصرية التي عاشت حكاية "ريّا وسكينة" تاريخياً من خلالها في بعدها الإنساني والأسطوري الشعبي بشكل لافت، واستهلكت نفسها فنيًا. ليس من الممكن الحكم على "وردة شامية" قبل عرضه، والرؤية التي أرادها الكاتب والمخرج لإحياء هذه القصة، وتفعيلها بقالب سوري يعتمد على الحارات القديمة، وأداء معمار ومُرتجى.
في الجهة المقابلة، ثمَّة مجموعةٌ من الأعمال الدرامية الأخرى المُنتظرة، كـ"الرابوص" مثلاً، وذلك في محاولة للابتعاد عن النمط التقليدي في الدراما السورية.
المسلسل سيجمَع عدّة أحداثٍ مُتشابكة، في قالب أقرب إلى التساؤلات منه إلى الحقائق الواقعية. المشهد افتراضي بامتياز في الحلقة الأولى التي بدأ عرضها على قناة أبو ظبي قبل أيام قليلة. تمازج بين الواقع الحقيقي والتاريخ القريب، وحضور لحقبة الستينيات في أزياء بعض الممثلين.
غالباً، صنّاع "الرابوص" اعتمدوا على حضور وجماهيريّة نجوم الصفّ الأوّل في العمل، عبد المنعم عمايري وبسام كوسا وأمل عرفة، ومن لبنان عمّار شلق، وذلك لإغراء المشاهد برؤية المجموعة في كادر مختلف عن البيئة الشامية هذه المرة، وعن حكايات الواقع التي يستلهم منها السوريون أحداث مسلسلاتهم. فالتاريخ يحضر في "الرابوص" بخفر يوقعنا كمتابعين في فخ الانتظار والتركيز والتأني لمعرفة وكشف ملابسات كلّ هذا الرعب أمامنا. تهرب الدراما السورية من ثوبها، في هذه المرحلة الصعبة، وبالتالي سيكون أمام المشاهد أو المتابع الوقت للحكم على واقع الدراما بعد نهاية الموسم في حزيران/ يونيو 2017.
اقــرأ أيضاً
ثمّة أسئلة تُطرَح، مثلاً، حول المكسب من وراء إنتاج مسلسل آخر من القصة التاريخية لـ"ريا وسكينة" في صورة ظنّها القائمون على العمل بأنّها جديدة، فبدَّلوا الاسم إلى "وردة شامية". المسلسل من بطولة سلاف معمار وشكران مُرتجى. لكن الإسقاط على العمل التاريخي الذي حوله المصريون إلى فيلم ومسرحية ومسلسل، لن يغيب عن المُشاهد، في الربط والمقارنة بين ما فعله المصريون وما حاول السوريون تجديده. وهنا ستنتج المقارنة تحيزاً نحو الحبكة المصرية التي عاشت حكاية "ريّا وسكينة" تاريخياً من خلالها في بعدها الإنساني والأسطوري الشعبي بشكل لافت، واستهلكت نفسها فنيًا. ليس من الممكن الحكم على "وردة شامية" قبل عرضه، والرؤية التي أرادها الكاتب والمخرج لإحياء هذه القصة، وتفعيلها بقالب سوري يعتمد على الحارات القديمة، وأداء معمار ومُرتجى.
في الجهة المقابلة، ثمَّة مجموعةٌ من الأعمال الدرامية الأخرى المُنتظرة، كـ"الرابوص" مثلاً، وذلك في محاولة للابتعاد عن النمط التقليدي في الدراما السورية.
المسلسل سيجمَع عدّة أحداثٍ مُتشابكة، في قالب أقرب إلى التساؤلات منه إلى الحقائق الواقعية. المشهد افتراضي بامتياز في الحلقة الأولى التي بدأ عرضها على قناة أبو ظبي قبل أيام قليلة. تمازج بين الواقع الحقيقي والتاريخ القريب، وحضور لحقبة الستينيات في أزياء بعض الممثلين.
غالباً، صنّاع "الرابوص" اعتمدوا على حضور وجماهيريّة نجوم الصفّ الأوّل في العمل، عبد المنعم عمايري وبسام كوسا وأمل عرفة، ومن لبنان عمّار شلق، وذلك لإغراء المشاهد برؤية المجموعة في كادر مختلف عن البيئة الشامية هذه المرة، وعن حكايات الواقع التي يستلهم منها السوريون أحداث مسلسلاتهم. فالتاريخ يحضر في "الرابوص" بخفر يوقعنا كمتابعين في فخ الانتظار والتركيز والتأني لمعرفة وكشف ملابسات كلّ هذا الرعب أمامنا. تهرب الدراما السورية من ثوبها، في هذه المرحلة الصعبة، وبالتالي سيكون أمام المشاهد أو المتابع الوقت للحكم على واقع الدراما بعد نهاية الموسم في حزيران/ يونيو 2017.