الخالة ليلى تستذكر رمضان فلسطين

19 يونيو 2016
أكثر ما كنت أحبّه هو المسحّراتي (العربي الجديد)
+ الخط -

مع حلول شهر رمضان، تستذكر الخالة ليلى مغربي الفلسطينية من مدينة عكا، واللاجئة في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في بيروت، كيف كانوا يستقبلون هذا الشهر بالتبهل والنقر على الدفوف والأناشيد الرمضانية. وتخبر كيف كانوا يزيّنون الحارات والمساجد في القرى والبلدات الفلسطينية، أمّا "أكثر ما كنت أحبّه في هذا الشهر هو المسحّراتي الذي كان يدور ليلاً حتى يوقظ الناس لتناول السحور، بزيّه الخاص. كذلك صوت المدفع الذي كان ينتظره الناس بفارغ الصبر، إيذاناً بموعد الإفطار". وتشير إلى أنّ المسحّراتي كان يدور في نهاية شهر رمضان على البيوت مع طبلته، ليحصل على إكرامية.

وتسرد الخالة ليلى كيف كانوا في سهراتهم بعد الإفطار يعدوّن الحلويات، من قطايف ومعمول وكعك أصفر وكعك التمر والعوامات والملاتيت. كذلك كانوا يصنعون المعكرون مما تبقى من عجينة الكعك، فيضيفون عليها العقدة الصفراء واليانسون وحبة البركة والسكر، قبل أن يخبزوه بالشكل الذي يحبّون. ولا تنسى أصابع زينب المصنوعة من الطحين والزيت والسكر والسمسم.

عندما خرجت من فلسطين المحتلة، كانت الخالة ليلى في السادسة من عمرها، لكنّ في لبنان لم يتغيّر رمضان عليها كثيراً "إذ ثمّة عادات قديمة كانت هي نفسها. عكا شبيهة صيدا (جنوب)، بعاداتها وناسها وموقعها على البحر". وتقول إنّ "بعد هذا العمر كله، وعلى الرغم من إصرارنا على التمسّك بالعادات ذاتها، إلا أنّ بعضها تغيّر بعض الشيء. حلوى القطايف مثلاً، كنّا نصنعها سابقاً منزلياً. أمّا اليوم، فصرنا نشتري العجينة جاهزة من السوق ونحشوها في البيت. أمّا العوائل الفقيرة، فبدلاً من أن تحشو القطايف بالجوز والقشدة تحشوها بالنشاء والحليب بعد غليها وتجميدها".

وتكمل الخالة ليلى: "كانت أيام رمضان وسهراته مميّزة. في المسجد حيث تؤدّى الصلاة، يتلاقى أهل البلد (القرية أو البلدة) كلهم. أيضاً، كان الناس يتبادلون الزيارات، فيما كان الجيران يدعون بعضهم بعضاً على الإفطار. وكان من شأن ذلك أن يوطد العلاقات بين الناس. لكنّ هذه العادات خفّت نسبياً في لبنان، نتيجة عوامل عديدة".

وتتابع الخالة ليلى أنّ "في فلسطين، كانت أفراد العائلة جميعاً يجتمعون حول مائدة الطعام في منزل الأب. الأبناء المتزوجون يحضرون مع زوجاتهم وأولادهم. وفي معظم الأوقات، بعد الإفطار كنا نذهب إلى البحر، ونستمع إلى الأناشيد الدينية التي كانت تُنشد في الشوارع".

المساهمون