الحوثيون ينتقدون السعودية ويطالبون بإشراك الدول الإسلامية في إدارة ملف الحج

24 يونيو 2020
موقف الحوثيين يتناغم مع موقف إيراني سابق (فرانس برس)
+ الخط -
انتقد الحوثيون، الأربعاء، القرار الذي اتخذته السعودية بتحديد فريضة الحج واقتصارها العام الجاري على عدد محدود من المقيمين على أراضيها، داعية إلى إشراك الدول الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة "بما يجعلها متاحة لجميع المسلمين، لا أن يتحكم بها النظام السعودي".

ودعت ما تسمّى "وزارة الأوقاف الحوثية" الدول الإسلامية إلى "استنكار خطوة تحديد الحج هذا الموسم"، وطالبت بـ"العمل على رفع يدّ النظام السعودي عن المقدسات الإسلامية الذي ثبت فشله في إدارتها، وثبت أنه أبعد ما يكون عن التقوى التي ينبغي أن تكون صفة المتولين عليها"، وفقاً لتعبير بيان رسمي نقلته وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

واعتبرت "الأوقاف الحوثية" الإجراء السعودي "خطوة غير موفقة وهو عينُ الصَدِّ عن المسجد الحرام الذي حذَّر الله منه في القرآن الكريم، وتوعّد عليه بالعقاب".

وقال البيان: "كان الأحرى بالنظام السعودي، بدلاً من شنِّ الحروب الإجرامية بحق المسلمين، أن يعمل على ترتيبِ إجراءاتٍ صحيحة وسليمة، من شأنها أن توفِّرَ المناخ الملائم لحجاج بيت الله الحرام، وقد كان هناك وقتٌ كافٍ لذلك الترتيب، مع وجود بدائل ومعالجات عديدة يمكن القيام بها لتذليل الصعاب بدلاً من المنع لعموم حجاج المسلمين".

وأشار البيان إلى أن "منع الحج والصّد عن المسجد الحرام بعد أن رفعت كثيرٌ من دول العالم، بما فيها النظام السعودي، قيودَ الحجر الصحي، يعكس ما يعانيه هذا النظام من التنكُّر لدين الله والمسارعة لمنع ما أمكن من فرائض الله ولو بأوهن الأعذار".

وزعمت "الأوقاف الحوثية" أن القرار "خطوة تُرْضي أسياد النظام السعودي من الأميركان والصهاينة، وتحقق أجندتهم وأهدافهم، لأنهم يرون في شعيرة الحج خطراً يهدد مخططاتهم؛ باعتبارها مؤتمر المسلمين الأعظم، والفريضة التي تعزز وحدة الأمة الإسلامية".

واتهمت "الأوقاف الحوثية" السعودية بـ"تسييس فريضة الحج"، ومنع أبناء اليمن خلال 5 سنوات من أداء شعائره، لافتة إلى أنه "من المصادفة أن يأتي الصدُّ في هذا العام، متزامناً مع الذكرى المئوية الأولى لمذبحة الحجاج الكبرى التي ارتكبها النظام السعودي بحقِّ ثلاثة آلاف حاج يمني، في تنومة وسدوان عام 1341هـ".

وكانت السعودية قد منعت، خلال السنوات الماضية، وزارة الأوقاف الخاضعة للحوثيين من تفويج الحجاج، واقتصر تعاملها مع وزارة الأوقاف الخاضعة للحكومة المعترف بها، والتي كانت تقوم بتفويج نحو 20 ألف حاج سنوياً منذ عام 2015، من جميع المحافظات، وهو ما يدحض الرواية الحوثية بمنع اليمنيين.


ولم يقتصر التنديد الحوثي على وزارة الأوقاف، فالمكتب السياسي للجماعة اعتبر القرار السعودي "غير صائب وفيه ظلم وإجحاف وصد عن بيت الله الحرام"، واصفاً ذرائع المنع بـ"الواهية وغير الموضوعية".

وفيما حذر من عواقب السكوت عن القرار السعودي، دعا المكتب السياسي للحوثيين، في بيان صحافي، العالم الإسلامي إلى "رفع الصوت عالياً ووضع النظام السعودي تحت المساءلة جراء منعه فريضة الحج التي تعتبر حقاً مكفولاً لكل مسلم".

وجاء الانتقاد الحوثي، الذي شارك فيه أيضاً متحدث الجماعة محمد عبد السلام، غداة يوم من موقف إيراني مشابه، حيث اعتبرت وزارة الحج الإيرانية التعامل السعودي مع ملف الحج بأنه "لم يكن لائقاً"، وقالت إنها كانت تتطلع من الحكومة السعودية "الاستماع إلى وجهات نظر بقية الدول الإسلامية، والاستفادة من أفكار بقية الدول وتعاونها، لحل المشكلة التي تلقي بظلالها على كافة أنحاء العالم".

وكانت وزارة الحج السعودية قد أعلنت، أول من أمس الإثنين، أنها "قررت إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات الموجودين داخل المملكة".