منذ عام، بدأت مليشيا الحوثي المسلحة بالتحول من جماعة معارضة تطالب بحقوق التعبير عن الرأي والمواطنة إلى جماعة تتحالف مع النظام القمعي السابق في اليمن، ليكون أول إنجاز لها بعد وصولها بالسلاح إلى سدة الحكم هو التصدي للأقلام والأصوات اليمنية الرافضة لسيطرة المليشيا على مؤسسات الدولة، والقضاء على وظيفة الدولة التي بناها اليمنيون من نضالهم ودمائهم منذ أكثر من نصف قرن.
ورغم ذلك، زادت أعداد هذه الأقلام بارتفاع وتيرة الاعتقالات وملاحقة وقتل الصحافيين لتجتمع من شتات التمزق السياسي والجغرافي وتتوحد جميعاً في بوتقة الرفض المليشيوي الرجعي.
وهكذا، لم تنجح المليشيا في شيء كما نجحت في توحيد الأجندة الصحافية اليمنية لتصب كامل أحبارها المتعددة الألوان على لوحة واحدة لجعل التعددية المدنية والسياسية عصيةً على الإبادة.
وقد أكد أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين، مروان دماج، أنه لم يعد هناك صحافة مستقلة باليمن متهماً الحرب باستهداف الصحافة وتدمير ما كان لدى اليمن من حريات وتقاليد في الإعلام الرسمي. لقد عملت ممارسات كم الأفواه الحوثية على انحياز كافة اتجاهات وأجندات الصحافة السياسية المتعددة دون قصد في قطب سياسي وأجندة إعلامية واحدة ضد المليشيا وحلفائها.
كان آخر تلك الوسائل قناة "آزال" الفضائية التي قررت الانحياز التام لمصلحة الوطن وأولويات المواطن قبل أن تقتحم المليشيا مكتبها بصنعاء وتنتقل القناة إلى القاهرة. ولم تعد هناك اذاعة محلية أو فضائية واحدة غير حوثية داخل صنعاء إلا فضائية "السعيدة". وكذلك الأمر للصحف سوى صحيفتين قد يأتي دورهما قريباً. كما لم يتبق صحافي طليق واحد يكتب في الصحف ما يشاء إلا ما كان تحت أسماء مستعارة.
اقرأ أيضاً: "فيسبوك"... ملاذ اليمنيين الوحيد
يقول الكاتب عبده البحش الذي كان مؤيداً "لصالح" حتى سيطرة الحوثيين على المدن، إن من إنجازات الجماعة أنها أنهت المنطقة الرمادية التي كان كثير من الصحافيين يفضلون المكوث فيها، خوفاً من تصنيفهم لأي من الأطراف السياسية اللاعبة في المشهد اليمني الذي كان ضاجاً بالفعاليات المتنوعة، لتعيد الوسائل الإعلامية هيكلة اتجاهاتها بشكل تلقائي ولتتخذ معظمها مراكزها في المنطقة البيضاء في صف إزالة جماعة الموت والسلاح والانقلابات، ولتحشر بقية الوسائل الأخرى نفسها ضمن الدائرة السوداء لتحالف مؤيدي شعار الموت "الحوثي" وشخص "صالح".
أما المحللة الصحافية البارزة ميساء شجاع الدين المقيمة في القاهرة، فتحدثت بصراحة لـ"العربي الجديد" عن مراحل وأسباب تحول تعاطفها ودعمها للجماعة إلى الهجوم عليهم. تقول ميساء إنها كانت تعلم أن الحوثيين جماعة متشددة دينيًا لكن سلوكهم في صنعاء حيث عرفتهم أثناء ثورة الربيع كان منفتحاً على الآخرين ومعقولاً، وقبلها كان كثيرون ينظرون لحرب صعده أنها مفتعلة من نظام "صالح" بخاصة أنها دخلت ضمن صراع وريث صالح "ابنه" والقائد العسكري الكبير "علي محسن" ولذا لم يروهم كجماعة متمردة.
تقول ميساء إن ممارسات الحوثيين لم توحد أجندة الصحافة ضدهم فحسب، لكنها أيضاً عملت على القضاء على فكرة "خرافة التوازنات بالقوة وخرافة فك الارتباط والفيدرالية بإقليمين لدى الجنوبيين" ليركز الجميع أجنداتهم السياسية والصحافية ضد وجود العنصر الحوثي دون تهذيب.
