الخبز السوري يغزو أسواق إسطنبول

10 فبراير 2015
توزيع خبز على النازحين في تركيا (Getty)
+ الخط -
فرض نزوح مليون ونصف مليون سوري إلى تركيا، أنماط غذائهم وبعض عاداتهم الاستهلاكية، وعلى رأسها الخبز، في المناطق التي استقروا بها.
وانتشرت صناعة الخبز الشامي في معظم مدن تركيا، ليبلغ عدد أفران إنتاج الخبز السوري في اسطنبول فقط نحو 32 فرناً، حسب باسم بيطار، وهو مؤسس صناعة الخبز السوري في إسطنبول التي بدأ نشاطه بها عام 2012.
بيطار، الذي حصل على علامة من حماية الملكية في اسطنبول، يقول لـ "العربي الجديد"، إنه بعد فراره من دمشق عام 2011 واستقراره في تركيا افتتح مطعماً في اسطنبول، لكن الوجبات كانت تفتقر إلى الخبز السوري الذي يدخل ببعض المأكولات وعدم تناسب الخبز التركي معها.
وتابع "اضطررنا بداية الأمر لجلب بعض كميات الخبز من ريفي حلب وإدلب شمال سورية، لكن بعد المسافة وتأخر الوصول وما يمكن أن يلحق بالخبز من تغير المواصفات، فضلاً على زيادة أعداد السوريين الوافدين لإسطنبول وكثرة سؤالهم عن الخبز السوري، دفعنا لإنتاج خبز الصاج السوري لزوم المطعم، وبيع بعضه للسوريين".
ويتابع "خبرتي بالمطاعم وتخصص أخي بإنتاج آلات الأفران منذ أكثر من عشرين عاماً شجعنا للبدء بتأسيس أول فرن لإنتاج الخبز السوري بتركيا، بحسب المواصفات السورية وكما اعتاده المستهلكون".
ويضيف "صنعنا الآلات بأيد سورية بالمطلق وبدأنا الإنتاج عام 2012 بطاقة إنتاجية تصل نحو 300 كيلوغرام بالساعة، نستخدم بعضه للمطعم ونبيع بالبداية نحو 600 كيس الواحد يزن 925 غراماً، لكن زيادة الطلب بالتناسب مع زيادة السوريين وقدوم العرب من العراق ومصر وغلاء الخبز التركي وعدم استساغهم طعمه، دفعنا لتوسعة الفرن وزيادة الإنتاج ليصل إنتاجنا عام 2013 نحو 10 أطنان طحين، ما يعادل 21 ألف كيلو جرام خبز".
ويستدرك "كنا نتكبد تكاليف إنتاج كبيرة، نتيجة غلاء سعر المازوت الذي يبلغ 4 ليرات تركية للتر (1.6 دولار)، ما أجبرنا لتحويل الفرن إلى الغاز، نتيجة رخص سعره بتركيا، ما خفف التكاليف بنسبة 25% ومكننا من خفض سعر كيس الخبز من 3 ليرات (1.2 دولار) إلى 2 ليرة والوقوف في وجه المنافسين".
وإثر انتشار صناعة الخبز السوري بتركيا بشكل كبير، فقد وصل عدد الأفران باسطنبول نهاية 2014 إلى نحو 32 فرناً ونحو 120 فرناً في جميع أنحاء تركيا، ولوحظ انتشاره بشكل أكبر في المدن القريبة من الحدود السورية، التي تصدر بعضه للداخل السوري.
وحول دخول الخبز السوري إلى بيوت وموائد الأتراك، يقول بيطار "بداية الأمر لم يرحب الأتراك بالخبز الشامي نظراً لدخول مادة السكر في مكوناته، ولكن بعد أن بدأنا الإنتاج بإضافة مادة الملح بدل السكر وتجربتهم طعم وميزات خبزنا، زاد استهلاكهم ووصلت نسب مبيع الخبز السوري للأتراك نحو 40% من الإنتاج الكلي".
ويبرر استهلاك الأتراك للخبز السوري بأمرين، الأول رخص سعره بالقياس مع الخبز التركي والثاني عدم وجود هدر، لأن الخبز التركي داخله عجين وقشرته رقيقة تتفتت.
بيطار، الذي نقل إنتاج الخبز السوري لتركيا، بدأ اليوم بالتوقف عن الإنتاج، إلا ما يستلزمه المطعم وبعض الكميات القليلة الإضافية، ويبرر ذلك بانتشار هذه الصناعة "ما أفقدها بريقها والربح"، حيث تبلغ كلفة كيس الخبز وزن 925 جراماً نحو 154 قرشاً يبيعه البعض جملة بنحو 165 قرشاً، ويباع للمستهلك بنحو ليرتين.
ويشير إلى أنه لجأ لإنتاج نوعية جديدة من "الخبز السوري التركي" وحصل على حماية للعلامة من دائرة حماية الملكية التركية، وأجرى تجارب للإنتاج وتعاقد مع شركة توزيع لنوعية الخبز الجديد.
ويختم بيطار، الذي بدأ وإخوته التأسيس لإنتاج الخبز السوري برأسمال 20 ألف دولار، "لجأنا إلى طرح خبز جديد، بعد أن تراجعت مبيعاتنا والأرباح كثيراً بعد انتشار الأفران وكثرة إنتاج الخبز السوري من نحو 70 ألف دولار شهرياً إلى أقل من 30 ألف دولار اليوم، وهذه الأرقام تنذر بخسائر لأن لدينا في مؤسسة الخبز أكثر من 120 سوري بين عامل وموزع وسائق وإداري، تتراوح أجورهم بين ألف وألفي ليرة تركية (404.2 دولار و808.4 دولار) شهرياً، ولم يتم تسريح أيّ منهم، ما دفعنا للتسريع بإنتاج الخبز الجديد وحمايته من التقليد بشكل قانوني".
المساهمون