بعد عرضها للحلقة الخاصة بالشعوذة من برنامج "ممنوع من البث" الذي يبث على القناة الوطنية الأولى (قناة رسمية)، تعرّضت القناة لسلسلة هجمات من قبل النقاد والمشاهدين لما تضمنه البرنامج من تسويق للشعوذة والمشعوذين، معتبرين أن ما قامت به القناة لا ينم عن مهنية فى التعاطي مع الموضوع، خاصةً الاستعراضات التي قام بها بعض المشعوذين على الهواء لاستخراج "الجن" من أجسام المرضى.
الإعلامي التونسي محمد رمزي المنصوري اعتبر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "مثل هذه البرامج تتنافى مع دور الإعلام العام في لعب دور تنويري والتأسيس لثقافة جديدة، لا لتكريس ثقافة سائدة وإظهارها للناس بمظهر الحل لكل مشاكلهم". وأضاف: "لقد صدمنا بما قدم في الوطنية الأولى، فبرنامج "ممنوع من البث" جعل من المشعوذين نجومًا يمارسون عملهم أمام ملايين المشاهدين، وهو أمر قد نقبله من القنوات التلفزيونية الخاصة لطابعها التجاري، لكنه غير مقبول من تلفزيون حكومي يتم تمويله من المال العام".
"الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري"، وهي هيئة دستوريّة تشرف على القطاع السمعي البصري في تونس، اعتبرت أنّ بثّ حلقة عن الشعوذة والمشعوذين بتلك الطريقة مخالف لدفتر الشروط المخصص للإعلام العمومي، وستتولى النظر في الموضوع واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
اقرأ أيضاً: قناة "التونسية" تعود للبث بشكل غير قانوني
ودفعت هذه الحملة، الإدارة العامة للتلفزيون التونسي إلى التحرك، حيث قررت التخلي عن مقدم البرنامج طه الجماعي وإحالة فريق الإعداد والبرمجة في القناة الوطنية الأولى إلى التحقيق، لكشف ملابسات هذه الحلقة التي أثارت الرأي العام التونسي.
أما معدة برنامج "ممنوع من البثّ" فتحية السعيدي، فقد اعتبرت أنّ الجدل الذي أثارته الحلقة الأخيرة من برنامجها دليل على نجاحه، مؤكدةً أنها تعرضت إلى تهديدات وإلى حملة تشويه لصورتها في مواقع التواصل الاجتماعي.