اقرأ أيضاً: صحف اليسار في اليمن... لا تزال صامدة
ورغم ذلك، زادت أعداد هذه الأقلام بارتفاع وتيرة الاعتقالات وملاحقة وقتل الصحافيين لتجتمع من شتات التمزق السياسي والجغرافي وتتوحد جميعاً في بوتقة الرفض المليشيوي الرجعي.
وهكذا، لم تنجح المليشيا في شيء كما نجحت في توحيد الأجندة الصحافية اليمنية لتصب كامل أحبارها المتعددة الألوان على لوحة واحدة لجعل التعددية المدنية والسياسية عصيةً على الإبادة.
وقد أكد أمين عام نقابة الصحافيين اليمنيين، مروان دماج، أنه لم يعد هناك صحافة مستقلة باليمن متهماً الحرب باستهداف الصحافة وتدمير ما كان لدى اليمن من حريات وتقاليد في الإعلام الرسمي. لقد عملت ممارسات كم الأفواه الحوثية على انحياز كافة اتجاهات وأجندات الصحافة السياسية المتعددة دون قصد في قطب سياسي وأجندة إعلامية واحدة ضد المليشيا وحلفائها.
كان آخر تلك الوسائل قناة "آزال" الفضائية التي قررت الانحياز التام لمصلحة الوطن وأولويات المواطن قبل أن تقتحم المليشيا مكتبها بصنعاء وتنتقل القناة إلى القاهرة. ولم تعد هناك اذاعة محلية أو فضائية واحدة غير حوثية داخل صنعاء إلا فضائية "السعيدة". وكذلك الأمر للصحف سوى صحيفتين قد يأتي دورهما قريباً. كما لم يتبق صحافي طليق واحد يكتب في الصحف ما يشاء إلا ما كان تحت أسماء مستعارة.
اقرأ أيضاً: "فيسبوك"... ملاذ اليمنيين الوحيد
يقول الكاتب عبده البحش الذي كان مؤيداً "لصالح" حتى سيطرة الحوثيين على المدن، إن من إنجازات الجماعة أنها أنهت المنطقة الرمادية التي كان كثير من الصحافيين يفضلون المكوث فيها، خوفاً من تصنيفهم لأي من الأطراف السياسية اللاعبة في المشهد اليمني الذي كان ضاجاً بالفعاليات المتنوعة، لتعيد الوسائل الإعلامية هيكلة اتجاهاتها بشكل تلقائي ولتتخذ معظمها مراكزها في المنطقة البيضاء في صف إزالة جماعة الموت والسلاح والانقلابات، ولتحشر بقية الوسائل الأخرى نفسها ضمن الدائرة السوداء لتحالف مؤيدي شعار الموت "الحوثي" وشخص "صالح".
أما المحللة الصحافية البارزة ميساء شجاع الدين المقيمة في القاهرة، فتحدثت بصراحة لـ"العربي الجديد" عن مراحل وأسباب تحول تعاطفها ودعمها للجماعة إلى الهجوم عليهم. تقول ميساء إنها كانت تعلم أن الحوثيين جماعة متشددة دينيًا لكن سلوكهم في صنعاء حيث عرفتهم أثناء ثورة الربيع كان منفتحاً على الآخرين ومعقولاً، وقبلها كان كثيرون ينظرون لحرب صعده أنها مفتعلة من نظام "صالح" بخاصة أنها دخلت ضمن صراع وريث صالح "ابنه" والقائد العسكري الكبير "علي محسن" ولذا لم يروهم كجماعة متمردة.
تقول ميساء إن ممارسات الحوثيين لم توحد أجندة الصحافة ضدهم فحسب، لكنها أيضاً عملت على القضاء على فكرة "خرافة التوازنات بالقوة وخرافة فك الارتباط والفيدرالية بإقليمين لدى الجنوبيين" ليركز الجميع أجنداتهم السياسية والصحافية ضد وجود العنصر الحوثي دون تهذيب.
اقرأ أيضاً: صحف اليسار في اليمن... لا تزال صامدة