أنواع الخطوط العربية التي اختلفت داخل معرض "حروف" الذي نظمته بلدية غزة داخل قرية الفنون والحرف غرب المدينة، بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي، عكست مجموعات فنية متنوعة، وبألوان وأدوات مختلفة، أظهرت قدرات نحو 20 فنانا فلسطينيا محترفا في فن الخط العربي.
اللوحات المشاركة في المعرض بَيّنت ماهية الخط العربي، وتفاصيل أنواعه المختلفة، عبر تجسيد الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والأشعار، والمقولات المأثورة والشعارات، إضافة إلى لوحات فنية أظهرت الحروف بشكل كبير دون كلمات محددة.
وخلال جولة في المعرض الذي ضم عشرات اللوحات متباينة الأشكال والألوان، التقى "العربي الجديد" عدداً من الخطاطين والفنانين المشاركين، وأوضح الخطاط وائل أبو غبن أنه شارك بثلاث لوحات، لوحتين بالخط الديواني، وثالثة بالخط الفارسي.
وبيّن صعوبة الخط العربي، الذي يعد من أصعب الفنون، إذ إن اللوحة بأكملها يمكن أن تفسد نتيجة خطأ واحد، على خلاف بعض الفنون التي يمكن التعديل عليها، موضحاً أهمية الاحتفاظ بالقيمة العالية للخط العربي، ودعم وتشجيع متقنيه.
أما في ما يتعلق بأهمية مشاركته في المعرض، فأشار أبو غبن إلى أهمية هذا النوع من المعارض في تثبيت وتأكيد ضرورة الاهتمام بالخط العربي بكل أنواعه، موضحاً أن هناك شريحة من متقني هذا الفن تحاول تأكيد وجودها وتميزها، على الرغم من تأثير المطابع الرقمية والآلية على عملها.
بدوره قال مدرس التربية الفنية محمد الميقاتي لـ"العربي الجديد" إنه شارك بثلاثة أعمال تحدثت عن العلم، "كتبها بالخط الديواني، واستخدم فيها ألوان الأكريليك، لافتاً إلى أن تشكيلة الحروف والكلمات تتناسب مع فكرتها، حيث أدى آية "علم الإنسان ما لم يعلم" على هيأة طائر، يرمز إلى أن الشخص المتعلم لا يبقى في مكانه.
أما عن اختياره للخط الديواني تحديداً، فوصفه بأنه مطواع، وبإمكانه تشكيله كيفما يشاء من أجل خدمة الفكرة، موضحاً أن معارض الخط العربي وليدة في قطاع غزة، وأن أدوات الخط العربي لم تكن متوفرة سابقاً مثل الورق والحبر، ما أثّر على صناعة اللوحة، إلى أن توفرت، وأصبح هناك رؤية عند البعض للارتقاء بهذا الفن.
إلى جانب الميقاتي، وقفت خريجة التربية الفنية أماني أبو نعمة أمام لوحتين، وقالت إنها قامت بنقش عباراتها على الكارتون، وتزيينها من الخارج بألوان الأكريليك، ومن داخل الحروف بالألوان الزجاجية، في محاولة منها لصنع مزيج بين اللوحات الفنية، والخطوط العربية.
الخطاط محمد بلور، زَيّن لوحاته بآيات قرآنية، وشعارات عن الأم، بينما عكس الخطاط هاشم كلوب عبارات الثناء على الأم مزينة بالتشكيلات العربية، أما الخطاط مهند الأغا، فقد عكست لوحاته عدة أشعار منها "فليتها تحلو والحياة مريرة .. وليتها ترضى والأنام غِضاب".
بدورها قالت المهندسة نهاد شقليه مديرة قرية الفنون والحرف التابعة لبلدية غزة، والتي نظمت المعرض إن النشاط جاء بمناسبة يوم اللغة العربية العالمي والذي يصادف الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، والذي تم فيه اعتماد اللغة العربية عالمياً وإقرارها في اليونسكو.
وأوضحت لـ"العربي الجديد" أن المعرض الذي جمع قرابة 21 خطاطا فلسطينيا من شمال قطاع غزة حتى جنوبه والذي يعكس تفاصيل الخط العربي، يحاول تذكير العالم بالعروبة والقومية والتراث العربي، مؤكدة على ضرورة تسليط الضوء على مثل هذه "الفنون التراثية الهامة".