حلق طيران التحالف العربي "عاصفة الحزم" في صنعاء مساء السبت، بينما تشهد مدينة عدن مواجهات مستمرة وأوضاعاً إنسانية متدهورة بين القوات الموالية لجماعة الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح من جهة، ومسلحي ما بات يعرف بــ "المقاومة الشعبية" من جهة أخرى.
وشن الحوثيون مساء السبت عملية اعتقالات لعدد من رجال الدين، وأئمة وخطباء مساجد عدن، في ظل مخاوف من تنفيذ إعدامات جماعية ضد رجال الدين، لا سيما في "التيار السلفي" وحزب "الإصلاح".
وكانت قوات تحالف "عاصفة الحزم" قد قصفت قاعدة العند العسكرية، واللواء الخامس في محافظة لحج شمال عدن، ومناطق داخل عدن، حيث يتواجد الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وبحسب مصادر، فقد شن طيران تحالف "عاصفة الحزم"، قصفاً على اللواء الخامس في صبر في لحج شمال عدن الذي كان يستعد لإدخال تعزيزات إلى عدن، فيما قصفت البارجات من البحر، مواقع للحوثيين في جبل حديد وجزيرة العمال.
وفي العند، قال مصدر في "اللجان الشعبية" لـ "العربي الجديد"، إنه وأثناء قصف قاعدة العند، حاولت مجموعة من الحوثيين الهرب خارج القاعدة، فوقعوا في كمين كانت اللجان قد نصبته لهم، وقتل منهم عشرة وأصيب آخرون.
وفي وقت سابق، نصبت اللجان كميناً في منطقة كرش في لحج، بالقرب من حدود تعز، غرب قاعدة العند، وقتل أكثر من عشرين من الحوثيين.
كما أفادت مصادر محلية في عدن أن الحوثيين يقصفون عشوائياً بعض المناطق في مدينة المعلا، بعدن التي تشهد حرب شوارع ومواجهات متقطعة، بعد ساعات من إعلان المتحدث الرسمي للحوثيين، محمد عبد السلام، سيطرة القوات الموالية لجماعته على "ميناء المعلا"، ومعدات عسكرية تابعة للموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ووجه أهالي المعلا، في بيان لهم السبت، نداء استغاثة إلى المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية والحقوقية، وطالبوها بالتدخل لوقف ما يتعرضون له من مجازر، جراء القصف العشوائي من قبل الحوثيين وقوات صالح على منازلهم والأحياء السكنية.
وقالت مصادر طبية وشهود عيان، إن هناك أربعة قتلى مدنيين، بينهم طفل في الثانية عشرة من عمره، وعدد من الجرحى حصيلة أولية جراء القصف العشوائي على المعلا مساء السبت.
كذلك أوضح سكان محليون في المعلا والقلوعة لـ "العربي الجديد"، أن قذائف الهاون والدبابات تتساقط على عدد من الأحياء، في وسط وأطراف المعلا، فيما سقطت قذائف لأول مرة في مدينة القلوعة المجاورة للمعلا، مؤكدين أن القصف ينطلق من جبل حديد، من قبل قوات الحوثيين المتمركزة هناك، والتي عجزت عن اقتحام المعلا.
وقال السكان إنهم بدؤوا عملية نزوح من مدينة المعلا على خلفية القصف العشوائي العنيف الذي تشنه القوات الحوثية، وقوات موالية لصالح، على مدينة المعلا.
ويحاول الحوثيون منذ أمس الجمعة اقتحام مدينة المعلا، وفشلوا حتى اللحظة في اقتحامها، رغم القصف الهستيري لهم، وأكد شهود عيان لـ "العربي الجديد"، أن "الحوثيين حاولوا التقدم باتجاه منطقة الدكة المدخل الشرقي لمدينة المعلا".
وشهدت مديرية "خور مكسر" ومنطقة "جبل حديد" اشتباكات بين الموالين للحوثيين ومقاومين، فيما استمر طيران التحالف بمد "اللجان الشعبية" بالأسلحة، حيث ألقت طائرات كميات من الأسلحة في منطقة البريقة الخاضعة لسيطرة المسلحين المناوئين للحوثي.
وفي مدينة دار سعد، قالت مصادر محلية إن تعزيزات عسكرية للحوثيين وصالح في طريقها إلى عدن من الجهة الشمالية، لتعزيز قواتهم الموجودة هناك، بعد أن فشلت في التقدم على خلفية "المقاومة الشعبية"، مؤكدة أن المقاومة تستعد لأي تقدم نحو دار سعد؛ المدخل الشمالي لمدينة عدن.
وتفيد الأنباء بانقطاع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء عدن التي تعيش في ظل درجات حرارة مرتفعة، ووضع إنساني صعب، على خلفية المواجهات المستمرة منذ أيام، والتي أسفرت عن سقوط نحو 206 قتلى وأكثر من 1300 جريح، حتى يوم أمس الجمعة، بحسب إحصائية لمكتب الصحة في عدن.
وفي محافظة الضالع، اقتحم مسلحون حوثيون أربعة مستشفيات وحولوها إلى ثكنات، وقال مصدر محلي في المدينة لـ "العربي الجديد"، إن "المسلحين الحوثيين اقتحموا مستشفى النصر الحكومي، ومستشفيات خاصة، وهي السلامة، والدكتور محمود، والتضامن، وطردوا العمال والمرضى منها، وتمركزوا فيها.
وفي صنعاء، حلقت طائرات التحالف مساء السبت في سماء العاصمة، وسُمعت أصوات مضادات الطائرات، بعد هدوء نسبي صباحاً، مع انخفاض ملحوظ في عدد الضربات.
وكان المتحدث الرسمي للحوثيين، قد أعلن اليوم أن التحالف أو ما وصفه بـ "العدو السعودي" يواصل "قصفه المدفعي والصاروخي على القرى والمناطق الممتدة في الشريط الحدودي داخل الأراضي اليمنية، فمن جهة نجران بمنطقة الصوح يقصف على مناطق نقعة وباقم، ومن الخوبة مقابل مديرية شداء يقصف على مديرية شداء والملاحيط ومعسكر الكمب"، مشيراً إلى أنه لا إصابات.
واتهم عبد السلام الطيران السعودي بقصف قرية حجر في بني مطر، إحدى ضواحي صنعاء مساء الجمعة، ما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى، كذلك اتهمه بشن غارتين على منطقة المرزق في بوابة المخيم، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى.
اقرأ أيضاً: مصدر رئاسي: المخلوع صالح لا يزال في اليمن