ودانت في بيان صحافي، بأشد العبارات، التحريض الذي جاء في الخطاب، والاتهامات الممجوجة التي أطلقها ضد الفلسطينيين وقيادتهم.
ورأت الخارجية الفلسطينية أن نتنياهو لم يأتِ بجديد في هذا الخطاب، بل أعاد تكرار أسطوانته المشروخة، فعلى الرغم من ادعاءاته بـ (السعي من أجل السلام مع الفلسطينيين)، إلا أن عمليات تعميق الاستيطان الجارية على الأرض، وجملة التشريعات العنصرية التي تؤسس لنظام فصل عنصري بغيض في فلسطين المحتلة، وعمليات التهجير القسرية للمواطنين الفلسطينيين من القدس المحتلة والبلدة القديمة في الخليل والأغوار والمناطق المصنفة (ج)، وما تبجح به لدى خروجه من اللقاء الخامس مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حين قال: (لم نتحدث عن الفلسطينيين أكثر من ربع ساعة)، هذا كله يدلل بوضوح على المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهميش القضية الفلسطينية، وحسم قضايا الحل النهائي التفاوضية من طرف واحد وبقوة الاحتلال، في ظل حملة تضليلية مُخادعة للرأي العام العالمي وللمسؤولين الدوليين بهدف نيل الاعتراف بإجراءات الاحتلال والتسليم بها كأمر واقع لا يمكن التراجع عنه.
كما أشارت خارجية فلسطين في بيانها إلى أن نتنياهو أعاد في كلمته اجترار سياسة التخويف والترهيب والتهديد بـ (العدو الخارجي)، محاولاً خلط الأوراق من جديد، وترتيب الأولويات بعيداً عن مركزية القضية الفلسطينية، بما ينسجم وأجندات اليمين الحاكم في إسرائيل ومصالحه، ومحاولاً في الوقت نفسه توظيف (العدو الخارجي) كساتر دُخاني لإخفاء أيديولوجيته الظلامية ومواقفه القائمة على ابتلاع الأرض الفلسطينية المحتلة، ووأد أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، متوهماً بقدرته على إيجاد "طرق التفافية" و"أبواب خلفية" للقفز عن الحقوق الفلسطينية.
وشددت الوزارة في بيانها، على أن الانحياز الذي أبداه عدد من المسؤولين الأميركيين في كلماتهم أمام مؤتمر (الأيباك)، شجع نتنياهو على إطلاق خطاب التحريض والكراهية المليء بالتناقضات، وساهم في تعقيد الأوضاع في ساحة الصراع وزادها توتراً.
وأكدت أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو المدخل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة، على أساس مبادرة السلام العربية كما اعتمدت في القمم العربية والإسلامية.