عادت الحياة، اليوم الخميس، إلى جزيرة الأحلام جربة بعد غلقها لأكثر من شهر ونصف بسبب فيروس كورونا، وبعد وصف المنطقة بالموبوءة ومنع الدخول والخروج إليها، استعادت الجزيرة الحركة فيها مع تحسن المؤشرات الصحية.
وتعتبرُ جزيرة جربة الواقعة جنوب شرق تونس من أكبر جزر شمال أفريقيا، إذ يبلغ طول شريطها الساحلي 125 كم وتتواصل مع بقية المناطق عبر طريق يمتد على 7 كم شُيّد منذ العهد الروماني ويؤدي إلى مدينة جرجيس، كما يمكن العبور من مدينة أجيم إلى الجرف عبر البطاح أي (العبارة)، وتمتد انطلاقا من شاطئ قرية مزراية شبه جزيرة رأس الرمل والتي تعتبر من الأقطاب السياحية المميزة للجزيرة.
وبدأت حركة الدخول والخروج إلى جزيرة جربة مع التقيد بشروط الحجر الصحي، وسمح لسيارات الأجرة الخاصة بالخطوط الداخلية باستئناف العمل مع ملازمة الحذر والالتزام بشروط الوقاية، ويأتي هذا الإجراء ضمن الإجراءات المنصوص عليها بالاستراتيجية الوطنية للحجر الصحي الموجّه، على جزيرة جربة، على غرار بقية مناطق الجمهورية بعد اجتماع عقده أمس وزير الصحة عبد اللطيف المكي، عن بعد مع ممثلين عن ولاية مدنين.
وأكد والي مدنين، حبيب شواط أن الدخول والخروج من جربة صار ممكناً بالتراخيص، مضيفاً في تصريح إعلامي، أنه تم تمكين سيارات الأجرة من العمل مع احترام شروط نقل نصف الركاب على غرار بقية المناطق.
وبيّن أن الوضع الصحي بالجزيرة قد شهد تحسنا واضحا، فضلا عن ارتفاع عدد المتعافين.
وأكد عضو خلية الأزمة ببلدية جربة والناشط بالمجتمع المدني، شرف الدين التريكي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ الحياة عادت إلى جربة حيث انطلقت عمليات الدخول والخروج من الجزيرة منذ الصباح مع إجراءات الحجر الصحي أي تراخيص العبور، مبيناً أنه تتم مراعاة الحالات الاجتماعية كالمرضى والأزواج أو زوجات العالقين منذ بدء غلق الجزيرة حيث لم يتمكن هؤلاء من الالتحاق بعائلاتهم، وبالتالي هناك اجتهادات في هذا الصدد.
وأشار إلى أن هناك عدة طوابير منذ الصباح الباكر وأغلبها لمواطنين يريدون العبور والعودة لمدنهم ويتم التعامل مع مختلف الحالات.
وبيّن أن الوضع في جربة تحسن كثيراً رغم تصنيفها منطقة موبوءة سابقاً، وسط محاولات التدخل والتنسيق مع السلطات الجهوية على تجاوز مختلف الإشكاليات، مضيفاً أنّ الوضع الصحي جيد ولكن لا بد من الالتفات إلى الحالات الاجتماعية بسبب تداعيات أزمة كورونا ومعاناة العمال ممن فقدوا مورد رزقهم الوحيد ومختلف هذه الحالات يجب حصرها ومساعدتها.
ولفت التريكي إلى أن جربة منطقة سياحية ولكن بسبب كورونا أغلقت جل المؤسسات السياحة وتم تخصيص العديد من النزل لمصابي كورونا ولفائدة الحجر الصحي، مضيفاً أن تطويق الجزيرة ساعد على تطويق الوباء في ظرف قصير، لكن حان الوقت لرفع التوصيف كونها منطقة موبوءة.
بدوره، بين الناشط بالمجتمع المدني، إسماعيل الكنيالي لـ"العربي الجديد" أنّ الدخول والخروج إلى الجزيرة يخضع إلى تراخيص العبور، مبيناً أن هناك بعض الصعوبات والمخاوف من قبل البعض من دخول جربة باعتبار وصفها سابقا منطقة موبوءة وهو ما يدفع المجتمع المدني إلى العمل على هذا الجانب.
وتابع أنّ أبناء الجزيرة وخاصة الطلاب منهم سيعودون قريباً للجامعات وقد يواجهون صعوبات كردود فعل بعض زملائهم باعتبارهم قادمين من منطقة وصفت بالموبوءة ولا بد من مجهودات إضافية لمزيد التوعية، مضيفاً أن مواطني جربة تفاعلوا إيجابياً لمساعدة وتوفير القوت لعدد من الحالات الاجتماعية، لكن هناك اليوم عمال يرغبون في العودة إلى مدنهم وكثيرون منهم لا يملكون المال ولا بد من حصر قائمة هؤلاء الأشخاص ومساعدتهم، مضيفا أنه لا بد من تدعيم النقل وحتى تخصيص حافلات خاصة تتولى نقل هؤلاء الأشخاص.
ويمثل رفع هذا التصنيف ومراجعته من قبل وزارة الصحة، مطلباً ملحاً من قبل أهالي الجزيرة، حيث قاموا بحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "ارفعوا الحصار عن جربة"، مهددين بخوض تحركات احتجاجية لهذا الغرض.