الخلافات السياسية تضع أمن كركوك في خطر

29 يونيو 2019
أعمال عنف تضرب كركوك(Getty)
+ الخط -
يخيّم الهدوء الحذر على أجواء محافظة كركوك المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، بعد أسبوعٍ دامٍ من أعمال العنف التي أوقعت العديد من القتلى والجرحى، ووسط غموض في تداعيات الملف الأمني والتصعيد الخطير فيه، يؤكد مسؤولون أنّ المحافظة تدخل نفقاً خطيراً، معلقين الأسباب على الخلاف السياسي بشأن المحافظة.

وشهدت كركوك، تفجيرات الأسبوع الفائت نُفّذ بعضها بعبوات ناسفة وضعت بسيارات نقل الركاب "الكوستر" والتي تحمل 25 راكباً، الأمر الذي أثار مخاوف الأهالي الذين امتنع الكثير منهم من الخروج إلى الأسواق إلّا للضرورة، كما امتنعوا من ركوب "الكوستر" تحديداً.

وبحسب مسؤول أمني في المحافظة، فإنّ "هاجس الخوف يسيطر على أهالي المحافظة بسبب تصعيد أعمال العنف"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "خلال اليومين الأخيرين بدت شوارع وأسواق المحافظة شبه خالية من الأهالي، الذين امتنع أغلبهم من الخروج بسبب أعمال العنف".

وأكد أنّ "الأجهزة الأمنية تنتشر في شوارع المحافظة، وتعمل ضمن خطة للسيطرة على ملفها"، مبيناً أنّ "الخروقات المركزة في المحافظة، تؤشر إلى وجود خطة لاستهداف نسيجها الاجتماعي، من خلال تكرار عمليات الاستهداف المستمرة، التي تأخذ منحى خطيراً".

الملف الأمني في كركوك مرتبط بالتطورات السياسية، فالتصعيد جاء بعد حوارات متتابعة بين الحزبين الكرديين الرئيسين (الديموقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني) بشأن تعيين محافظ كردي لها، بينما يخوض الحزبان من جانب واحد حوارات مع بغداد لإعادة البشمركة إلى كركوك.

وقال القيادي التركماني، في "دولة القانون"، جاسم محمد جعفر، أنّ "الوضع الأمني في كركوك أصبح سياسياً"، معتبراً في تصريح متلفز، أنّ "التفجيرات في كركوك ذات دوافع سياسية، وتأتي للتشكيك بقدرات الأجهزة الأمنية على ضبط أمن المحافظة".

وأشار إلى "وجود عصابات هنا وهناك عصابات تهدد أمن كركوك، وهناك تنافس بين الحزبين الكرديين للعودة إلى المحافظة من دون التشاور مع العرب والتركمان، وكل ذلك يحدث بالمحافظة وأربك ملفها الأمني"، منتقداً "الدور الضعيف للحكومة في معالجة أزمة المحافظة".

وشدد على أنّ "مشكلة أمن المحافظة لا تحل من دون مبادرة واسعة والتمهيد لحوار بين مكوناتها والتوصل لحلول"، داعياً رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، إلى "إطلاق مبادرة واسعة تتبنى إيجاد الحل لكركوك، وتحمل مسؤولية أمنها، كونها محافظة مرتبطة بحكومة بغداد وليست تابعة لكردستان".

بدوره، أكد عضو المجلس المحلي لمدينة كركوك، عماد العبيدي، أنّ "حالة الرعب في المحافظة تفشّت بين أهالي المحافظة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأهالي يخافون من استهدافهم بأي لحظة، حتى تجنبوا التنقل عبر سيارات الكوستر، بسبب الخوف الذي سيطر عليهم".

وشدد على "الحاجة إلى تحرّك حكومي عاجل وعدم ترك المحافظة رهينة للخلافات ولأعمال العنف المتصاعدة".

ويقود الملف الأمني في المحافظة القوات الأمنية العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" التي تسلمت الملف بعد انسحاب البشمركة الكردية، عقب استفتاء انفصال كردستان الذي جرى نهاية سبتمبر/أيلول 2017.

يشار إلى أنّ محافظة كركوك الغنية بالنفط، تعد من أكثر المناطق في العراق حساسية وتأثراً بالعلاقة بين بغداد وأربيل، المتنازعتين بشـأنها.

دلالات
المساهمون